الكتابة ليست مهنة بحد ذاتها كما يؤاها البعض, بل هي موهبة واحساس يستطيع القلم ان يعبر عما يجول بخاطر ماسكه من الام واحزان وشجون مجتمعية يلخص ما يريده الناس ويحدد قضاياهم بايجاز.

وكلنا يعلم كيف كان للكّتاب فيما مضى من العصور السالفة قيمة واحترام ووجود لدى الشعوب وحكام الدول, الامر الذي اعطى الكتابة قيمة معنوية سار عليها الكتاب فترة من الوقت لا يستطيع احد ان يزيف ما يكتبه تحت كل المغريات.

فالكاتب قيمة معنوية وليست حبر على ورق فالكاتب الحقيقي يكتب ما يمليه عليه ضميره وما يحتمه عليه وطنه حين يراه بامس الحاجة الى قلمه.

فالكاتب يعبر عن ذاته وعن ذوات الاخرين الذين يعيش معهم في المجتمع لانه الاقرب الى مشاعرهم والاكثر تقدير لمعاناتهم في افراحهم واتراحهم وعاداتهم وتقاليدهم وفي كل ما يعترض مشوار حياتهم.

فالكاتب يحمل امانةالكلمة, لذا فهو اقدر الناس على تسجيل الاحداث التي يمر بها مجتمعه لانه يمثل نبض الشعب فاذا استقام نبضه استقامت كتاباته واستفاد وطنه من افكاره وابدعاته.

فعلينا جميعا ككتاب ان نكتب لمجتمعنا ووطنا لمواجهة خيوط الفساد التي باتت تطلق عقالها في كثير من الامور وفي كل الاتجاهات واذا لم تجد عيون مفتحة واقلام صادقة تظهره للملأ فان الوضع سيصبح اخطر مما نتصوره خاصة مع اختلاق وانحدار القيم التي كانت تمثل فيما مضى نقطة الانطلاق لكل افراد المجتمع.

والاردن يمثل لنا اليوم كل ما لدينا فهو الاب والام والابن والابنة والاخ والجاه والارض والعرض ,وكفانا رؤية لمن يفسد به صبحا ومساء في الظاهر والباطن, فتعالوا نحارب جميعا اولئك الذين استباحوا حرماته وامواله وكأنها تركة على قارعة الطريق ينهل منها ما هب ودب , وليبقى صالح الاردن حبر اقلامنا وتاج رؤوسنا .
Quraan1964@yahoo.com