جهاز الدفاع المدني لكم مني عاطر التحية رجالٌ كالجبال


إن أمن الوطن كما يعني الدفاع عن حدوده الخارجية من خلال درع الوطن رجال القوات المسلحة الباسلة، وان حماية الجبهة الداخلية للوطن تقع على عاتق رجال الدفاع المدني حماة الديار وسند الجبهة الداخلية للمجتمع، وهم الذين تتسع مسؤولياتهم باتساع مساحات التعمير في الوطن وهو الخط الموازي للعمران، فمن غير الممكن أن يكون هناك حالة من اتساع التنمية بعيدة عن كيفية الحفاظ عليها أو التأكد من سلامتها وإلا مثلت خطراً على أبناء المجتمع.. لذا كان الدفاع المدني الوجه الآخر لعملية العمران المجتمعي يسير معه ويتعاطى مع كل مراحلة، إن جهاز الدفاع المدني في تقديري هو جهاز إنساني بالدرجة الأولى، هدفه حماية الإنسان كونه إنسان دون السؤال أو التوقف عند لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو غيرها، فمهمته من أنبل المهام، وهل هناك أغلى من الحفاظ على الروح.

ولاشك أن الدور الذي يقوم به جهاز الدفاع المدني في المملكة الحبيبة من الأدوار المشهود لها والتي تعمل باحترافيه وجاهزية، وهو ما يتابعه المواطن والمقيم على أرض المملكة عبر مختلف الأحداث، وهي القريبة منا والملموسة عن كثب سواء عبر سرعة التلبية وبخاصة عندما تكون الثواني الفارقة قد تعني الحياة أو الموت أو حدوث كارثة ومنعها وهو ما يجعل من هؤلاء الرجال الأشداء الأمناء في حالة استنفار دائم أو تأهب مستمر..

وهي مهنة تتطلب ممن يعملون بها مواصفات نفسية وعصبية وجسمانية خاصة قادرة على تحمل العمل لساعات لا تعلم لها حدود، فقد تطول العمليات التي يقومون بها أو تقصر، كما أنها تتطلب أن يكون لهم قدرة على ردة الفعل والحركة السريعة والتي لا تترك لهم رفاهية الرجوع إلى الرتبة الأعلى لاتخاذ القرار في بعض الأحيان..

كما أن أجندة العمل اليومية أو طبيعة المهام تأتي بغتة في معظم الأحيان وهو ما يتطلب ذهناً حاضراً قادراً على التفاعل مع الحدث مع وجود ثبات انفعالي يتمتع به رجال الدفاع المدني وإلا حدث نوع من الهلع الذي يعجز معه الفرد عن التفكير السليم، خاصة وأنه عندما يتعامل مع الحادث لديه مهمتان الأولى هي إنقاذ الروح البشرية في المقام الأول، ثانياً أن يتم التعامل مع مسرح الأحداث من منطلق الحفاظ عليه أو التقليل من الخسائر المادية قدر الإمكان..

وهنا تكون إنسانية المهمة واحترافية الأداء التي تتطلب التدريب المستمر على تكنولوجيا العصر ومواكبة أحدث الاتجاهات العالمية، فهو عمل مبني على العلم والمعرفة والمهارة في وقت معاً، وهنا أجد لزاماً علي الإشادة بتعاون أجهزة الدفاع المدني مع مختلف المؤسسات التعليمية والجامعات في إجراء عمليات إخلاء وإنقاذ وهمية في إطار الجاهزية الدائمة.

واستكمالاً للدائرة الإنسانية فإن المهمة لا تتوقف عند حد الإنقاذ غير أن الدائرة تكتمل بطواقمهم المدربة على الإسعافات الأولية حتى يتم إيداع المصاب أحد المستشفيات والاطمئنان بأنه في المكان المناسب، فجزء كبير من المهمة يتم بعد عملية الإنقاذ ذاتها ولا يقل في أهميته عن المرحلة الأولى.

إن الحفاظ على الأرواح والممتلكات قيمة عليا، بها تحافظ الدولة على أهم الأدوار المنوطة بها بمعناها الحقيقي، وفي غياب ذلك تحدث الفوضى المجتمعية، خاصة مع الزيادة السكانية وما يتبعها من توسع في مختلف الأنشطة
إن رجال الدفاع المدني في وطننا الحبيب كانوا دائماً صمام أمن وأمان ومصدراً للفرح وصنع السعادة بين أبنائه والمقيمين على أرضه، فلهم منا في هذه الايام التي يتعرض العالم فيه لهذا الوباء القاتل ( فيروس كورونا ) كل التحية والتقدير، ومن فقد حياته منهم أداء لشرف المهمة فإن حياته امتدت في حياة كل من مد إليهم طوق النجاة، (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) صدق الله العظيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات