صار العالم كله فوضى


لا أُريد أن أقول شكرًا كورونا لأنك ألفّت قلوبًا لا تألف الألفة من قبل ...
لا أُريد أن أقول شكرًا كورونا لأنك حركت جوارح ووحدّت الناس وعلمتهم دروسا ودروس.. وبسببك بعض البشر رجعوا إلى الله... لعلها رسالة ..لا تظنوا أن كلماتي مبنية على المفارقة !
ألم يحن الوقت لأولئك الذين ما زالوا في غفلةٍ عن ربهم ..
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ )
لكن لا ضير سيختفي كورونا نعم سيختفي ويزول كما زالت جميع الأمراض التي من قبله وتعود الحياة إلى ما كانت عليه بعد أن عطل مناحي الحياة بأكملها ...
سيختفي كورونا نعم سيختفي ويزول بعد أن دخل بيوتا وقصورًا بلا استئذان وجعل الكبير والصغير سواسية..
ولكن الذي أخشاه وأفكر به هو أن تكون سنة الإستبدال إلى قوم غيرنا قد دنت
(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) المائدة 54
أتعلمون يا سادة أننا تركنا محبة الله ومنعنا الزكاة وأبحنا محارم الله وأصبحت مجالسنا غيبة ونميمة وكأنها فاكهة لذيذة.... ( صار العالم كله فوضى)
الباطل عندنا متبوع ... والعوان كالكلب أجلكم الله ...والمُنافق كالثعبانِ ... والمُؤمن كالشاةِ الضعيفة ، يا حسرة قلبي عليك أيها المؤمن !
هل ممكن أنْ يستبدلنا الله بقومٍ آخرين ولا يستعملنا !
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى آيات عن العذابِ كثيرة لعلنا نتضرعُ الى اللهِ وندعوهُ بأنْ يفك عنا هذا الكرب ، فلم يزدنا ذلك إلا كبرًا وعنادًا وغرورًا ، فمثلاً السوق السوداء بدأت عملها فأصبح طبق البيض بخمسة دنانير.( صار العالم كله فوضى)
يا ويح قلبي ما دهاك يا أمتي تبًا لكم فبدلاً من التضرع إلى اللهِ وندعوهُ بأن يرفعَ عنا هذه المصيبة ، ..لا يرحمُ بعضنا بعضًا !
لقد دخل فايروس صغير يدعى كوفيد 19 والملقب (بكورونا) ، دخل دول العالم بأكملهِ وأصبح هاجسهم وأعدوا العدة له وأصبح عند الكبير والصغير فوبيا بنوعيها الأجروفوبيا و كلستروفوبيا
وأُغلقت المساجد بشتى الدول العربية فلا صلاة ولا جمعة وحتى البيت العتيق أُغلق لا معتمرين ولا مصليين ، وإذا ازداد الأمر سوءًا من الممكن أن يلغوا فريضة الحج لهذا العام !
هذا هو البلاء الحقيقي فلقد نزل على الأرض فايروس لا يُرى بالعين المجردة وخوّفَ العالم بأسره ...
ولكن هناك بلاءٌ أعظم من ذلك أتعلمون ما هو يا سادة
هو طرد الله لنا من بيوتهِ التي في الأرض لأننا أصبحنا لا نطيعهُ أبدا حياتنا فوضى وصراخ لسنا متفقين بشيء انظروا إلى بيوتِ اللهِ خالية حتى بيت الله الحرام !
سبحان الله عند الذهاب الى المساجد يُطبق الحظر من تلقاء أنفسهم فكلهم لا يذهبون ..
أما عند الذهاب الى الشارع لشراء الحاجيات فالحظر مباح ترى الناس في كل مكان ..
سبحان الله هكذا نحن! ( و تذكروا من الأندلس الإبادة)
هناك فليبكي الباكونَ على ما صنعوا وما اقترفوه من ذنوبٍ
فليبكي الباكونَ على دعائهم الى الله
فليبكي الباكونَ على ما فرطوا في جنب الله
فليبكي الباكون على صلاتهم ...
وكأنها رسالة من الله تعالى مفادها : أنا غني عنكم
( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
وكيف لا يغضبُ الله تعالى وقد حاربهُ أهل هذا الزمان بسلوكٍ أسوأ من سلوكِ الجاهلية الأولى
يقول إبن خلدون في مقدمته:
"إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أنَّ الفقر قد أقبع عليهم، وهم قومٌ بهم غفلة، واستعباد، ومهانة، كمن يساق للموت وهو مخمور."
إن هذا لشيء عُجاب ...حقا أُناس عجيبة وغريبة الأطوار وباء و مشاكل ووفيات وخطر على العالم كله وهم يضحكون ويطقطقون !...
(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
نسينا الدعاء.... نسينا أن ما أنزلَ الله من داءٍ إلا وأنزل معهُ دواء...
نسينا أنّ الله هو الذي بيده كلَّ شيء وهو المحيي وهو المميت
عطلنا ما أنزل الله من خيرات امتلأت الدنيا بصور القتل والدمار والخيانة والتخلف.. إلى درجة أن يتجسد فيها أمامنا الحديث الشريف بحذافيرهِ “وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، الْمُمْسِكُ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى خَبَطِ الشَّوْكِ”
فكلما تنصح أحدَا بترك المعاصي يكون رده : أكثرالناس تفعل هذا لستُ أنا وحدي !
طيب.. تعالَ معي إلى كتاب الله ولنبحث سويا عن كلمة « أَكْثَرُ النَّاسِ » فِي القُرْآنِ الكريم لوجنا :
﴿ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾
طيب حاول ابحث عن كلمة « أكثرهم » لوجدت ما يلي :
﴿ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ﴿ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ ﴿ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ﴾ ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ ﴿ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
﴿ وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ ﴿ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾
وأختم مقالي كنصيحة لك لماذا لا تكن ممّن قال الله بحقهم:
﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ ﴿ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ .
لأن مقعدك في صف الحياة لا يمكن أن يجلس عليه غيرك
ولأن وجهك مثل بصمة إصبعك لا يتكرر في الوجود أبداً،
ولك في هذا العالم مهمة لا يمكن أن ينجزها أحد غيرك!
إذن، ما الذي يؤخرك؟ لماذا أنتم متردد بالرجوع إلى خالقك ؟
تقدم فالمجال فسيح، ومكانك محفوظ، والعالم لم يعد كما كان قبل ، ولن يعود كما كان عليه ، يوما ما ستغادر.. نعم ستغادر ... فبادر بالرجوع إلى الله قبل أن تغادر ..
فاعمل ( فكل ميسر لما خلق له )
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ........ فالنصح أغلى ما يباع ويوهبُ
اللهم إنَّي استودعتك وطني وأهله ... أمنه وأمانه.... ليله ونهاره ...أرضه وسماءه من هذا الوباء والبلاء...
اللهم احفظ الإسلام و بيت الله الحرام ومسجد خير الأنام...
اللهم احفظنا مِن سيء الأسقام، إنّك نعم المولى والقادر على ذلك .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات