لماذا يرفض البعض المساعدة؟


جراسا -

نشرت مجلة ''لامينتي إي ميرافيليوزا'' الإيطالية تقريرا سلطت فيه الضوء على نوعية الأشخاص الذين يرفضون طلب يد العون من الآخرين في المواقف الصعبة والدوافع التي تقف وراء هذا السلوك وكيفية التخلص منه.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يمكن لأي شخص أن يمر بوضع حرج ويحتاج إلى من يساعده ويقف إلى جانبه لتجاوز محنته، لكن هناك من يرفض أن يطلب يد المساعدة، أو قد يفعل ذلك على مضض.

وبيّنت المجلة أن الإعراض عن الاستعانة بالآخرين واعتباره علامة ضعف، يؤدي بأصحابه غالبا إلى عواقب وخيمة، إذ ينتهي بهم المطاف إلى مواجهة الصعوبات بمفردهم، ويدركون في الأخير أن مصيرهم هو الفشل دون مساعدة الآخرين.

الأسباب

وحسب المجلة، تتعدد الأسباب التي تجعل كثيرا من الأشخاص يرفضون طلب المساعدة، وهذه أهمها.

1- إضاعة وقت الآخرين

يعتقد البعض أنه من غير المعقول إضاعة وقت الآخرين في مساعدتهم أو الاستماع إلى همومهم ومشاكلهم، لأن لديهم أشياء أهم وأفضل يستطيعون القيام بها. هذه الفكرة شائعة لدى كثير من الناس، وهي تصنع حواجز وهمية بينهم وبين الآخرين وتجعلهم يُعرضون عن طلب المساعدة.

2- عدم الثقة في النفس

الشخص السويّ الذي يثق بنفسه لا يجب أن يخجل من طلب المساعدة من الآخرين، لأن ذلك حق من حقوقه، حتى إن كان هناك احتمال أن يرفضوا مدّ يد العون.

3- مشكل تقدير الذات

الأشخاص الذين لا يطلبون المساعدة هم غالبًا أولئك الذين لا يقدّرون أنفسهم بالشكل اللازم ويعطون الأولوية لاحتياجات الآخرين على حساب احتياجاتهم.

يؤدي عدم احترام الذات إلى تحميلها أكثر من طاقتها، وإلى اعتبار طلب المساعدة نوعا من الضعف والدونية.

4- تحميل المسؤولية للآخرين

من بين الأسباب التي قد تدفعنا إلى القيام بكل شيء بمفردنا، هو الاعتقاد بأن من واجب الآخرين أن يقدموا المساعدة تلقائيا دون أن نطلب منهم ذلك.

غالبًا ما يلجأ هؤلاء إلى إلقاء المسؤولية على الآخرين، وجعلهم يشعرون بالذنب لأنهم لم يتصرفوا من تلقاء أنفسهم.

5- الكبرياء

يُعتبر الكبرياء أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نُعرض عن طلب المساعدة، إذ يمنحنا الاعتماد على أنفسنا والإيمان بقدرتنا على تجاوز كل المشاكل شعورا بالراحة، لكنه سلاح ذو حدين.

قد يؤدي الكبرياء إلى الفشل في تجاوز المحنة وإلى إلقاء اللوم على الآخرين. أما إذا حالفنا النجاح، فقد يتعمّق لدينا الشعور بقدرتنا على تجاوز كل المشاكل بمفردنا وعدم حاجتنا إلى المساعدة من أي شخص آخر.

6- التجارب السلبية

الإعراض عن طلب المساعدة قد ينبع من تجارب سابقة طلبنا فيها العون ولم نحصل عليه. إذا اجتمعت مثل هذه التجارب السيئة مع العوامل النفسية التي سبق ذكرها، سيؤدي ذلك إلى الاقتناع التام بفكرة عدم الحاجة إلى الآخرين وإلى انعدام الثقة فيهم.

7- الخوف من الرفض

سبب آخر يجعلنا نفرض طلب العون من الآخرين، وهو الخوف من أن يرفضوا مساعدتنا أو أن يعجزوا عن ذلك. وهذا الأمر يعني ببساطة أننا نُنكر حق الآخرين في اتخاذ القرار، ويُصبح الخوف من الرد السلبي مبررا حتى نُعرض عن ممارسة حقنا في أن نطلب المساعدة.

بعض الاستراتيجيات المفيدة

تنصح المجلة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في طلب يد العون أن يقوموا ببعض الخطوات التي من شأنها أن تساعدهم في التخلص من هذا السلوك.

على هؤلاء الأشخاص أن يتعلموا أولا مهارة التعبير عن مشاكلهم والإفصاح عن احتياجاتهم، وأن يُدركوا أن من حقهم طلب المساعدة وأن من حق الآخرين أن لا يستجيبوا للطلب.

ومن الضروري أن يكون هناك ثقة بالآخرين وبنواياهم، وأن نُقدر كل مجهوداتهم حتى إن لم نحصل على المساعدة المرجوة.

وخلصت المجلة إلى أن طلب المساعدة أمر ضروري ومفيد، إذ يساعدنا على حل مشاكلنا ويجعل الناس من حولنا سعداء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات