أميركا والكورونا والرأسمالية


بقلم محمد مياس - الإدارة الأمريكية المحركة والداعمة لفكرة الرأسمالية في العالم كان الأجدر بها أن تتبع المثل العربي القديم دقة على الحافر ودقة على المسمار في إدارة نظامها الإقتصادي الرأسمالي هذا ما يجري عندما ترفع الحكومة يدها عن الحماية الاقتصادية والاجتماعية للشعب وتعتمد على القطاع الخاص في تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين ولطالما كان النظام الرأسمالي نظاما فاشلا على مر العصور إلا أن حداثة الدولة الولايات المتحدة الأمريكية افقدها الخبرة في التجربة التي عاشتها الكثير من الحضارات والامبراطوريات والممالك والأنظمة التي حكمت شعوبها ضمن أنظمة التكافل الاجتماعي الذي يضمن الحد الأدنى للمواطن من تأمين احتياجاته الأساسية لدوام حياته لذلك ستمر أزمة الكورونا بشكل أصعب في الدول الرأسمالية عنها في الدول التي تؤمن بالتكافل الإجتماعي وهنا في ظل هذه الأزمة يظهر الدور الديني في تطبيق نظرية التكافل فكلما كان هناك مساحة أكبر في تطبيق مبادئ شريعة الأديان السماوية في تحقيق مستويات التكافل الاجتماعي تزيد فرصة تجاوز الأزمة بأقل الخسائر الإنسانية والاقتصادية.

لم تؤمن أميركا يوما إلا بنظام الفرد الواحد واعتبرت المواطن الواحد هو وحدة الإنتاج وحتى عندما حاولت تطبيق جزء من النظريات الاشتراكية في تحقيق مستويات التكافل الاجتماعي اعتمدت تلك النظريات أساسا على الفردية وبسقوط الفرد تسقط تباعا أي فكرة قائمة على الاشتراكية الرأسمالية.

ومن أبسط الأمثلة التي تجدها في الولايات المتحدة الأمريكية وقلة ما تجدها بين دول العالم هذا المصطلح الذي نسمعه دائما بين الفقراء الأمريكان homeless والذي يؤكد نظرية سقوط الناتج الفردي يعني سقوط الفرد نفسه اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا من معادلة الرأسمالية ..

أميركا الآن تتعايش مع نظرية الرأسمالية في مجابهة كورونا بتخبط ولن تخرج من الأزمة إلا باكتشاف العقار المضاد لهذا الفيروس ..

أيضا ملف الكورونا في الولايات المتحدة الأمريكية وحياة مواطنيهم المهددة بالموت أصبح في السماء ..

نعم كما تحدث دولة رئيس الوزراء كل مر سيمر ولكن مع الأخذ بعين الإعتبار درجة مرارته حيث تختلف تلك المرارة على شعب ما بالنسبة لشعب آخر ..

وهنا نحن في الأردن إذ نحمد الله على وقفة الرجال في هذا البلد المعطاء وعلى رأسهم سيد البلاد القائد الإنسان .. حمى الله مليكنا المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين ذخرا وسندا للوطن والمواطنين. .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات