حل نقابة المعلمين قبل تدمير التعليم


لقد كان اغلب الاردنيون الشرفاء ضد تاسيس نقابة للمعلمين منذ ان تمت الإطاحة بها عام 1956 والى ما قبل عام 2012 خوفا من انجرارها وراء الاحزاب فيتم تدمير التعليم وقتل الإبداع لدى المعلمين وتشريد الطلبة في الشوارع، والذي رأيناه واقعا ملموسا قض مضاجع الاهالي وزاد من مخاوفهم على مستقبل اولادهم.
فالتعليم الأردني لم يشهد إنحدارا مثل ما شهده بعهد النقابة منذ اعادتها للحياة عام 2011 والى اليوم ،رغم كل الامتيازات والعلاوات غير المسبوقة التي منحتها الحكومة للمعلمين.
ويرجع الفضل في تدمير النقابة وهدم التعليم لاختطافها القانوني على يد فئة تتبع الإخوان المسلمين الذين ما دخلوا موقعا الا وافسدوه، فاصبحت النقابة بعهدهم تسيء لمهنة التعليم ومكانة المعلم، فشوهت عن قصد صورة المدارس الحكومية ، التي ساهمت في بناء الاردن عبر مراحل تأسيسه.
فلم يعد مقبولا على الإطلاق أن يبقى مصير اكثر من مليون ونصف المليون طالب وطالبة بالمدارس الحكومية رهينة بيد نقابة تديرها أحزاب أياد تابعة للاخوان المسلمين، الذين يسلكون طريقا بعيدا عن المصالح المهنية والاعتبارات الدستورية التي تؤكد على حق الطالب بالتعليم وعدم الاضرار بمصلحته.
فما جرى لأبنائنا في الثانوية العامة لهذا العام بالتحديد من رعب وارهاب، ومن قهر وارباك ومخاوف على مستقبلهم نتيجة للجوء الوزارة مرغمة الى تغيير نمط امتحان عمره اكثر من 70 عاما بسبب تخوفها المشروع والمبرر من تكرار اضراب المعلمين الحزبي المسيس، هو امر خطير يجب ان يدفعنا كاولياء امور للطلبة للمطالبة العاجلة بحل النقابة فورا ودون تردد، بعد أن اصبحت اداة تخريب وتدمير للأجيال،ومصدرا لرعب الاهالي بعد ان باتت تشكل لهم قلقا دائما على مستقبل اولادهم.
وكما تابعتم سابقا فلقد وصلت الوقاحة في بعض اعضاء النقابة للتهديد الظاهر بالاستقواء على الحكومة والدولة وبما يقود إلى الفتنة، كما ظهر تهديد نائب النقيب باخر فيديو له على منصات التواصل الاجتماعي، وكما قال ناطق النقابة نديم في وقفة احتجاجية سابقة، مخاطبا الحكومة: "اقرأي المشهد يا غبية، الشارع يغلي، إما ان تعقلي أو بنعقلك".
متسائلين هنا: ما علاقة الطالب بالرواتب والمزايا والعلاوات التي يتقاضاها المعلمون من الخزينة العامة ليكونوا اداة للتسلية ورهائن للمفاوضات والمصالح الشخصية؟.
فالفشل الكبير والتراجع الخطير في منظومة التعليم الاردني بعهد النقابة يتطلب إتخاذ موقف وطني لحلها، لانقاذ التعليم من براثن الاحزاب السياسية وسطوة المصالح الشخصية، والتي وصلت الى حد استخدام الطلبة كرهائن للمفاوضات.
فلا يعقل ان تبقى مناهجنا ومدارسنا ادواتا سياسية لتصفية الخلافات مع الحكومة، وطلابنا سلعا تجارية تخضع للعرض والطلب، كلما دق الكوز بالجرة.
فالمعلم حسب الدستور موظف في وزارة التربية والتعليم ،ويجب ان لا تكون هناك سلطة اخرى عليه من اي جهة كانت ".
فانتبهوا ايها المعلمون، فلقد اصبحت نقابتكم مرتعا للفساد وملجأ للمتنفعين وسوف تكون في قادم الايام عالة عليكم ، وليست معيلة لكم، وستكون عدوة لاولياء الامور بسبب خوفهم من فساد أبناءهم بالشوارع من كثرة الاعتصامات والاضرابات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات