لا تنمية بدون تخطيط ، ولا تخطيط بدون إحصاء ، شعار رائع طرحته دائرة الإحصاءات العامه للإحتفال باليوم العالمي للإحصاء ، فعلا التنمية تحتاج الى تخطيط حيث يصار الى وضع الأهداف والتي تترجم الى غايات ثم تتحول الى استراتيجيات تخدم مصلحة الوطن العليا وتحقق الأمن الوطني الذي يعتبر مصلحة حيوية اساسية يتم ضمان الأمن والإستقرار من خلالها ، والتخطيط يجب ان يعتمد المعلومة الرقمية الموّثقة التي تقود الى اجراء الدراسات الدقيقة ووضع الأمور في حساباتها الصحيحة بدون تخمين أو توقعات ، ولم تصل الدول المتقدمة الى ما وصلت اليه الآن الاّ لإعتمادها على مبدأ التخطيط المستقبلي المعتمد على الأرقام وحساباتها الدقيقة التي تضمن نجاح عملية التخطيط وعدم ترك أي مجال للمفاجآت اللهم الاّ اذا كانت طبيعيه يصعب التكهن بحدوثها مثل الأعاصير .. الزلازل.. البراكين ...الخ علما انها قد بدأت تُأخذ بالحسبان عند القيام بالتخطيط للأعمال المستقبلية فها نحن نرى في اليابان مثلا أن كودات البناء بدأت تعتمد على انشاء مباني تحتمل درجة عالية من تحّمل هزات الزلازل حتى لا تسقط على الأرض وتتسبب بخسائر بشرية فادحة وكذلك خسائر اقتصادية كبيرة ، نعم ، إن التخطيط لكل موضوع يجعل حياتنا أكثر رخاء واستقرارا وأكثر امنا وامانا وأقل عرضة للمفاجآت او المواقف التي لم يحسب حسابها ، حسنا فعلت دائرة الإحصاءات العامه وحسنا تفعل كافة وزاراتنا ودوائرنا إذا هي أخذت بهذا الشعار وبدأت بتطبيقه على كافة مناحي حياتنا وها نحن نشاهد التخطيط العشوائي الذي لا يخدم الاّ فترة زمنية قصيرة وذلك بسبب غياب الأرقام والحقائق عند بدء التنفيذ ، لنبدأ من الآن بشق شوارعنا لتتحمل العدد المتزايد من الآليات والمركبات والتخطيط لبناء دوائرنا الحكومية في أماكن تستطيع أن تقدم الخدمات لعدد متزايد من المواطنين ويسهل الوصول اليها بدون التسبب في أزمات مرورية خانقة ، هذه امثلة بسيطة جدا على اعتماد التخطيط على المعلومة الرقمية ومرّ أخرى شكرا لدائرة الإحصاءات العامة ومبارك عيدكم