نعم نريد إجراءات سريعة ولكن


بداية نقف احتراماً وإجلالاً لكافة أجهزة الدولة المدنية والعسكرية التي تواصل الليل بالنهار في جهد مخلص ودؤوب لمواجهة وباء الكورونا الذي يجتاح العالم بأسره بما في ذلك وطننا العزيز، ونخص بالذكر الوزراء المعنيين وخلايا الأزمة المختلفة، والتي لاقت قراراتها المتتابعة رضا واستحسان وقبول كافة شرائح المجتمع بما في ذلك معارضات خارجية وداخلية لم تسجل حالة رضا واحدة تجاه الحكومة منذ عقود طويلة، في مشهد وطني رائع جامع جسد معاني الوحدة والتضامن والحرص التام على المصلحة الوطنية العليا المتمثلة بصحة وسلامة المواطن والذي هو فعلاً أغلى ما نملك.
ونحن إذ نقدر أن الوزراء وأصحاب القرار المعنيين هم في النهاية بشر يجتهدون ضمن أجواء شديدة الحساسية والتعقيد لوقف إنتشار الوباء قبل أن ينفلت عقاله وتخرج الأمور عن السيطرة وضمن إمكانيات محدودة، إلا أن ذلك يتطلب هدوءاً وبرودة أعصاب كي تخرج القرارات والإجراءات مدروسة بشكل جيد بالرغم من عنصر الوقت الضاغط والذي لا يحتمل أي تردد أو تباطؤ أو تسويف فما لدينا من الوقت لا يقاس بالشهور والأسابيع فهي أيام بل ساعات حاسمة يجب استغلالها لوقف هذه الجائحة قبل فوات الأوان، ولنا عبرة في دول كبرى ذات أنظمة صحية متقدمة جداً فقدت السيطرة على الوباء بسبب التلكوء وسوء التقدير.
لسنا في موقع المزاودة وتقديم النصح والإرشاد لإصحاب القرار والذين من ضمنهم قادة متمرسون وقامات علمية وإدارية متميزة، إلا أن المتتبع لعدد من القرارات والإجراءات الأخيرة التي تم إتخاذها يلاحظ دون عناء أن مرور الوقت مع تزايد الحالات المصابة قد ألقى بظله على المشهد، فأصبح للسرعة في إتخاذ القرار الأولوية الأولى على حساب كافة الاعتبارات الأخرى، فقد تم بعد ظهر يوم الجمعة اتخاذ قرار حظر التجول اعتبارا من صباح السبت مما دفع جموع المواطنين لاستغلال الساعات المتبقية في تأمين احتياجاتهم المختلفة في ازدحامات شديدة في المخابز والمحلات التجارية وضعت الجهود السابقة للحكومة في مهب الريح، ليس هذا فحسب فقد جاء الإعلان أن الحظر سيكون حتى صباح الثلاثاء مما دفع الكثيرين لشراء احتياجاتهم لمدة ثلاثة أيام فقط، ليتم الاعلان لاحقاً أن الحظر مستمر حتى إشعار آخر، في هذه الأثناء قامت الأجهزة الأمنية مشكورة بفرض صارم لتعليمات حظر التجول لدرجة توقيف من خرج لإلقاء النفايات في الحاوية التي تبعد عن منزله عشرات الأمتار فقط، واليوم جاءت الطامة الكبرى عندما سمحت الحكومة بتوزيع الخبز على الأحياء، ضمن ترتيبات مكنت مئات المواطنين من التجمهر حول باصات التوزيع لأوقات طويلة نسبياً في مشهد مؤسف ندعو الله مخلصين ألا تطيح بجهود الحكومة وصبر المواطنين خلال الأيام الثلاثة الماضية.
مجددا نحيي كل الاجهزة المدنية والعسكرية التي تقف اليوم على خطوط المواجعة دفاعاً عن صحتنا وسلامتنا جميعاً، ونرى أن تقوم الحكومة بإعادة تقييم الموقف بما في ذلك إعادة النظر بجدوى حظر التجول الشامل، بما في ذلك خيار حظر الحركة جزئياً مع تكثيف حملات التوعية مع التواجد الكثيف للجيش والاجهزة الامنية للحيلولة دون التجمع لاكثر من خمسة أشخاص، مع إتاحة المجال للقطاعات الاقتصادية الحيوية بالعودة مجددا للعمل وخاصة ما يتعلق بالمنتجات الغذائية والصحية، مع أخذ الوقت الكافي لدراسة القرارات والإجراءت فلا فائدة في قرارات فورية إن لم تحقق الأهداف والغايات المرجوة ، فالكفاءة والفاعلية عنصري معادلة تحقيق الأهداف المرجوة ولا تصح بأي منهما على حدة وانما بالإثنتين معاً.
حمى الله الاردن الغالي وأهله الطيبين.



تعليقات القراء

ميناس
@معالي الوزير سعد الجابر
24-03-2020 06:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات