هوس التصوير والدبكة ومساحة فرح في ظل الكورونا


أسوأ ما في التلفونات الحديثة او ما يسمى الذكية وجود الكاميرا فيها فهي فعلا اختراع غير موفق شخصيا لا اشكر من اخترع او نفذ او ايد الفكرة . الله لا يعطيه العافية فوق تعبه , وهي وجود كاميرا في التلفونات الذكية وتصديرها وتداولها بين العربان , ان كل اختراع تقني حديث له وجهان ايجابي وهو الاصل وسلبي عندما يساء استخدامه وهذا ما يحصل عندنا نحن العرب العاربة , باعتقادي ان الذي صمم الكاميرا في التلفونات الحديثة ليقوم اصحابها بتصوير المناسبات والحفلات العائلية والشخصية والاحتفاظ بها على سبيل الذكرى , ولكن الحاصل عندنا بني يعرب وخاصة هنا في الاردن ان التصوير اصبح مرض وصل حد الادمان الأمر الذي انعكس سلبا على المجتمع في بعض الاحيان , فكثير من الشباب الطائش والمستهتر بالقيم وخاصة جماعة عنجد وبعض الفضوليين يحمل تلفونه وكلما شاهد اي حدث في الشارع يقوم بتصويره , خذ على سبيل المثال لا الحصر حادث سير الكل يركن سيارته على جانب الطريق او وسطها ويقوم بالتصوير بدل القيام بمساعدة اصحاب الحادث او ترك مساحة للدفاع المدني للإنقاذ , حفلات التخرج الكل بصور طيب مين بده يغني , مين بده يزغرت مين بده ويهلهل .., فاردة عرس تصوير , زفة عريس أو عروس الكل بصور مثل حفلات التخريج مين بده يزف ويغني ويدبك ويفرح , نستأجر الوافدين للقيام بذلك ؟!, وكثير من مشاهد التصوير تعتبر انتهاك لخصوصيات الاخرين وخرق حرمتهم وحياتهم الشخصية , الشخص الذي صور الفتاة التي رقصت اول يوم في حظر التجول قد تكون اخترقت حظر التجول فهذه مسؤولية الاجهزة الامنية ان تضبطها وتتعامل معها حسب التعليمات انت اي المصور ما الذي حشرك اما كان لك ان تتفرج على الرقصة وتسكت , او اذا كان الموضوع مستفزا لك وخائف على الحظر كان بإمكانك ارسال احدى حريم البيت وتنبيهها ولكن ليس من حقك ان تصور وتبث على الميديا اذا كانت هي مخالفة قانونيا فأنت يا اخا العرب مخالف شرعيا ايضا باختراقك حرمات وخصوصيات الاخرين ( ولا تجسسوا ) الفتاة قد تكون حبكت معها الرقصة في ذلك المكان لسب ما في نفسها , ما الضير ؟! الفتاة التي ظهرت في المطار تكلم والدها او تستنجد به , كيف عرف وصور ذلك المشهد يبدو ان المصور كان يراقب الفتاة مسبقا ومترصدا لها والا كيف تم التصوير بتلك الثواني وكيف عرف ما تريد قوله ؟! انه انتهاك لخصوصيات وحرمات الاخرين , فالعرف ان الفتاة او الانثى تستنجد بأبيها او المتزوجة بزوجها حتى لو كانت من جماعة كبار القوم كما توهم البعض فما حشرك انت في الموضوع ؟! ارجو ان يكون في الحالتين اولياء امورهما قد قاموا بتقديم شكوى على المصور , كيف لو كانت اختك او ابنتك او من محارمك هل ترضى بذلك لهن ؟؟ ولا ننسى فيديو الخادش للحياء الذي لا شك يسبب او سبب مشاكل قانونية وعشائرية وكأن المصور اكتشف لنا البترول بئسا وتبا , مشاجرات في الشوارع الكل يصور ولا احد يفك الشجار او ينقذ المصابين , جدال او اشتباك بطريقة ما بين رجال الشرطة واصحاب السوابق حتى لو كان هناك خطأ ما من احدهم لماذا تصور هل هي مسؤوليتك اثبات الواقعة ؟ هل جهة ما كلفتك برصد احداث الشوارع التي تحدث يوميا , ان كل ساعة هناك خطأ ما من جهة او اخرى هل مهمتك ان تصور وتبث كونك تملك تلفون ذكي ؟؟!! في المناسبات التي فيها تناول طعام يقوم البعض بتصوير رجل ما او احيانا مسؤول اثناء تناول الطعام وكل شخص له طريقة في الاكل او يعمل حركة غريبة بنظر الاخرين فيقوم احدهم بالتصوير والبث , هذه الحركة بالذات هي قمة اللاأخلاقية حسب تصنيف اصحاب الاختصاص . هناك الكثير من مثل هذه التصرفات لا شك ان الكثير منكم مرت عليه ويعرفها فقط هذه نماذج , والبعض منهم اذا لم يجد ما يصوره يقوم بتصوير نفسه سلفي ولا يفلس , واخر نموذج الفتية الذين ظهروا في فيديو يدبكون في مخيم العزل وتم تصويرهم على انهم ارتكبوا جريمة , شبان في عمر الورود وفقهم الله وكأني بهم لهم أكثر من شهر على اعصابهم ويعيشون الخوف والرعب او الجوع او اي ظروف صعبة مرت بها في بلاد الغربة والكورونا وفي لحظة فرج عادوا الى بلدهم مسرورين وارادوا ان يعبروا عن فرحتهم بعودتهم الى بلدهم سالمين بحلقة دبكة منها تعبيرا عن الفرح ومنها شكر لقيادة الدولة التي اعادتهم الى بلدهم , لماذا لا تقرأ هذه الحركة بإيجابيه وروح رياضية ؟! والأنكى ان وزير الاعلام يتهدد بالثبور وعظائم الامور ويريد ان يحقق معهم , انا العبد الفقير حققت معهم عن بعد واكتشفت انه كما ذكرت انفا انها دبكة فرح , وجودهم في مخيم عزل لمدة 17 يوما بعيدين عن اهلهم ولا يجدوا مساحة فرح ؟! , اي مشان الله خليهم يد بكوا , انهم فتية يا جماعة آمنوا بوطنهم واحبوه وعادوا اليه فرحين فزيدوهم فرحا واعتبروا ذلك كفاصل غنائي او دعائي من ضمن فيلم الكورونا وحظر التجول الطويل , وارجو منهم اذا وصلهم هذا المقال ان يقوموا بالبحث عن المصور واطعامه حبتين قطايف محشوات بالجوز. ....من اللي بالي بالك واعلامي النتيجة . قال الله تعالى في كتابه العزيز ( هو الذي اضحك وابكى ) لقد مارسوا الحزن والنكد في بلاد الغربة والآن يريدوا ممارسة الفرح في بلادهم .
منذ عدة اشهر اي منذ زمن بداية الكورونا والمواطن الاردني في نكد وجو كئيب بسبب الفايروس , حظر تجول , كمامات , تباعد اجتماعي , تباعد أسري, والله أعلم تباعد أزواج , مصاريف كثيرة , طفر , تعليم عن بعد وهذا يتابعه الاهالي ولا يتابعه الاولاد , شيطنة الاولاد في البيت والمشاجرات واكياس الشيبس والشكولاته والعصائر حتى تهدأ المناوشات بين الاخوة وتكسير ادوات البيت ولا فائدة , سحب العلاوات من الموظفين , سحب السيارات والغرامات على المخالفين , المواطن يشكو الطفر ويفرض عليه غرامه , غلاء الاسعار , عدم دفع الرواتب للبعض من القطاع الخاص , اغلاق المصالح والمهن المختلفة وانقطاع الرزق , الطقس المتقلب اضافة الى ذلك . تطالع الاخبار على مختلف وسائل الاعلام لا تسمع الا اصابات ووفيات الكورونا في العالم والدول التي ليس بها كورونا بها حروب ودمار وقتل وتشريد , والحديث بين الاقارب والاصدقاء لا حديث يعلو فوق حديث الكورونا ووجعه , وهناك الكثير من المنكدات على المواطن لا أتذكرها في هذه اللحظة , والأمر, بتشديد الراء, ان وزير الاعلام يتهدد المواطنين بالتشدد بالإجراءات بالعيد , وزير الصحة وكل الحلقات الطبية من دونه اطلقت تهديدا على المواطن بالعيد , وزير المالية يتهدد ايضا والله يستر , وزير الداخلية يتهدد من خلال الحكام الاداريين , طيب الغوا العيد بأمر دفاع , عادي جدا جعل لا حدا عيد , وكأننا بنفجلها بالعيد ما هي كلها حبة شوكولاتة وفنجان قهوة دايخ بعد صلاة العيد وزيارة المقابر التي تثير الحزن والشجن وبعدين الكل بنتظر الاخرين في غرفة الضيوف يأتوا ليعيدوا عليه بنام وبصحى على الكنبة بملابس العيد عشرين مرة ولا احد يأتي , ومن ثم بغير ملابسه وبصلي وسلامة اتسلمك الى العيد القادم , وبعدين بتتفقد الشكولاتة ما بتلاقيها , يا اولاد مين اكل الشكولاتة كل واحد بقول مش انا طيب مين أكلها ما هو ما حدا اجا علينا وعيدنا , أكلها الجيران عن بعد ؟! كل محققون الارض ومخبريها ولن تعرف اين ذهبت الشكولاتة , وكأن المواطن معه نقود او له نفس بالعيد , صلوا على النبي يا جماعة ولا تظلوا واقفين للمواطن على الدعسة كل ما تجمع اثنين في مكان ما للفرح يتم مخالفتهم وحجزهم , انظروا الى الاسواق ما يحدث فيها من تجمعات , في المولات , وحسبة الخضار وباصات النقل العام لا يقارن مع اربعة اشخاص تجمعوا للفرح , خلوا لنا يا جماعة مساحة للفرح في هذا الجو الخانق ننفس فيها عن بعض همومنا , , انا بالطبع مع التقيد بتعليمات الصحة والحظر وغيره وهو مطلوب ولكن ارجو ان لا توقفوا للمواطن على النفس اذا حصل خطأ هنا وخطأ هناك , هل اصبح الحزن مسموح والفرح ممنوع ؟! لقد اصبح المواطن يلبس كمامة فوق كمامته الاولى اي بكشرته المعروف بها واصبحنا لا نعرف بعضنا من هذه الاقنعة , قليلا من الرحمة , الكل يشكر المواطن ويمدحه والكل بوكل فيه ... وعودة الى المصورين بعدني ما خلصت معهم وفشيت غلي فيهم ( بتشديد اللام ), في حادثة لأحد الاقارب رحمه الله اتهم بموقف ليس فيه فقال كلمته في ذلك انها منتهى الخسة والنذالة ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات