نعي مدونة


بعد أقل من شهر من تولي هذه الحكومة حكمها لنا، أطلقت قنبلتها الدخانية الأولى التي أسمتها (مدونة قواعد السلوك لعلاقة الحكومة مع وسائل الإعلام) وهذا الإسم الجميل لهذه المدونة لم يستطع إخفاء الأهداف البشعة من وراء إطلاقها كإعلان عداء حكومي مقصود لكل وسائل الإعلام ولكل العاملين فيها، وكان غاية ما تحقق للحكومة إرتداد دخان القنبلة إلى عيون وصدور وعقول المسؤولين عن هذا القصف الأعمى والمسعور وغير الذكي الذي إستهدف كل الذين نذروا حياتهم وأقلامهم وأوراقهم للدفاع عن الوطن وللدفاع عن المواطنين ضد كل أشكال وألوان وأحجام الفساد والإفساد، وها نحن في الإعلام الأردني وبعد عشرة أشهر فقط من إعلان المدونة وإطلاقها نقف مع حقيقة أن المدونة السيئة لم تستهدف كتبة الحكومة ولا المستأجرين من قبلها ولا اجراءها أو جراءها الصغيرة أو الكبيرة، بدليل أن الحكومة تغظ النظر عن الذين يدافعون عنها وعن الذين يهاجمون خصومها من إسلاميين أو مجاهدين مقاومين في فلسطين ممثلين بحماس وفي لبنان ممثلين بحزب الله وفي العراق وأفغانستان ممثلين بمقاومة شجاعة ومؤمنة وترفض الراية البيضاء أمام الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والعدو الصهيوني في كل زوايا الوطن العربي والعالم الإسلامي.

أنظروا إلى صحفنا وغالبية الفضائيات الأردنية الرسمية والأهلية وحتى بعض المواقع الألكترونية، فإن كتبة الحكومة واجراءها وجراءها يواصلون الكتابة والظهور والشتم والردح الرخيص وفق متطلبات الحكومة ورغباتها، يواصلون عملهم كمستشارين في الدوائر الرسمية وأساتذة في الجامعات ومدراء عامين بات هدفهم الوحيد هو تخريب كل علاقات الأردن مع أشقائه ومع جيرانه – باستثناء العدو الصهيوني – ومع دول عربية وإسلامية من منطلق توهم الحكومة أن بلدنا يشكل المحور الرئيس في الإقليم وفي المجتمع الدولي، وهم يتلقون الرواتب والمكافآت بالرغم من كل ما ورد في المدونة التي تحظر عليهم القيام بعملين أحدهما رسمي والثاني إعلامي لا تجد في الثاني منهما سوى السم في الدسم أو السم في السم، ولم يذهب ضحية لهذه المدونةالمدانة سوى زملاء كانوا يعملون خارج أوقات عملهم الرسمي بمكافآت رمزية تعينهم على مواجهة وحوش الحكومة ممثلين بالضرائب ورفع الأسعار أو التفرج على إرتفاعها، فهم الذين تحت ضغط هذه المدونة تم التخلص منهم دون أن تكسب الحكومة سوى المزيد من الإدانة والمزيد من سواد الوجه.

لقد بدأت مدونة الإعلام بكذبة كبرى تقول في سطرها الأول (أن على الحكومة إتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان حرية التعبير وحق وسائل الإعلام بحرية وإستقلالية، ثم توالت البنود بندا وراء بند، ليس بينها بند واحد يعكس مصداقية رسمية مثل الحديث عن الممارسات المغلوطة التي تتم في إطار الإسترضاء والمهانة بسبب الخوف من الإبتزاز أو سعيا وراء الشعبية الأنية بما في ذلك تقديم الحوافز المالية أو العينية التي تستهدف التأثير على الصحفيين أو وسائل الإعلام والعمل على إخضاع أي ممارسة لا تنسجم مع القوانين ومع ميثاق الشرف الصحفي المعتمد من نقابة الصحفيين الأردنيين ومع بنود هذه المدونة للمساءلة القانونية). وأتساءل كالأخرين أين هي المساءلة القانونية لمجموعة من الكتبة الحكوميين تم تعيينهم مدراء ومستشارين ويدعون للكتابة وإدارة وتقديم البرامج التلفزيونية، ويقول البند الخامس من المدونة بالحرف الواحد (تلتزم الحكومة بعدم تعيين أي صحفي أو أي شخص عامل في أية وسيلة إعلامية في أي دائرة حكومية أو مؤسسة رسمية أو عامة أو بلدية وذلك حفاظا على إستقلالية وسائل الإعلام بما يمكنها من أداء دورها ومنعا لأي تضارب في المصالح) ويضيف هذا البند الخامس القول (وسيكون التفرغ الكامل شرطا للتعيين في دوائر الحكومة ومؤسساتها وفي البلديات بما في ذلك وظائف المستشارين والناطقين الإعلاميين في الوزرات والمؤسسات الرسمية والعامة والبلديات) وينتهي هذا البند الخامس بالزعم (تلتزم الحكومة بعدم الحصول على خدمات من الصحفيين بشكل دائم أو مؤقت مقابل أي مكافأة مادية) وهنا يطرح سؤال أكبر من الحكومة: ماذا عن هؤلاء الزملاء الذين تشتري صحف وإذاعات ومحطات تلفزيونية برامجهم وندواتهم المتخصصة في غسل سيارات الحكومة ومحاولة إظهارها على غير ما هي عليه من بشاعة تركض في الشوارع والأزقة. وسؤال أخر أصغر من الحكومة: ماذا بقي من هذه المدونة بعد أن قامت الحكومة بتقطيعها وتخليلها ووضعها داخل زجاجة زرقاء ثم الطلب من أحد مسؤولي الرئاسة أن يتوجه بها إلى البحر الميت لإلقائها في مائه المالح مثل عشرات الوعود والقرارات والتوصيات والتعليمات المستمرة في يث مباشر من الدوار الرابع أو الرابح أو الدوار اللي ما يتسماش!

موقع الخندق الألكتروني



تعليقات القراء

مجالي
هذا عهد الاقزام نتاج انابيب البيع
26-10-2010 11:17 AM
حاتم النابلسي
اريد ان ارفع للقظاء هذه المهزلة التي حصلت معي فقد داينت واحد امه وليد نيف صالح الجعار ذهب هذا الوليد الي فصر العدل وانكر قيمة الكمبياله بدون حظوري خلاصة القول في ىهذا الزمن القظاة هم في النار والقاظي هو الله
27-10-2010 07:03 PM
حاتم النابلسي
اريد ان ارفع للقظاء هذه المهزلة التي حصلت معي فقد داينت واحد اسمه وليد نابف صالح الجعار ذهب هذا الوليد الي فصر العدل وانكر قيمة الكمبياله بدون حظوري خلاصة القول في ىهذا الزمن القظاة هم في النار والقاظي هو الله
27-10-2010 07:04 PM
عقبال وزارة التربية
عقبال ما تسقط مدونات وزارة التربية التي كبلت المعلمين وحرمت ابنائنا التعليم الصحيح واكسبتهم السلوكيات الخاطئة والواضحة
27-10-2010 10:58 PM
دلقموني الى المعلقين الكرام ازف لكم خبر وفاة ونعي تعليقات الدلقموني على جراسا
وين تعليقاتي يا جراسا اريد ان استرجعهم دبروا حالكوا
29-10-2010 12:33 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات