عيد الجلوس الملكي الحادي والعشرين


تقع التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والرعاية الاجتماعية في رأس أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني، ويلزمها مناخ يكفل تحقيقها بمختلف وجوهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتزويد الأردنيين بالأدوات التي تمكنهم من المساهمة في تطوير بلدهم..

ومنذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية عام 1999 سعت رؤاه إلى تحقيق التنمية الاقتصادية، وبذل جلالته، وما يزال، كل جهده لتؤتي برامج تحقيق هذا الهدف أُكُلها في تأمين مستوى معيشي أفضل للأردنيين.

وحدد جلالته عدة محاور لتحقيق هذه الرؤية، منها: تحرير الاقتصاد وتحديثه ورفع مستوى معيشة جميع الأردنيين، بما في ذلك تخفيض عبء المديونية وتقليص عجز الموازنة وتبني سياسة اقتصادية تحررية والاندماج في الاقتصاد العالمي وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية ومحاربة البطالة والفقر..

وتنطلق رؤية جلالة الملك لإحداث التنمية الاقتصادية المستدامة، من تبني مَواطن القوة في المجتمع، على أساس الالتزام بالقيم والبناء على الإنجازات والسعي نحو الفرص المتاحة، لأن تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي يعتمدان على الموارد البشرية، المتسلحة بالعلم والتدريب، التي ستمكّن من تجاوز التحديات والمعيقات بهمة وعزيمة وبالعمل الجاد المخلص لتحقيق الطموحات. وسوف نتعرف في هذا المقال على بعض هذه المبادرات .

رسالة عمان : في ليلة القدر المباركة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2004 ، اطلق الملك رسالة عمان ، وجاءت الرسالة للتوعية بجوهر الدين الإسلامي الحنيف وحقيقته، الذي قدم للمجتمع الإنساني أنصع صور العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض التعصب والانغلاق. الرسالة وليدة فكرة هاشمية، تجمعت أركانها ليتبنى الأردن خلالها الكثير من المؤتمرات والندوات، وكذلك المبادرات الهادفة إلى صياغة موقف إسلامي عقلاني بحثي فقهي سياسي يعرض على الأمم والشعوب كلها، وإسلام ما يزال يشكل في اعتداله وتسامحه ورقيه ثقلا حفظ الحياة الإنسانية، ويحفظها، من صدامات وانحرافات خطيرة. وصدرت الرسالة بمباركة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي خاض بنفسه تجربة التحدث إلى المجتمعات الغربية وبلغتها، ولمس، مثلما لمس الكثيرون، الأثر الطيب الذي تركته خطاباته، التي كانت نموذجا في المعاصرة والصدق والصراحة، في الأوساط السياسية والإعلامية في هذه المجتمعات. هذه الأوساط الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية رفيعة المستوى، أظهرت إعجابها بالأفكار التي عبر عنها جلالته وهو يصحح الصورة ويحذر من الوقوع في التزييف والتشويه الذي يستهدف تدمير جسور العلاقة بين الشعوب وتضر بالعلاقات الدولية ضررا بالغا لما تبثه من ريبة وضغينة وشكوك لا يستفيد منها سوى أعداء السلام والأمن والازدهار، وغيرهم ممن يجنحون للتطرف والتعصب والإرهاب. الرسالة أكدت أن الأردن تبنى نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه بحكم المسؤولية الدينية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادته الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم. وجاءت "رسالة عمان" في وقت أحوج ما تكون الأمة الإسلامية إلى من يصارحها بما نهضت إليه عبر تاريخها من إنجازات وما تضمنته حضارتها من منجزات، لتحمل، وفق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، على عاتقها أمانة الدفاع عن قيم الدين الحنيف ومبادئه وأخلاق الأمة التي تدين بها، لفك الحصار عن عقلها والخروج من العزلة التي اختارتها والعودة إلى مقاصد شريعتها التي انتدبت لها من بين الأمم.

وأرادت "رسالة عمان" أن توحد رؤية العالم الإسلامي وتجمعه على خطاب واضح المعالم محدد الأطر، لا يسمح بترك المفاهيم العامة تتحول إلى مساحات رمادية يلعب فيها ويعبث بها منتسبون ضعفاء العقل والضمير عابثون بمصير الأمة، لا يقيمون وزنا لشرعة الله وسنة النبي، يلتقون في نهاية المطاف بالقوى التي دأبت منذ عقود على محاولة عزل الأمة الإسلامية عن المجتمع البشري والحضارة الإنسانية المعاصرة، وليس حماية لها كما يدعون. والإسلام العظيم، حسب ما شددت عليه الرسالة، يدعو إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في رقيه وتقدمه متعاوناً مع كل قوى الخير والتعقل ومحبي العدل عند الشعوب، إبرازا أمينا لحقيقته وتعبيرا صادقا عن سلامة الإيمان والعقيدة بدعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى..
اما العلماء، فدعتهم الرسالة الى الإسهام في تفعيل مسيرة وتحقيق أولوية أن يكون المسلمون هم القدوة والمثل في الدين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير، يقدمون للأمة دينها السمح الميسر وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها، ويبثون بين أفراد الأمة وفي أرجاء العالم الخير والسلامة والمحبة. والإسلام، كما أكدت الرسالة، دين أخلاقي الغايات والوسائل يسعى لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة. والدفاع عنه لا يكون الا بوسائل أخلاقية فالغاية، لا تبرر الوسيلة في هذا الدين والأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي السلم.. فلا قتال حيث لا عدوان، وإنما المودة والعدل والإحسان..
وترجمت رسالة عمان إلى عدة لغات ليصار إلى توزيعها بشتى أنحاء العالم لتتمكن الشعوب من الإطلاع على حقيقة الإسلام وجوهره الحقيقي . والإسلام العظيم، حسب ما شددت عليه الرسالة، يدعو إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في رقيه وتقدمه متعاوناً مع كل قوى الخير والتعقل ومحبي العدل عند الشعوب، إبرازا أمينا لحقيقته وتعبيرا صادقا عن سلامة الإيمان والعقيدة بدعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى..
.
صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية:
صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانون صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية عام 2001م، وبمقتضى هذا القانون أنشىء الصندوق ليعمل بوصفه منظمة غير حكومية، تسعى إلى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة ومناطقها، وليسهم بدعم الجهود التنمويّة الاجتماعيّة والتعليميّة، بإقامة مشروعات وطنيّة تنمويّة؛ تهدف إلى توزيع مكاسب التنمية المستدامة، عبر الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، بما يحسّن مستوى معيشة المواطن.
الرؤية : يسعى صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية إلى المساهمة في تحقيق توزيع عادل لمكاسب التنمية المستدامة بين المحافظات، من خلال إقامة مشاريع إنتاجية ريادية، وتشجيع الإبداع والتميز عبر شراكة حقيقية مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني:.
المستفيدون : تهدف برامج ومشاريع الصندوق إلى خدمة الأفراد والمجموعات والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، ضمن إطار عمل يحقق مبادئ الصندوق المتمثلة في: الشفافية، الإنتاجية الربحية، الاستدامة، التعاون المشترك والتمويل الفعّال.وسعى الصندوق جاهداً للإسهام في دفع عجلة التنمية المستدامة، من خلال الاستثمار الأمثل لطاقات أبناء الوطن الكامنة وإمكاناتهم، وتعزيز إنتاجيتهم، بتدريبهم وتأهيلهم، ودعم أنشطة الإبداع والتميّز بمختلف أشكالها، وصولاً إلى مستوى متميّز في الموارد البشريّة المؤهّلة، التي تعدُّ ركيزة أساسيّة من ركائز التنمية المستدامة التي ينشدها الوطن.
وينفّذ الصندوق الرؤى الملكيّة من خلال طرح العديد من المبادرات والبرامج الرياديّة والأنشطة الهادفة؛ تحقيقاً لرسالته النبيلة، وتمحورت أنشطته حول مجالين رئيسيين هما::
1- برامج ومبادرات تنموية غير ربحية: وتهدف إلى دعم برامج التأهيل والتدريب، وتمكين قدرات المواطنين؛ بقصد الإسهام في تحسين مستوياتهم المعيشية، وتشجيع الإبداع والتميز، خصوصاً لدى قطاع الشباب. 2- مشاريع استثمارية ربحيّة وتهدف إلى الإسهام في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف محافظات المملكة، من خلال تأسيس مشاريع إنتاجية ريادية للمواطنين، للإسهام في الحدِّ من نسب الفقر والبطالة.
أبرز الإنجازات في مجال البرامج والمبادرات غير الربحيّة
•إنشاء المراكز المجتمعية لتكنولوجيا المعلومات (محطّات المعرف
•برنامج تأهيل المتقاعدين العسكريين في مجال تكنولوجيا المعلومات.
•تمويل المنح الدراسيّة للطلبة المتفوّقين غير المقتدرين في الجامعات الحكومية.
•تمويل منح دراسية للدراسات العليا في جامعات عالمية مرموقة.
•تأهيل الشباب لدخول سوق العمل، وذلك بتأسيس 19 مكتبا للإرشاد المهني في الجامعات الأردنية.
•دعم البحث العلمي وإبداعات الشباب عن طريق برنامج دعم مشاريع تخرج الطلبة في مرحلة البكالوريوس وبرنامج دعم تسجيل براءات الاختراع بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير.
•دعم مشاركة الشباب في الأنشطة الداخليّة والخارجيّة وإشراك الشباب في برامج دولية للتبادل الثقافي والحوار.
•تأسيس "هيئة شباب كلّنا الأردن" وإنشاء 12 مقر لها في محافظات المملكة.
•إيجاد منبر إعلامي للشباب عبر البرنامج التلفزيوني (الحكي إلنا).
•استضافة مؤتمرات عالميّة (المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤتمر البتراء للحائزين على جائزة نوبل) ودعمها.
•تأسيس شركة دعم المشاريع العلمية في الشرق الأوسط ، الذي أطلقه جلالة الملك خلال مؤتمر البتراء للحائزين على جائزة نوبل.
•تأسيس وإدارة جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي التي جاءت بمبادرة من جلالة الملك خلال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط في البحر الميت.
أبرز الإنجازات في المشاريع الاستثمارية :
البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة:
أنشىء البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة لمساعدة الفقراء، وللسير قُدُماً بالرؤية الملكية لصاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله لمكافحة الفقر..
شركة منتجات الزيتون المتكاملة : نحو 60 بالمئة من دخل محافظة عجلون من زراعة أشجار الزيتون. وللمساعدة في تعظيم طاقات وربحية هذه الصناعة المحلية، قام صندوق الملك عبدالله الثاني بدورٍ في إيجاد مشروع زراعي رائد يربط ما بين القطاعين العام والخاص، لإنتاج، وتعبئة، وتوزيع زيت الزيتون تحت اسم تجاري هو "كنز الأردن". وعلى الصعيد المحلي، عمل المشروع على إيجاد وظائف وتشجيع التنمية والتطوير، بينما عمل عالمياً على المساعدة في تطوير قطاع زيت الزيتون في الأردن وتعزيز قدرته التنافسية في أسواق ما وراء البحار.
مجموعة تكنولوجيا التدريب في الأردن (روبيكون): شراكة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مع الشركة المساهمة الخاصة روبيكون ناجحة على عدة أصعدة. فقد ساعدت على إيجاد فرص غير مسبوقة للأردنيين في مجال برامج الكمبيوتر والصور المتحركة. وقد عملت روبيكون على إيجاد برامج كومبيوتر تعليمية باللغة العربية، عالمية وذات مستوى دولي، تُستعمل حالياً في المدارس الأردنية، وخاصة كأحد مكوّنات مبادرة التعليم الأردنية.) .
مراكز تكنولوجيا المعلومات (محطات المعرفة):)
مع انتشار الإنترنت في البيوت في الأردن بنسبة تقارب حوالي الثلاثة بالمئة، فإن محطات المعرفة توفر للمقيمين الذين قد لا يكون لديهم إمكانية جاهزة للوصول إلى أجهزة الكومبيوتر، إمكانية تعلّم مهارات التكنولوجيا الأساسية والمرور بتجربة تلمّس مزايا العيش في عالم يتواصل من خلال تكنولوجيا المعلومات. وقد أُنشئت أول محطة معرفة في منطقة الصفاوي في تشرين الأول/اكتوبر عام 2000. واليوم، هناك أكثر من مئة محطة معرفة في أرجاء البلاد. وعشرات الآلاف من الأردنيين من جميع الأعمار ومختلف المشارب جرى تدريبهم في هذه المرافق بحيث يتعلمون كل شيء من كيفية استعمال فأرة الكومبيوتر إلى الاستراتيجيات المتقدمة لاستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز أعمالهم التجارية، أو الحصول على معلومات حول الرعاية الصحية، أو المشاركة في الحكومة الإلكترونية. وخدمات محطات المعرفة التي يحصل عليها مَنْ يدخلها توفر أيضاً إمكانية الوصول إلى الإنترنت بكُلْفة يمكن تحملها، وخدمات أخرى مثل الاستنساخ وإرسال الرسائل بالفاكس، لجميع الأردنيين..
مبادرة التعليم الأردنية :
مبادرة التعليم الأردنية جزء رئيسي من رؤية الأردن لمستقبل التعليم، التي تعتبر الأولوية الأولى فيها تهيئة الطلاب للعيش والعمل في اقتصاد عالمي يستند إلى المعرفة ويتّصف بالتنافسية الشديدة. ومع وجود مائة مدرسة استكشافية الآن في أرجاء البلاد، غدت مبادرة التعليم الأردنية برنامجاً مُعترفاً به دولياً لإدماج التكنولوجيا في التعليم بطرائق تساعد الطلاب على تعلّم المزيد بصورة أسرع، وعلى الخروج بتجربة أوسع في مدى علاقتهم واتصالهم بالعالم من حولهم. وقد أُطلق البرنامج في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد عام 2003، باعتباره شراكة تضم القطاعين العام والخاص بين المملكة وأنظمة سيسكو. واليوم يُنتظر أن يصبح منهاج التعليم الإلكتروني الطموح الذي أوجدته المبادرة أنموذجاً تعليمياً للمنطقة بأجمعها.

•أكاديمية الأمير حسين للحماية المدنية / لواء الموقر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات