بقلم د. خوله عوض السكر*- انه من الطبيعي الخوف من فيروس كورونا بأشكاله المختلفةكالخوف من الإصابة بالعدوى والذهاب إلى الحجر الصحي ومخاوف اجتماعيةواقتصاديةوالخوف من الموت وغيرها

هذا الخوف يزداد حدته مع الأيام فيتحول إلى قلق وقديتفاقم مسببا أمراض نفسبةبابعادها المختلفة، فالقلق المسموح به عامل طبيعي واساسي للبقاء على الحياة،فتفهمك للقلق واعترافك بأنك واقع تحت سيطرته.. هنا يكمن حل المشكله وعدم تفاقمها... ويجب أن تعرف أن القلق الذي تستطيع مواجهته وتدبيره هو قلق التحدي.... والذي لاتستطيع مواجهته نسميه قلق الوحش كالخوف من الموت...
تذكر أن القلق مسموح ضمن مدى معين... المطلوب منك فهمه ومحاولة مواجهته... فالقلق الزائد يؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول والذي بدوره يضعف المناعة لديك في الوقت الذي أنت في أمس الحاجة لمناعة قوية
إذن كيف يمكنك مواجهة القلق بأنواعه..كيف تسيطر عليه قبل أن تكون أنت فريسته
اولا _ابتعد عن سماع الأخبار المنتشرة والزائفةوالاشاعات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وعدم متابعتها قدر الإمكان، فأعتقد انه تولد لديك المعلومات الكافية حول هذا الفيروس.. فلا داعي لتفاصيل كثيرة ودقيقة
ثانيا_اقتنع تماما إن الإجراءات الصحية المطلوبة منك كغسل اليدين باستمراروالتعقيم والعزل المنزلي والالتزام بالتباعد الاجتماعي وقوانين الدفاع هي ليست لك وحدك وإنما للجميع
ثالثا.. تقبل فكرة إصابتك بالعدوى.. وكيف يمكنك مواجهة ذلك واتخاذ التدابير اللازمة.. تقبلك هذه الفكرة.. هي حل حقيقي لهذا القلق
رابعا_لاتفكر كثيرا بالموضوع.. فكر بمساعدة الآخرين. فالجميع واقعون تحت سيطرة القلق... فكر الان بمفهوم التكافل الاجتماعي وجسده على أرض الواقع
خامسا_غير نمط حياتك وادخل فيها عناصر جديده.ربما لم تكن في جدول حياتك كالقراءةوالكتابةوالتعلم عن بعد.. حيث أتاحت لك شبكة الانترنت مواقع تعليمية وثقافية وترفيهية ايظا... فلنستفيد منها ونوسع مداركنا وفهمنا للكثير من الأمور فتزداد قدرتنا على مواجهة التحديات
سادسا_اجعل أسرتك محور اهتمامك وحاول ترميم الفجوة التي صنعتها التكنولوجيا فاجلس مع أفراد أسرتك وناقشهم وحاورهم واسمع منهم وايظا العب معهم... فلا تجعل التوتر والقلق يتولد لديهم... فيتحول فيما بعد إلى أمراض نفسية لا يحمد عقباها
سابعا_اهتم بصحتك وصحة أفراد أسرتك.. فتناولوا الغذاء الصحي المتوازن.. ومارسوا الرياضة المنزلية كتمارين الاسترخاء والنوم الكافي..
ثامنا_لا تجعل مصير ابنائك التعليمي مصدرا للقلق فالدولة كفلت التعليم وعملت كافة الجهود لإبقاء المسيرة التعليمية عن طريق التعليم عن بعد... انتبه وركز على إيجابيات التعليم عن بعد ودوره في الحد من انتشار الوباء... فالمشكلة هنا أيضا عامة وليست فردية
تاسعا_انظر الإيجابيات البيئية والإقتصاديةكتقليل التلوث وإتاحة الوقت للغلاف الجوي أن يتجدد وإعطاء الفرصة لإعادة الموازنة الاقتصادية الفردية والأسرية والتمييز بين الحاجات والرغبات وترتيب الأولويات.. وتعلم الاكتفاء الذاتي.. الذي سيجعلك اقدر على مواجهة تحديات اكبر
عاشرا_ الخوف الوحش الذي لا تستطيع مواجهته وهو الخوف من الموت... فالموت بيد الله وان كنت في بروج مشيدة... لذلك عليك أن لا تشغل تفكيرك به كثيرا.. والاسترسال به ولا تحدث نفسك بأنك لا تريد أن تفكر بالموت.. فهذا يؤكد التفكير والقلق لديك.. تجاهل هذا النوع من الخوف والانشغال بأمور اخرى اوالتي ذكرتها سابقا
واخيرا_ايمانك وثقتك بعدل الله تعالى وتقربك منه يجعلك على يقين بأن الله سبحانه خلق الداء وانزل معه الدواء.. انه الرحمن الرحيم... نعم لكل داء دواء مهما طال اكتشافه وليكن بعلمك أيها الانسان ان من اختص الرحمة بذاته والذي جعل بعد كل ضيق فرجا والذي أمره بين الكاف والنون قادر جل قدرته على ذهاب الداء بدواء هو يعلمه وسيرشد احد من خلقه على اكتشافه انما يريد سبحانه أن يميز الخبيث من الطيب والمؤمن من الكافر والحامد الصابر من الجاحد من الشاكر وانما هي مسألة وقت وعلينا جميعا كمسلمين موحدين أن نصبر ونحتسب الاجر على البلاءونتذرع بالدعاء إلى الله تعالى فلن يخيب الله لنا دعاء
قال تعالى(ادعوني استجب لكم)

*مستشفى الأميرة بديعة التعليمي
*قسم الصيدلة والصيدلة السويرية