صيف يا صيف


إذا كان في فصل الشتاء ، انكفاء للدفىء والصوبه وداخل البيت ف ليالي الصيف الحارة هي ليالي للسهر ونومه تحت السماء وعد نجوم وشطف السطوح وسحب فرشات الصوف من المطوى والخروج بها للسطح ف ليالي الصيف يطيب بها السمر والسواليف ونقرشة البزر الأسود المقلي من بقايا عدة بطيخات حمراء وعشاء جبنة وبطيخ وعنب ورائحة سليقة نشرت على سطوح البيت وسكون ليل يتخلله صوت راديو الترانزستر يفيض بصوت كلثومي رق الحبيب ،او عبد الوهاب يغني عندما يأتي المساء فبين شدو ام كلثوم وعبد الوهاب وصوت صرصور الليل وسماء صافية تعج بالكواكب والنجوم والتي يفضل أن لا نعدها ونحن صغار حتى لا تظهر الثواثيل هكذا قيل لنا في ظل هذا الليل تغفو الجفون ونحن ننتظر نسمة طرية تزيل قليلاً من ذاك الحر الخانق . لا أدري لماذا كان النوم على السطوح يعطي للجسم راحة وللروح سكينة هل هي علاقة بين أرض وسماء لا يفصلها سطح أسمنتي تجعل النوم يحلو والحلم وردي وتصحو على شمس تقترب منك ترفع اللحاف حتى لا تصلك حرارة الشمس ولكنها أخيراً تتغلب عليك ليس هي فقط بل صباح الحياة الحلوة وقطرات ندى وصوت حركة ذهاب الناس للعمل وفريد الأطرش يغني ويتفائل الشاطر يجرى ورا عيشه وبجهده هيتم نــعـيـمــه
والخايب يجنى عليه طيشه وبرجله يوصل لجحيمه
شبعك او جوعك شئ مش باليد
عرقك ودموعك دول تمن المجد
شوف شغلك والباقى على الله وخليها على الله على الله فعصافير الصباح تزقزق وصوت بائعي الخضار والفاكهة والتي تأتي طازجة من تعب فلاح لتصحو تلك المدينة النائمة ع صوت نداء وسجع البائعين وصوت راديو قادم من شباك أم كلثوم تغني يا صباح الخير يا ألي معانا الكروان جانا وصحانا ، أو صوت حليمي نسيم الفجرية بهفهف حواليه وأغنية يا فجر لما يطل منور بنور الفل ، ويا حلو صبح يا حلو طل لمحمد قنديل، واغنية فلاح كان فايت بيعدي من جنب السور.. كانت اغاني الصباح خفيفه وحلوه هكذا كان شعبنا يصحي الشمس من نومها فلاح وجندي عمال وموظفين ودخان لفرن طابون أو خبيز شراك يعانق الصباح وتعانقه فيروز بصوتها صيف يا صيف ع جبهة حبيبي لوح يا صيف رجعتنا قريبة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات