من يدلني على الضمير
قالو قديما اذا مات الحصان لاتبكي السرج
بين الحقيقة والزيف خيط رفيع اسمه الضمير هذا الخيط عجزَ المتخصصين في علم الخيوط أن يجدوا طريقة لكي يرونـه بوضوح .. !
أين هو ذ اك الضمير الذي طالما حلمت بمقابلته والانحناء له؟
الم يكشف العلماء والأطباء والباحثون عن موقع «الضمير» في دواخلنا؟
هل هو قطعة شفافة متوارية عن الأنظار؟ ام هو النفس اللوّامة التي تجلدنا بقسوة وتقف لنا بالمرصاد لحظة ارتكاب الخطأ واقتراف الذنب؟
أهو العمود الفقري الذي يحركنا نحو اتخاذ القرارات وترجمة ما نفكر به في الباطن وتحويله الى واقع في حياتنا؟
و لماذا نبحث عن مبررات وأسباب ونفندها لاخماد ألسنة نيران ضمائرنا؟
ولماذا نسمع أن «فلانا» من الناس باع « ضميره»؟ هل حقا الضمير يباع ويشترى؟
وهل كنوز الأرض كافية لاخماد تلك الحرقة التي تلهبنا بعذاب النفس الداخلي الذاتي عندما ندخل مملكة الليل ونضع رؤوسنا على وسائد بلون البراءة من الصراع الذي يسمى عذاب الضمير؟!
اغضبوا و عاتبوا و حسسوا على رؤوسكم ماتت ضمائر الكثير منا لأن مخافة الله ماتت في قلوبنا .. و لأن مكارم الأخلاق ماتت في أعماقنا .. و لأن العفة ماتت في نفوسنا .. باعونا سرقونا وجوعونا وعطشونا واستغلوا فينا كل شئ حتى الضمير فقد مات الضمير عند الاكثرية ..ماذا حلّ بالبشرية
الوطنية ماتت في وجداننا فتحولنا إلى وحوش ضارية لا هم لها إلا جمع المال الحرام بكل الطرق و الوسائل و أصابنا النهم وانعكس على الوطن المسكين ماتت ضمائر البعض فانكبوا على قصعة المال العام لا يرفعون رؤوسهم منها أبدا و لا يتوقفون عن التهام ما فيها إلا عندما يواجهون حساب الحياة الدنيا فتنال منهم عدالة الأرض أو يفلتون منها فينتظرهم الموت
نعم.. اغضبوا و عاتبوا و حسسوا على رؤوسكم.. فكل لص مال عام هو معني بتلك المقالة و إن لم أسمه أو ألمح له أو أرمز إليه لالسعاتكم لن تؤذيني ايتها العقارب والعناكب لانني لم أسمِّ أحدا، أو ألمح أو أرمز إلى أحد إلا أن الأمر لم يمنع البعض من أن يظهر غضبه أو عتبه أو «يحسس على البطحاء التي على رأسه» و يظن أنه المقصود على قاعدة كاد المريب أن يقول خذوني!! لصوص المال العام يا ساده ليسوا اختراعا جديدا أو ظاهرة فريدة حتى أبدوا كما لو أنني أنقب عنهم في مجتمعنا، بل هم أصحاب مهنة عريقة راسخة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الدول و الحضارات، و ربما تتبدل الأزمنة و تتغير خريطة العالم و تتنوع حضاراته و ثقافات شعوبه إلا أن أحد الأشياء التي لا تتغير أبدا هو حضور لصوص المال العام الذين قد تتغير وسائلهم و أساليبهم على مر العصور و الأزمنة و اختلاف الظروف إلا أن رابطا أساسيا يجمع بينهم لا يتبدل أبدا و لا يتأثر بعوامل تعرية الزمن و هو الضمير الميت
ليتنا كالأسماء، لا يغيّرنا الزمن بمغرياته التي لا تنتهي، ولا نفقد صدق أنفسنا ونحن نقف أمام مرآة الحياة بأنواع من الضمائر المتناقضة: الحي مقابل الميت، والصادق في مواجهة الكاذب، والجريء امام الجبان، ثم الشبعان والجائع والشبعان والامين والراشي والمرتشي.. فأنا أنظر للأمر بنظرة انسانية أخلاقية بعيدة عن اختلافات الدين او الجنس او العرق او اللون او المذهب. : مال، سلطة، نفوذ، مركز، لقب.. الخ. وفي المقابل، هناك سلة أجمل وأرقى منها هي «سلة جماليات الحياة» التي نحصد غلالها الشهية بالتعب والمثابرة والطموح والرغبة الخالصة والصبر بطريقة صحيحة وسامية، تجعلنا نستنشق اوكسجينا نظيفا ونقيا في ممر طويل مزين بباقات ورد، وابتسامة الرضا تزين ضمائرنا النظيفة البراقة، كما قال بلزاك «حاول ألا تفقد نعمة سماوية تسمى الضمير». هذا الضياع والجهل بالمصائر يدفعهم الى تجميل أمور نتنة جدا، منها مفهوم «الرشوة» الذي غزا مجتمعاتنا العربية وطفا على السطح، بالاضافة الى الصفقات الدنيئة التي توقع على أرصفة الطرقات، في عتمة الليل مع عواء الكلاب المسعورة المشردة. دعونا نعيش بسلام نفسي وذاتي.. دعونا ننصت للضمير.. ذلك الصوت الخفي في داخلنا، وهو صوت حر لا ينتمي الى تيار ولا الى حزب او سلطة معينة، بل هو أسمى من ذلك بكثير.. هو حر بنفسه، ينبع من انسانية كل انسان يقاوم حتى النخاع ليظل نظيفا شريفا يستحق أن نطبع قبلة على جبين ضميره الحي.
pressziad@yahoo.com
قالو قديما اذا مات الحصان لاتبكي السرج
بين الحقيقة والزيف خيط رفيع اسمه الضمير هذا الخيط عجزَ المتخصصين في علم الخيوط أن يجدوا طريقة لكي يرونـه بوضوح .. !
أين هو ذ اك الضمير الذي طالما حلمت بمقابلته والانحناء له؟
الم يكشف العلماء والأطباء والباحثون عن موقع «الضمير» في دواخلنا؟
هل هو قطعة شفافة متوارية عن الأنظار؟ ام هو النفس اللوّامة التي تجلدنا بقسوة وتقف لنا بالمرصاد لحظة ارتكاب الخطأ واقتراف الذنب؟
أهو العمود الفقري الذي يحركنا نحو اتخاذ القرارات وترجمة ما نفكر به في الباطن وتحويله الى واقع في حياتنا؟
و لماذا نبحث عن مبررات وأسباب ونفندها لاخماد ألسنة نيران ضمائرنا؟
ولماذا نسمع أن «فلانا» من الناس باع « ضميره»؟ هل حقا الضمير يباع ويشترى؟
وهل كنوز الأرض كافية لاخماد تلك الحرقة التي تلهبنا بعذاب النفس الداخلي الذاتي عندما ندخل مملكة الليل ونضع رؤوسنا على وسائد بلون البراءة من الصراع الذي يسمى عذاب الضمير؟!
اغضبوا و عاتبوا و حسسوا على رؤوسكم ماتت ضمائر الكثير منا لأن مخافة الله ماتت في قلوبنا .. و لأن مكارم الأخلاق ماتت في أعماقنا .. و لأن العفة ماتت في نفوسنا .. باعونا سرقونا وجوعونا وعطشونا واستغلوا فينا كل شئ حتى الضمير فقد مات الضمير عند الاكثرية ..ماذا حلّ بالبشرية
الوطنية ماتت في وجداننا فتحولنا إلى وحوش ضارية لا هم لها إلا جمع المال الحرام بكل الطرق و الوسائل و أصابنا النهم وانعكس على الوطن المسكين ماتت ضمائر البعض فانكبوا على قصعة المال العام لا يرفعون رؤوسهم منها أبدا و لا يتوقفون عن التهام ما فيها إلا عندما يواجهون حساب الحياة الدنيا فتنال منهم عدالة الأرض أو يفلتون منها فينتظرهم الموت
نعم.. اغضبوا و عاتبوا و حسسوا على رؤوسكم.. فكل لص مال عام هو معني بتلك المقالة و إن لم أسمه أو ألمح له أو أرمز إليه لالسعاتكم لن تؤذيني ايتها العقارب والعناكب لانني لم أسمِّ أحدا، أو ألمح أو أرمز إلى أحد إلا أن الأمر لم يمنع البعض من أن يظهر غضبه أو عتبه أو «يحسس على البطحاء التي على رأسه» و يظن أنه المقصود على قاعدة كاد المريب أن يقول خذوني!! لصوص المال العام يا ساده ليسوا اختراعا جديدا أو ظاهرة فريدة حتى أبدوا كما لو أنني أنقب عنهم في مجتمعنا، بل هم أصحاب مهنة عريقة راسخة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الدول و الحضارات، و ربما تتبدل الأزمنة و تتغير خريطة العالم و تتنوع حضاراته و ثقافات شعوبه إلا أن أحد الأشياء التي لا تتغير أبدا هو حضور لصوص المال العام الذين قد تتغير وسائلهم و أساليبهم على مر العصور و الأزمنة و اختلاف الظروف إلا أن رابطا أساسيا يجمع بينهم لا يتبدل أبدا و لا يتأثر بعوامل تعرية الزمن و هو الضمير الميت
ليتنا كالأسماء، لا يغيّرنا الزمن بمغرياته التي لا تنتهي، ولا نفقد صدق أنفسنا ونحن نقف أمام مرآة الحياة بأنواع من الضمائر المتناقضة: الحي مقابل الميت، والصادق في مواجهة الكاذب، والجريء امام الجبان، ثم الشبعان والجائع والشبعان والامين والراشي والمرتشي.. فأنا أنظر للأمر بنظرة انسانية أخلاقية بعيدة عن اختلافات الدين او الجنس او العرق او اللون او المذهب. : مال، سلطة، نفوذ، مركز، لقب.. الخ. وفي المقابل، هناك سلة أجمل وأرقى منها هي «سلة جماليات الحياة» التي نحصد غلالها الشهية بالتعب والمثابرة والطموح والرغبة الخالصة والصبر بطريقة صحيحة وسامية، تجعلنا نستنشق اوكسجينا نظيفا ونقيا في ممر طويل مزين بباقات ورد، وابتسامة الرضا تزين ضمائرنا النظيفة البراقة، كما قال بلزاك «حاول ألا تفقد نعمة سماوية تسمى الضمير». هذا الضياع والجهل بالمصائر يدفعهم الى تجميل أمور نتنة جدا، منها مفهوم «الرشوة» الذي غزا مجتمعاتنا العربية وطفا على السطح، بالاضافة الى الصفقات الدنيئة التي توقع على أرصفة الطرقات، في عتمة الليل مع عواء الكلاب المسعورة المشردة. دعونا نعيش بسلام نفسي وذاتي.. دعونا ننصت للضمير.. ذلك الصوت الخفي في داخلنا، وهو صوت حر لا ينتمي الى تيار ولا الى حزب او سلطة معينة، بل هو أسمى من ذلك بكثير.. هو حر بنفسه، ينبع من انسانية كل انسان يقاوم حتى النخاع ليظل نظيفا شريفا يستحق أن نطبع قبلة على جبين ضميره الحي.
pressziad@yahoo.com
تعليقات القراء
بالامس لفظ الشعب النواب وهدد وخرج ثائرا وجلالته رفضهم واليوم ماهو الجديد هل غيرو اقنعتهم لاندري
اخي بطاينه انت كبير وبتظل كبير ومقالتك كبيرة
استاذ البطاينه
للعلم طلب الي احد الدكاترة عمل رصد للنواب السابقين فخرجت بان الضعيف منهم اصبح لدية قصر وسيارات والبعض اكثر من اين اتمنى الاجابه واتحدى ان هناك من لايمك ثروة لم يكن من قبل يملك الا قوت يومه وهناك قاائمة بالقصور والشركات والمؤسسات التي فتحوها لاقاربهم ولهم ورشوه اذا اردتم تزويدكم جاهزة بالاسم والرقم
يتنا كالأسماء،
لا يغيّرنا الزمن بمغرياته التي لا تنتهي،
ولا نفقد صدق أنفسنا ونحن نقف أمام مرآة الحياة بأنواع من الضمائر المتناقضة: الحي مقابل الميت، والصادق في مواجهة الكاذب، والجريء امام الجبان، ثم الشبعان والجائع والشبعان والامين والراشي والمرتشي..
فأنا أنظر للأمر بنظرة انسانية أخلاقية بعيدة عن اختلافات الدين او الجنس او العرق او اللون او المذهب. : مال، سلطة، نفوذ، مركز، لقب.. الخ. وفي المقابل، هناك سلة أجمل وأرقى منها هي «سلة جماليات الحياة» التي نحصد غلالها الشهية بالتعب والمثابرة والطموح والرغبة الخالصة والصبر بطريقة صحيحة وسامية، تجعلنا نستنشق اوكسجينا نظيفا ونقيا في ممر طويل مزين بباقات ورد، وابتسامة الرضا تزين ضمائرنا النظيفة البراقة، كما قال بلزاك «حاول ألا تفقد نعمة سماوية تسمى الضمير»
نعم القول فهذه بحد ذاتها مبدا وعقيدة ونهج اتمنى ان يقرا القراء ويامعان وتركيز والعمل بتلك الجمله
ولجراسا الحب كله وللزميل التوفيق
مادفعني خي للتعليق على هذذه المقاله التي تدل على وعي ومهنية واحتراف هو الاشارة لحاله الفوضى التي تعم ساحتنا العربية الثقافيةة والسياسية والاجتماعية في زمن الكل ينادي الى التغيير والتحديث وصياغه جديدة لواقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمواجهة العصر ومستجداته وتحيدياته ولان للثقاة الدور الاهم في فهم الواقع وتشخيص الحاله ومنها المنتج السياسي لابد ان نشارك في هذا العمل لكن مانراه ان خطابنا السياسي متحجر غير قابل للالتفات بوعي نحو المتغير بفعل القوقعه بداخل الفكر الانساني
واليوم نرى الساحة تعج بالمنظرين والمهللين والمطبلين والمزمرين والمتسلقين ولانستطيع ان نفعل شيئا حيالهم لان واقعنا مؤلم تماشى مع الحال
اخي مقاله رائعة واتمنى ان نتواصل
بعدك بتحكي بالضمير وين الضمير عند اللي ورطونا بهالحال وراجعين اليوم بثوب الملائكة بدهم ثقتنا وكانهم مش اولاد امبارح ليتقوا الله بالبلد وبينا هم وحدهم المشرعون ونحن نكتوى بنيران تشريعاتهم حرام علينا نظل مخدوعين وعيب نظل جهله ونختار من يحمل المشنقه لرقابنا بكفي خالص خلينا تعلمنا المجرب لايجرب
ما زلت تبحث عن الضمير؟
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
من البديهي ان يكون الكاتب او السياسي فاعلا ومحركا لقضاي مجتمعه لاان يظل قابعا يجتر فكره في مستنقع الهزيمه وعلى الانسان ايضا ان يبحث عن الطريق الذي يقوده من الوعي الزائف الذي وقع فيه الى الواقع الحقيقي بتعديلنط حياته وقد قال تعالى ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم الحكومة نادت بالديمقراطية والتعددية والاحزاب نظريا اما عمليا لم يشعر بها انسان ولم تتح لفرد مساحة من الحرية كافية للتعبير عن رايه وعن شعوره فكتم الاه بصدره واستغرب انك مازلت جريئا وكانك محصن ام ان الغير يريدون من خلاك ان يقولو هاهي الحرية وان لاخوف نعم عنوانك ومقالتك تدل على وعي ومهنية وقدرة وجراة اتمنى كنت من الاخوة مسؤلي الصحف ان يكون لك عمود يومي ان كان هذا صحيح وان هنك حرية لان بمثل هذه الكتابة نستطيع ان نحرك السكون وان نقوم المسيرة لابالتزلف ولا بمحاكاه الخاص فكتابتك كتاه تقود لمواطن الضعف كما هي القوة وتنبه وحذر بوعي وحرص ومهنية الا ان الاخر للاسف عاجز عن القراءة لانه يعتقد ن الامور لاعنية وهكذا هو اختار طريق اللامبالاه حتى بتنا نرى السفيه تغرق
اخي لن اطيل لكن اتمنى ان تظل جراسا مساحة الحرية ويظل الاستاذ فارسا من فرسان الكلمه امينا صادقا جريئا وفقك الله فبالمقاله مايغني عن التعليق