غورباتشوف الأمريكي


بقلم محمد مياس - الأيام التي إنقضت أظهرت معالم الحقد والإحتقان لدى الشعب الأمريكي حالة من الحالات التي عاشها الشعب المصري حين عقد العزم بإتجاه القصر الجمهوري في الأيام التي إنقضت إستطاع المتظاهرون إمتطاء غضبهم وتوجهوا نحو البيت الأبيض رمز السلطة ومعقلها المؤثر وسمع الجميع الشعارات والإحتجاجات المنددة بالعنصرية وكل أشكال التمييز في محيط البيت الأبيض

هل بدأ الأمريكان الصيف الأمريكي على غرار الربيع العربي أم أن الدول لا تزال غير مقتنعة بأن حدثا ظالما قد يصنع الثورة إذا كان الشعب مقهورا

اليوم معالم الدولة الأمريكية بدأت تأخذ شكلا جديدا غير كل سابقاتها تحولات عنيفة على الأرض تحدث ولم تكن بالحسبان أو ضمن نطاق الدراسات الاستخباراتية أو التاريخ الحديث وحتى لم تكن ضمن دراساتهم التنبؤية في المستقبل القريب

يحدث ما يحدث على الأرض الأمريكية ويكاد الساسة وأصحاب القرار أن يجثوا على ركبهم في مواجهة الأحداث وكأنهم تعاطوا جرعة كبيرة من مخدرات الدماغ التي تجعلهم مكتوفي الأيدي فاقدين للسيطرة وصنع القرار

كنت قد جلست مع أحد الأصدقاء قبل الكورونا وتحدثنا عن نقل السفارات الغربية للقدس الشرقية تناولنا الحديث والنقاش حول كل الإحتمالات المتوقعة وفجأة ضحك صديقي بحزن وأخبرني دعك من كل تلك التوقعات لأن الله تعالى سيحدث أمرا .. بعدها حصدت الكورونا الأرواح والأموال وبات العالم عاجزا أمام المكون الحي وغير الحي الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة .. ثم قتل فلويد على يد شرطي متهور وقامت قيامة امريكا .. بعدها تذكرت الحديث الذي دار بيني وبين صديقي .. سيحدث الله أمرا

الغضب الإلهي بدأ واضحا وقد جاء مرتبا وكأنه مصفوفة .. المرض والكساد الإقتصادي وغضب الناس .. تلك الحالة إن وجدت يتبعها مصفوفة تعيد ترتيب الأمور بقرار إلهي هذا ما يحدث في أميركا الآن بدأت المصفوفة بدوزنة الأمور للعودة إلى الوضع الصحيح هكذا يتم الترتيب والتدبير الإلهي

لم يكن يوما قادة العالم منذ نشأة الدول تجارا بل كانوا قادة حقيقين كتبهم التاريخ القديم والحديث لشدة حنكتهم وابداعات قياداتهم هم من آمن بالمبادئ وغرسوها في عقل وقلوب شعوبهم هم من حملوا القيم وأعيتهم لثقلها على الأكتاف فزارهم الشيب في شبابهم من شدة الإرهاق والتفكير

اليوم شعوب العالم أجمع تكاد أن تقرر بأن العدل على الأرض يجب أن يسود وأن يزول الظلم عن المظلومين ... اليوم الناس كافة تتشارك في دحر الخلافات وكل أشكال العنف البشري .. اليوم الإنسانية جمعاء تقرر رفض كل خطابات الكراهية والتفريق والفتنة

وها هي شعوب العالم أجمع ترى أن هناك غورباتشوف أمريكي سيعيد المسلسل لحلقته الأولى وكأنه موعد الفراق بين المتحدين

ويبقى اللغز المحير الذي يدق في الرؤوس ويدور في الأذهان .. البشرية في ظل هذه الأزمات إلى أين تحبوا في ظل قراءة ضعيفة للمستقبل الغامض وهل سينتصر الخير على كل الشرور
والأمراض والأطماع التوسعية على حساب الإنسان .. لنقي أنفسنا من كل شر حتى تمر الأزمة العالمية دون أن تمسنا وتضر بإرثنا وحضارتنا

اليوم نحن الأردنيون من شتى الأصول والمنابت علينا رص الصفوف والتكاتف بقوة خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجيشنا المصطفوي بقيادة مليكنا المفدى وولي عهده الأمين لأن الأردن في قلب الحدث لنتحد جميعا على القيم التي تربينا عليها وإن كانت المشقات في الطريق تكاد تنهكنا لنصمد ولنكن شعبا واعيا يكتبه التاريخ يوما وتتشرف به كل الأجيال القادمة .. سيكتب التاريخ بأننا كنا هنا وقد صنعنا المستقبل لكم فلا تفرطوا بمستقبل أجيالكم القادمة .. حمى الله الأردن والأردنيون وعاش مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين ذخرا وسندا للأردنيين وللأمة العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات