حقيقة دور إسرائيل في الهجمات على إيران


جراسا -

تناولت الصحف العالمية الأدوار الإسرائيلية المحتملة في الهجمات التي تعرضت لها إيران في الفترة الأخيرة، إلى جانب تسليط الضوء على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية الموجه نحو فرنسا وعزمها فرض رسوم جمركية على اقتصاد الأخيرة.

واستعرضت الصحف كذلك استغلال الرئيس البرازيلي، غاير بولسونارو، إصابته بفيروس كورونا المستجد، ليثبت نظريته حول ما يصفه بـ ”تفاهة الوباء“، ويصور نفسه كبطل ليزيد من نفوذه السياسي، إضافة إلى تفاقم مشكلة التمييز في جميع أنحاء العالم.

سلسلة انفجارات غامضة في إيران

تناولت مجلة ”إيكونيميست“ الأمريكية، الانفجارات الغامضة التي توالت على إيران في الأيام الأخيرة، والتي قلل المسؤولون الإيرانيون من أمرها، على الرغم من وقوع أحدها في محطة نووية في ”نطنز“ وسط إيران.

وسرعان ما اعترف متحدث باسم الوكالة النووية الإيرانية، بأن الهجوم الأول الذي وقع في الثاني من يوليو/ تموز، قد ضرب مصنع لأجهزة الطرد المركزي يستخدم لتخصيب اليورانيوم، وقال إن الضرر يمكن أن يبطئ العمل على النماذج المتقدمة.

وكان هذا الانفجار الأول في سلسلة حوادث استثنائية في إيران هذا الصيف، ففي 26 يونيو/ حزيران، وقع انفجار بالقرب من بارشين، وهي قاعدة عسكرية جنوب شرق طهران تنتج صواريخ باليستية، كما حدثت حرائق أو انفجارات في محطات الطاقة والعيادات والمنشآت الأخرى.

ورجحت المجلة أن تكون إسرائيل المسؤولة عن هذه الهجمات، في أعقاب تصاعد التوترات بين البلدين، حيث ترى إسرائيل أن وقت إدارة دونالد ترامب وحملة الضغط الأقصى، بدأتا تنفدان مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.

وأشارت المجلة، إلى أن إسرائيل نادرا ما تعلن مسؤوليتها عن العمليات السرية في إيران، حيث قال غابي أشكنازي، وزير الخارجية الإسرائيلي، قبل أيام: ”نتخذ إجراءات ومن الأفضل ألا تعلن“.

وبالفعل في اليوم نفسه، مدد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولاية يوسي كوهين، رئيس الموساد، وذلك بعد 10 أيام فقط، من منح الجيش ميداليات للوحدة (8200)، التي تشرف على حرب التكنولوجيا الفائقة، لأدائها ”نشاطا عملياتيا سريا“؛ والذي يعتقد أنه اشتمل على شل حركة الميناء الرئيس لإيران بهجوم إلكتروني.

أمريكا تهدد اقتصاد فرنسا

من جهتها، ركزت صحيفة ”فايننشال تايمز“ البريطانية، على تهديد الولايات المتحدة للاقتصاد الفرنسي، بإعلانها أنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25 % على سلع فرنسية بقيمة 1.3 مليار دولار في 180 يوما، إذا مضت باريس قدما في فرض ضريبة على الخدمات الرقمية، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية عبر المحيط الأطلسي.

وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي، إنه لن يفرض تعرفة جمركية على السلع التي تشمل حقائب اليد والصابون والمكياج؛ لإتاحة مزيد من الوقت للمحادثات حول حل متعدد الأطراف من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تتخذ من باريس مقرًا لها.

وصعد التهديد، التوترات القديمة بين واشنطن وباريس بشأن خطط ضرائب الخدمات الرقمية الفرنسية، والتي تقول الولايات المتحدة إنها تظلم شركات التكنولوجيا الأمريكية.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت الولايات المتحدة قائمة أوسع من العناصر، بما في ذلك الجبن والنبيذ، والتي قالت إنها ستفرض عليها تعرفات تصل إلى 100 %، بعد تحقيق في فرض ضريبة فرنسية.

ومع ذلك، اتفق الجانبان على إيقاف معركتهما في يناير / كانون الثاني، وانتظار المحادثات حول إطار ضرائب متعدد الأطراف تشرف عليه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على مدار العام.

ووافقت فرنسا على التوقف عن تحصيل ضرائبها الرقمية، في حين علقت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المخططة على البضائع الفرنسية، وألغت إصرارها على أن أي اتفاقية ضريبية دولية يجب أن تكون اختيارية.

رئيس البرازيل وتحدي كورونا

وسلطت صحيفة ”فايننشال تايمز“ البريطانية، الضوء على استغلال الرئيس البرازيلي لوباء كورونا، لتعزيز نفوذه السياسي.

فمنذ ظهور وباء كورونا، كان الرئيس غاير بولسونارو ، يخفف من الأزمة، وكان يدعو للعودة إلى العمل لتنشيط الاقتصاد، ويعقد تجمعات دون الاكتراث لاحتمالية انتشار الفيروس، حتى أصيب بكوفيد- 19.

وأعلن غاير (65 عاما) في مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، أنه أصيب بالمرض، وبأسلوب صادم خلع قناعه وقال: ”انظروا إلى وجهي، أنا بخير“.

ومع ذلك، قد تأتي مجازفة بولسونارو عالية المخاطر بثمارها، فإذا عانى من أعراض خفيفة فقط، فسيصبح مثالًا حيًا على أن كوفيد- 19 مجرد ”أنفلونزا صغيرة“، كما وصفه من قبل.

ويمكنه بعد ذلك إلقاء اللوم في المصاعب الاقتصادية التي تعاني منها البلاد على الأعداء السياسيين، الذين طالبوا باتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي.

ويقول ماتياس سبيكتور، من مؤسسة Fundação Getúlio Vargas للأبحاث: ”وصل بولسونارو إلى السلطة بتصوير نفسه كالحارس الوحيد الذي يقاتل نظامًا فاسدًا وينجو من الشدائد، وهذا ما يحاول فعله الآن مع كوفيد- 19، حيث يصور نفسه على أنه زعيم مسيحي في يد الله بدلاً من العلم، وهذا يؤثر على العديد من البرازيليين، وإذا تمكن من علاج نفسه وخرج من الحجر الصحي سالماً نسبيًا، سيجعله ذلك أقوى سياسيًا“.

كارثة التمييز تلوح في الأفق

وتناولت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، كيف تتفاقم مشكلة التمييز في جميع أنحاء العالم، مع انتشار وباء كورونا، فقد كشف تقرير جديد كيف تهدد أزمة كورونا في البلدان الأكثر فقراً بتصعيد كارثة التمييز وعدم المساواة، مع تزايد فقدان الوظائف وانعدام الأمن الغذائي، حيث يعتقد أن هناك كارثة عدم مساواة تلوح في الأفق.

ويتوقع الخبراء، أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد إلى ربع مليار في عام 2020، إذا لم يحصلوا على دعم عاجل، حيث شهدت بعض البلدان بالفعل زيادات كبيرة في تكلفة الغذاء.

ففي أجزاء من أفغانستان، على سبيل المثال، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 20٪، وفي الهند، فقد 80 مليون عامل مهاجر وظائفهم في المدن، مما تركهم جائعين ومشردين، فيما فقدت أسرهم التحويلات النقدية التي تعتمد عليها.

وانهارت أنظمة الرعاية الصحية الروتينية، مثل التطعيم ورعاية الأمومة في العديد من البلدان، مع تركيز الأنظمة الصحية المتعثرة بالفعل على رعاية مرضى كورونا.

ويواجه 3 مليارات شخص من سكان الدول الفقيرة، خطرا أكبر للإصابة والوفاة بكورونا، حيث لا تتوافر حتى أبسط الاحتياطات مثل المساحة الكافية للالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، أو المرافق الصحية لغسل اليدين بانتظام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات