جائحة الدول العربية


منذ تأسيس جامعة الدول العربيّة ومقرُّها القاهرة عام 1945 ولم أسمع انها خلال أكثر من سبعون عاما قد إتّخذت موقفا حاسما منطلقا من الأمانة العامّة للجامعة العربية نفسها بدءا من القضيّة الفلسطينيّة الى حركات التحرُّر الوطني وحركات الإستقلال في دول عربيّة وبالرغم من تقلُّد بعض الشخصيات أمانة الجامعة إلاّ أنّ الجامعة لم تكن بقادرة على إتخاذ قرار جماعي في بعض القضايا المصيرية على مدى خمسة وسبعون عاما منذ تأسيس الجامعة بناء على توافق سبعة دول عربيّة لتأسيسها في القاهرة بجمهوريّة مصر العربيّة في 22 اذار عام 1945 .
وهي منظّمة طوعيّة تضمّ في عضويتها الدول العربية المستقلّة الناطقة باللغة العربية، وتتكون من 22 عضواً وهم: الأردن، والإمارات العربيية المتحدة، والبحرين، وتونس، والجزائر، وجيبوتي، والسعودية، والسودان، وسوريا، والصومال، والعراق، وسلطنة عمان، وفلسطين، وقطر، وجزر القمر، والكويت، ولبنان، والجماهيرية العربية الليبية، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، و اليمن .
كان الهدف من تأسيس الجامعة تقوية وتنسيق البرامج السياسية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية لأعضائها، وأيضاً التوسط في حل النزاعات بينهم، وقد تمّ توقيع اتفاقية تعاون دفاعيّ واقتصادي مشترك فى 13 نيسان 1950م، وفي عام 1959م عقد المؤتمر العربي الأول للبترول، وفي عام 1964م أُنشئت المنظمة العربية للتربية، والثقافة، والعلوم، ومنحت الجامعة العربية منظمة التحرير الفلسطينة العضوية بصفة مراقب ، وفي عام 1976م منحت فلسطين العضوية الكاملة .
ودور الجامعة يأتي لتجنيب أيّ دولة عربيّة مبرِّرا لتخاصم دولة عربيّة أخرى او الإعتداء عليها وإنما يبدو انّ تلك الجامعة العربيّة سكتت كثيرا ولم تأخذ أي إجراء لتهدئة ذلك الخلاف بين البلدين الشقيقين وراينا تلك المواقف الخانعة عند إحتلال الصهاينة لفلسطين أو عند إحتلال العراق للكويت أو عند إحتلال امريكا للعراق أو عند الإرهاصات التي ترافقت مع ما يسمّى الربيع العربي والنتائج التي تمخضت عنه وما زالت حتّى الان .
وكانت رحلة السادات لفلسطين وإنتقال الجامعة الى تونس من جمهورية مصر والشرخ الذي تسببت به تلك الزيارة وكذلك ألإعتداءات الإسرائيليّة المتكرِّرة على فلسطين ولبنان والعراق والسودان وغيرها وتسببت في الكثير من الشهداء والضحايا والجرحى ولم يتعدّى موقف الجامعة العربيّة عن بيانات الإستنكار والشجب الذي ليس له اثر أو مفعول .
كما أن أهم دلالة على فشل الجامعة في إداء دورها هو التكرار المقيت للبيانات الختاميّة لإجتماعات القمّة التي تتكبدها الدولة المضيفة لإجتماع القمّة دون أيِّ خطوات عمليّة لتلك الإجتماعات .
وتأتي خيبة أمل المواطنون العرب من موقف الجامعة العربيّة هذه الأيّام من صمتها حيال ما يسمّى صفقة القرن حول منطقة الشرق الأوسط وضياع فلسطين بالكامل ومنطقة أغوار الأردن والموضوع الاخر هو قرب قيام علاقات طبيعيّة بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية قبل حل القضيّة الفلسطينية على مبدأ الدولتين وفي خضم إصرار أمريكا وإسرائيل على صفقة القرن وتثبيت إحتلال الضفة الغربيّة ومنطقة الأغوار وتثبيت يهوديّة الدولة والضم النهائي لمدينة القدس وهضبة الجولان السوريّة وعندها ينتهي دور الجامعة العربيّة ويمكن حلُّها والإستغنناء عنها حيث ان قضيّة سوريا العربية بين تركيّا وروسيا وأمريكا مع دور إيراني قد يكون انتهى وكذلك القضيّة الليبيّة بين نفس الدول مع دول أوروبيّة أخرى مثل إيطاليا وألمانيا امّا الوضع اللبناني فقد تلعب فيه فرنسا وامريكا دورا لإنقاذه ماليّا وامّا دول الخليج وموضوع إنخفاض سعر النفط والغاز فتلعب فيه الدور الأكبر أمريكا وروسيا وامّا موضوع مياه النيل والخلاف المصري والسودان مع الجانب الأثيوبي كما أنّه يمكن للصين بعد جائحة كورونا أن تدخل على الخط لتأخذ نصيبها من الدول العربيّة مستقبلا وكأن العالم العربي رمّة تنهشها الكلاب من مناطق كثيرة بعيدة وقريبة لتخلِّص ما تبقّى من لحمه وتنهش جلده وحتّى عظامه وكلُّ ذلك والعالم العربي كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وعندها لن يستفيد العرب شعوبا ومسؤولين من تلك الدول التي ستنهش عالمنا العربي ولذلك وتيمنا بجائحة الكورونا التي عمرها نصف عام وقد تزيد قليلا والتي قد يصل ضحاياها الى نصف مليون ويصل عدد مرضاها الى عشرة ملايين مريض بينما جائحة الدول العربيّة عمرها الان حوالي خمسة وسبعون عاما وما زالت تقتل الإنسان العربي فمنهم من يموت جسديّا ومنهم وهم كثر من يموتون نفسيّا وقهرا ومن الأفضل أن نعترف ان تلك الجائحة اخطر من الكورونا على عالمنا العربي وهي من صنع الإنسان العربي وبعض قادته قبل ان تكون من صنيعة اليهود ودول الإستعمار المقيت ولا شكّ أن الطمع والجهل والإستغلال والخيانة تلعب دورا مهمّا فيما آلت إليه حال عالمنا العربي ومقدراته وضياع ثرواته وجعل اليهود والعالم يطمع فيه .
والفرقة التي تسود عالمنا العربي ففلسطين مقسّمة للضفّة والقطاع واليمن عاد ليتقسم بين الجنوب والشمال والخليج العربي يشهد فرقة بين قطر من جهة والدول الأخرى من جهة ثانية وكذلك العراق باكراده والسنيّة والشيعة والسودان أصبح بلدين وغير ذلك من فرقة وخلافات عربيّة بحيث أصبح البعض يميل للإقتران بالطرف الإسرائيلي مفضِّلا إيّاه عن الجانب العربي فما لزوم للجائحة العربيّة بهذا الشكل الآن ؟؟؟؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات