جراسا -

سجلت المؤسسة العامة للغذاء والدواء اخيرا علاجا جديدا هو "تاسيغنا - نيلوتينيب" لمرض "سرطان الدم الحبيبي" بعدما أثبتت الدراسات والتجارب عالميا نجاعته وفعاليته في السيطرة على المرض بمراحله المختلفة.

وحصل هذا العلاج على موافقة من مؤسسة الغذاء والدواء الاميركية والاتحاد الاوروبي في تموز من العام الماضي فيما اخضع مركز الحسين للسرطان عدد من المرضى منذ عام ونصف العام الى تناول العلاج الجديد في اطار دراسة "توسيع نطاق استخدام نيلوتينيب في التجارب السريرية عالميا".

وقال رئيس قسم الأمراض الباطنية وشعبة أمراض الدم والسرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور حكمت عبد الرزاق "انه استجاب أغلبية المرضى لعلاج نيلوتينيب بشكل جيد واستمروا بأخذه منذ بدء العلاج و بنفس الجرعة دون توقف أو تخفيض لمقدارها واظهروا تحسنا ملموسا في وضعهم الصحي بالسيطرة على المرض بمراحله المبكرة والمتقدمة ".

واضاف خلال ندوة علمية نظمتها اليوم شركة نوفارتس السويسرية للادوية لبحث آخر المستجدات في علاج سرطان الدم الحبيبي للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات المتوفرة"ان ما يميز هذا العقار سهولة الحصول عليه كونه على شكل حبوب وليس حقن كما ان مضاعفاته الجانبية بسيطة .

و يعتبر "سرطان الدم الحبيبي" او ما يسمى ابيضاض الدم النقوي المزمن أحد أربعة أنواع مرض سرطان الدم (الوكيميا) الأكثر شيوعاً والذي تشكل نسبة 15 بالمئة من سرطانات الدم عالميا والذي ينتج جراء خلل في احد الكروموسومات (فيلادلفيا).

وقال مستشار علم امراض الدم في مستشفى الجامعة الأردنية الدكتور عبدالله العبادي ان دواء "ايماتينيب" المستعمل حالياً فعال و ذو سلامة عالية بيد ان هناك ما نسبته 25- 30 بالمئة من المرضى تسوء حالتهم أو لا يحتملون هذا العلاج الامر الذي يجعل استخدام الدواء الجديد(تاسيغنا نيلوتينيب) ضرورة تمنحهم الامل بالعلاج.

وتكون اجسام بعض المرضى المستخدمين لعقار "ايماتينيب المستعمل حاليا" مقاومة له مما يجعله غير فعال في استمرار علاجهم به وفق الدكتور العبادي الذي اوضح ان العقار الجديد يعالج مثل هذه الحالات وانه وجد بديل عنه.

وقال الدكتور إلياس جبور من مركز"إم دي أندرسون للسرطان" في الولايات المتحدة الأميركية "ان استعمال "نيلوتينيب" حفز استجابة مكونات الدم لدى70 بالمئة من المرضى الذين خضعوا للدراسات التي اجريت على هذا العقار.

وبين ان استخدام العقار في العينة التي خضعت للدراسة اسهم في اخماد الكروموسوم المسبب له عند 50 بالمئة من الحالات المزمنة بالمرض وللذين لم يستجيبوا او لم يحتملوا العلاج السابق " ايماتينيب" .

وقال ان " الاستجابة للدواء ثابتة، فقد أظهرت نتائج الحالات المرضية المتسارعة أن نيلوتينيب يحدث استجابة في مكونات الدم لدى 47 بالمئة و تغير في المكونات الوراثية للخلايا لدى 30 بالمئة من الحالات.

" واوضح ان العقار الجديد اظهر فعالية على المرضى الذين استخدموه ومكنهم من ممارسة حياته بشكل طبيعي وان 90 بالمئة منهم بقوا على قيد الحياة بعد تناوله على مدى سنتين واختفى الكروموسوم.

وبلغ عدد مرضى سرطان الدم في الاردن وفق احدث تقرير رسمي 390 حالة منها 125 حالة سرطان دم مزمن.

(بترا)