الوطن هذا الذبيح الذي يُجّتر لحمه صباح مساء,في الصحف وفي المقار الانتخابيه وعلى الفضائيات, احياناً بحق وغالباً دون وجه حق,هو العلاقه او الشمّاعه التي نُعلق عليها غسيلنا واخطائنا, ففي هذه الايام السمان والتي سيعقبها سنين عجاف,تزدهر المواطنه,ويُتخم الوطن بولاء من لا ولاء لهم غير جيوبهم ومصالحهم ومشاريعهم, فهم جلادوه ان ناداهم مناد لينصروه, او ان حلّ به خطبٌ لا سمح الله تركوه ورحلوا,من دم ابناءه وعرقهم شيّدوا صروحهم,ومن فتات اموالهم أُتخمت ارصدتهم في بنوك الظلام,,الوطن بالنسبة لهم حقيبة سفر,او غُرفه في فندق مُطلّه على شواطىء فرحتهم,متى غابت شمسها,تركوها وبحثوا عن ثانيه وثالثه...ايام قلائل تفصلنا عن يوم اللقاء الحق مع ضمائرنا,ومع الوطن,ومع المال الحرام الذي قد يبيع البعض ضمائرهم لقاء ورقه نقديه من فئة الخمسين او اثنتين,فلنختار الوطن,ولنختار مستقبل ابنائنا,,ووجودنا..نختار من نتوسم فيهم خيرنا وخير الوطن,ليعيدوا قطار الوطن الى سكته,وليكن همهم علياء الوطن وشموخه..لا بُدّ لنهار ذلك اليوم ان ينتهي,ليُفضي اما لفجر يومٍ جديد من ايام الوطن,او لمجلسٍ فيه ما لا يقل عن خمسة عشر سيده, منهن من جاءت على اكتاف الكوتا,ونواب الكوتات الأخرى بعدد يقارب ما اسلفت عن الكوتا النسائيه, وآخرين بكوتا حزبيه منزوعة الدسم وبدعم..وكوتا مستشيخي العشائر,وكوتا الدوائر الوهميه تحمل نعش أخٍ او قريب,,وكوتا اصحاب اجندات غير اردنيه مُغلّفه بسيلوفان المواطنه,والانتماء..لكن ما ان تُعقد الجلسة الاولى لاختيار الرئيس حتى تبدأ الكولسه والملعنه,والاقليميه النتنه, والفئويه المقيته,وجلب المنافع واذكاء الفتنه ,واستقطاب الجدد,وعود باللجان,ووعود بمنصب نواب الرئيس..وهكذا, لهذا جاءوا الى تحت القبه ببرشوتات المال السياسي,ودعم الجوار,وجرالوطن الى اتون الخلاف والاختلاف,فلا القوانين المؤقته تُقرأ ولا تُناقش, ولن نرى قانون جديد للانتخاب يُجسد تطلعات الوطن وقواه السياسيه ومواطنيه, ولن نسمع عن تغيير لقانون الاحزاب لتجذير العمل الحزبي ويؤطر لحياه سياسيه, ولن ولن..

لن ننتظر سمناً وعسل في القادم من الايام,سوى المزيد من ارتفاع في الاسعار,وفي الضرائب ونحن مقبلون على شتاء ترتفع فيه اسعار المشتقات النفطيه,وينخفض فيه سعر الكستناء الصينيه,يرتفع فيه ضغطنا وينخفض فيه نسبة السكر في الدم,يرتفع فيه منسوب المياه في سدودنا,لينخفض في الصيف ورود الماء لخزاناتنا,ترتفع فيه فاتورة الماء والكهرباء,وتنخفض فيه القوه الشرائيه لدينارنا,وهكذا رساله ارسل بها لنواب الوطن ممن سنبارك لهم واسمحوا لي بأن اتفائل ولو مره...

ما احوجنا الى الرجال الرجال ,وأخوات الرجال من النساء, وقفتهم مع الوطن وقفة عزٍ وكبرياءٍ وشموخ,لا يساوموا ولا يهادنوا, فالوطن على مفترق طرقٍ فاما نكون معه واما لن يعود لنا وطن لا سمح الله,هنالك اجندات ومؤتمرات منها في السر والعلن تستهدف وجودنا,فلا تدعوا ثغرات في انتماءاتكم للوطن ينتشر من خلالها الوباء,ولا تلهيكم اعطيات او سفرات عن هموم الوطن,ولا تدعوا للغير شراء ذممكم فأنتم معقودٌ عليكم العزم للذود عن حياض الوطن,تحملون شرف الأمه وثقة ابناءه الغُر الميامين ممن سيذهبوا الى صناديق الاقتراع ليخلعوا عن كاهلهم الامانه ليطوقوا بها اعناقكم,كونوا كما يريدكم الوطن جنوداً اوفياء لترابه الطهور لا تأخذكم في الحق لومة لائم..سيروا على بركة الله واتركوا للزمن وللتاريخ ان يقول ان برلمان 2010 هو خير برلمان..ودمتم