مزاد التصويت الافتراضي


انتهجت بعض الفضائيات الأردنية نهجا تجاريا مستغربا ومستهجنا من العشائر والعائلات الأردنية ، حين طالعتنا ببرامج تتعلق بالتصويت للمرشحين عبر الرسائل القصيرة على الهواتف النقالة فيما يطلق عليه ( بورصة الانتخابات ) إذ تطلب هذه البرامج من الناخبين أن يصوتوا لمن يرغبون في ترشيحهم لمجلس النواب عن طريق إرسال رسالة خلوية قصيرة يكتب فيها اسم المرشح وعشيرته وإرسالها إلى التلفزيون ليصار بعدها إلى عرض نتائج التصويت الافتراضي وتحليلها على الشاشة .
إن هذا الأسلوب إضافة إلى كونه أسلوبا تجاريا رخيصا لا يستفيد منه سوى شركات الخلويات بالتعاون مع هذه المحطات التلفزيونية الخاصة فإن الخاسر الوحيد ،كما هو دائما، المواطن الغلبان المكتوب على جبينه أن يدفع ويدفع من جيبه ومن قوت أطفاله كل هذه النفقات الطارئة الذي لن يصحو من مأساته إلا يوم 10/11 / بعد انتهاء ( الزفة )وإعلان نتائج الانتخابات النيابية !
إن هذا الأسلوب التجاري على الرغم من أنه يدرّ أرباحا خيالية على المؤسسات الخاصة التي تبتز جيوب المواطنين بوسائل تكنولوجية ذكية إلا أنه أسلوب رخيص ومحتقر لا يقبله الذوق العربي السليم ويمجه ؛لأن خطورته ليست مادية وحسب بل هو أسلوب نفعي انتهازي مكروه يشجع العشائر الأردنية على التناحر ،فماذا تتوقع من مجموعة من الشباب المراهق وهم يشاهدون عرض أوائل الدوائر على الشاشة في هذه الأيام بأعصابها المشدودة وكثرة الاحتكاكات العشائرية وطغيان الهرج والمرج ، وغلبة الغوغاء على العقلاء ،وكيف سيتصرفون وهم يرون أحد المرشحين المنافسين قد حصل على نسبة أعلى من الأصوات لمنافسهم في الدائرة ؟ وليس أمامهم والحالة هذه وهم الأقل أصواتا إلا أن يطلبوا الفزعة ويرفعوا نسبة التصويت حتى لو استنفدوا جميع بطاقاتهم ( المنية ولا الدنية ) ولن يرتاحوا إلا بعد أن يصعد عمدهم البياني أمام الناس حتى لو كان عدد المصوتين لا يتجاوز أبناء المرشح فقط !!
والأغرب والأعجب أن المذيع يستعدي بعض العشائر على بعضها ، ويحرض أبناء العشيرة الواحدة على نفسها ، وخصوصا إذا كان فيها مرشحان بإطلاق عبارات مثل : وين راحوا النشامى من العشيرة الفلانية ؟ أو أبناء هذه العشيرة غير نشيطين .. ويبدأ بتحليل النتائج الوهمية بناء على عدد المصوتين الذين يستلم راتبه لهذا الشهر منهم !
ولما لخطورة مثل هذه الأساليب الطارئة والدخيلة على مجتمعنا ؛لأنها وسيلة من وسائل الكسب غير المشروع إضافة إلى كونها تثير الشحناء والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد والعشيرة الواحدة ،وهي أشبه ببعض البرامج التجارية الرخيصة في الفضائيات التي تبتز المواطنين عن طريق اختيار مذيعة ( بتفك عن المشنقة ) تتهزهز وهي تطرح سؤالا سخيفا يقوم بعده الشباب بالاتصال للإجابة عن سؤال سيكلفه خمسة دنانير ذهبت هباء منثورا ،هذه طرق أقرب إلى التسول منها إلى خدمة المجتمع لأجل ذلك نطالب بشدة وقف هذا السخف الإعلامي الذي يعمق بين شبابنا حالات العنف والكراهية ويعزز القيم الجهوية والفئوية والطائفية ونتمنى على القائمين على مثل هذه البرامج أن يكفوا عن الضحك على ذقون الغلابى من أبناء شعبنا الطيب .
drtarqm@hotmail.com



تعليقات القراء

الصدج
يا أخي، اذا احنا شعب غبي و سطحي كما تثبت هذه التجارب، لم نلوم شركات شغلتها و عملتها تضحك عالناس و تاخذ فلوسهم. يعني، بربك هاي ناس عاقلة اللي قاعدة بتحضر هيك برامج و كمان بتشارك بهيك تفاهات؟ الله لا يردهم..
24-10-2010 09:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات