ذَكَرَتْ سورة الإسراء في طيَّاتها عن إفساد اليهود في الأرض،كما ذكرت أنَّ اليهود سيُفسدون في الأرض مرتين،وقد قال بعض المُفسِّرين أنَّ الإفساد الأوَّل من اليهود قد حصلَ وحدثَ،وهو تغييرهم لأحكام التوراة بالتحريف والتعطيل وقتلهم لأنبياء الله ورسله وتآمرهم على خاتم النبيين محمد صلَّى الله عليه وسلَّم،أمَّا الإفساد الثاني فهو ما نراه الآن على أرض فلسطين من اعتداءٍ صارخٍ على الإنسانية والمقدَّسات تحت واجهة وغطاء ما يُسَمَّى (بدويلة) إسرائيل المزعومة.

   وقد أخبرنا الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالمعركة الفاصلة التي ستكون بيننا نحن المسلمين وبين اليهود في آخر الزمان على أرض فلسطين،حيث جاءَ في الحديث النبوي: (( لا تقوم الساعة حتى يُقاتِل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبىء اليهودي وراء الشجر والحجر فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعالَ فاقتله إلاَّ الغرقد فإنَّه من شجر اليهود ))،رواه مسلم.وفي روايةٍ أُخرى في حديثٍ آخر: (( تقاتلون اليهود أنتم شرقي النَّهر وهم غربيُّه … )).

   وهذا القتال لا بُدَّ فيه من تجمُّع اليهود على أرض فلسطين غربي النَّهر،وهذا ما أخبرنا به القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: { وَ قُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي~ إِسْرَآئِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الأَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفَاً }،سورة الإسراء:104.

   ووجه الدلالة في هذه الآية هي قوله تعالى { لفيفَاً } أي: جميعاً. فهذه الآية تُفيد بأنَّه إذا جاء وعد الأَخرة و قَرُب قيام الساعة في آخر الزمان،جاءَ الله باليهود من كل مكان إلى أرض فلسطين التي ستكون عليها المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود.

   واللفيف:الجمع من القوم من أخلاطٍ شتَّى. قال الجوهري:اللفيف ما اجتمع من النَّاس من قبائل شتَّى،يُقال: جاء القوم بلفهم ولفيفهم.

    واليهود الآن على أرض فلسطين ليسوا كلهم يهود حقيقيون،بل نسبة كبيرة منهم يهود لفوفة على اليهود الأصل،ولذلك هذا السؤال الآن يُفجِّر الأوساط اليهودية حكومية وشعبية وهو: من هو اليهودي الحقيقي ؟! ونتج على ذلك خلاف عريض بين اليهود. !!!

   وصدق الله إذ يقول: { جئْنَا بِكُمْ لَفِيفَاً } أي اليهود الأصليون نسباً واللفوف المتهوِّدون، ليكون المصير لكليهما واحد في المعركة المنتظرة بينهم وبين المسلمين في آخر الزمان،لأنهما يشتركان في عداءٍ واحد للإسلام والمسلمين.

   والخبثاء من أحبار اليهود يعرفون هذا ويعلمونه تمام العلم،في حين أن المفاوض الفلسطيني (إن صحّ التعبير) !!! في السلطة (الوطنية)!!! يديرون ظهرهم للقرآن ويركضون (متسارعين) نحو اليهود (مفاوضين) و(مستسلمين) و (متنازلين) يقدمون التنازلات على حساب القضية الفلسطينية فهم على طاولة المفاوضات مع يهودٍ نكرات (كالأيتام على موائد اللئام).

  أسأل الله تعالى أن يرزقنا زيارةً إلى المسجد الأقصى فاتحين منتصرين لا مفاوضين ولا مستسلمين.