المرشحون للإنتخابات والمتاجرة بالدين


عجيب والله أمر الناس اليوم،حيث أصبح البعض يتاجرون بالدين ويروجون أو يسوقون به أنفسهم للآخرين،خصوصاً الكثير من  إخواننا المرشحين للإنتخابات النيابية القادمة،فتراهم بدأوا يطوفون على المساجد بدوائرهم الإنتخابية فمن مسجدٍ إلى مسجد،بل البعض تراه يصلي الفريضة الواحدة في مسجدين في آنٍ واحد،فتراه يصلي المغرب مثلاً في مسجدٍ ما ثم يقوم منصرفاً ومسرعاً إلى المسجد المجاور ليدخل إليه مسبوقاً إن لحق الإمام بالصلاة،كل ذلك مسوّقاً لنفسه بين الناس على أنه من أهل الصلاة والصلاح ومن رواد المساجد،وبالتالي إذا كانت هذه سيرته ((مؤمناً ومصلياً)) فهو الأجدر بأصوات الناس لأنه هو ((المؤتَمَن)) عليهم وعلى مصالحهم !!!!!

    ويزداد العجب عندما تقرأ هذه اليافطات الضخمة والملونة التي تملأ شوارع المملكة والتي تحمل من العبارات والوعود والمشاريع التي قد يعجز ((مجلس الأمن)) برمّته عن تنفيذها !!!!!

    ويزداد العجب العجاب أيضاً: كيف أن بعض المرشحين قد وشّحوا هذه اليافطات بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وبعضهم قد وزع على أبواب المساجد الأذكار الشرعية وقد طبع صورته الجميلة ((والمنمقة على الفوتشوب)) إلى جانب الأذكار!!!!!

   وكأني بهذا المرشح ((الإيماني))!! قد وصل به الأمر من الغيرة على الناس في دينهم وعباداتهم أنه يريد منهم دائماً أن يكون اللسان ((رطباً بذكر الله تعالى)) خصوصاً بمثل هذه الظروف الإنتخابية ((الصعبة والحاسمة)) وعليهم عند قراءة الأذكار أن ينظروا إلى صورته الأنيقة داعين بالتوفيق والنجاح لمن كان ((سبباً)) بتذكيرهم بالله سبحانه !!!!!

    كثيرةٌ هي الشعارات التي نقرأُها  (( فإذا عزمت فتوكل على الله )) والكثير منهم قد توكل على جيبه وماله السياسي وشرائه للضمائر وعزمه على الترشّح نكايةً بفلان أو علاّن !!!!!، (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ))  تلفونه الآن مفتوح على مدار الساعة ولك أن تتصل به في أي وقتٍ شئت حتى في الثلث الأخير من الليل !! وبيته أيضاً مفتوح فلك أن تزوره في أي وقت فعلى الرحب والسعة !! وسيارته الفارهة تحولت إلى ((ركوبة سبيل)) فما عليك إلا أن تطلب وقبل الطلب تكون في المكان الذي تريد ((فالناس لبعضها)) وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان له فضل ركوب فليعد به على من لا ركوب له ) !!!!! ومقره الإنتخابي مفتوح وفيه مما لذَّ وطاب من الحلويات خصوصاً الحلويات الشعبية الكنافة الخشنة والناعمة !! فما عليك إلا أن تشتهي وتتمنى و ( شبيك لبيك خادمك المرشح بين يديك ) !!!!!

   ولكن.... إذا ما حالفه الحظ ووصل إلى العبدلي بأمان (وإيمان) !!! فإنه يغلق عليك جميع هذه الأبواب، الهاتف مغلق أو غير مستعمل لأنه استبدل الرقم برقم آخرعليه خدمة الحجب !! والسيارة إذا ما كنت واقفاً على الطريق ولمحته دير بالك تئشّرله لأنه يمكن (يدعسك) لأنه مش شايف الضوّ !! لكثرة ملفات الإصلاح إللي بركّض فيها ((عشانك)) !! فهو مرهق وتعبان وفاقد للإبصار الجيد !! وعليك أن تعذره وتدعيله !! يعني بالمختصر لا تبحث عنه فهو مشغول بملفات الإصلاح ..وإذا مضطر لمقابلته إضرب بالمندل !؟ ويمكن والله أعلم.!!!!! أنا هنا لا أعمم فهناك من فيهم الخير ولكن أين هم ؟؟ إبحثوا عنهم.

    إنه والله من العار أن يستخدم البعض الدين لأهوائه الشخصية ، وإنه من الجرم أن نجيّر الدين ونجعل منه مطية لمطامعنا ومصالحنا الدنيوية!!

   وإنه من الكبائر العظام أن أنتخب أنا كمواطن، أن أنتخب على أساس المصالح والمنافع و الأهواء الضيقة والآنيّة، هذه شهادة سوف يسألنا الله عنها فلا ننتخب إلا من يراعي مصلحة البلاد والعباد وإلا فلا، لأن الله تعالى يقول: ( ستكتب شهادتهم ويسألون ) هذه شهادة سيسجلها الله ويسألنا عنها يوم الدين،ولله درّ الشاعر حينما قال:

وما من كاتبٍ إلا سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بخطك غير شيٍْ يسرّك في القيامة أن تراه

مع إحترامي وتقديري لكافة مرشحينا الأفاضل.. ولكنها مجرد خاطرة وملاحظة.



تعليقات القراء

عاشقة الاصقى
رائع الله يجزك الخير سلمت يداك
11-10-2010 09:25 PM
من هنا نبدأ الى الشيخ أمجد
أشكرك على هذه المقالة فهي في صميم واقعنا المرير نسأل الله أن تؤتي مثل هذه المقالات ثمارها في مجتمعنا...
12-10-2010 09:00 AM
عبدالجبار ابوقله
كلام صحيح وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك
12-10-2010 01:44 PM
جميل غسان
والله يا فضيلة الشيخ أمجد احنا بحاجة إلى أمثالك يقول الحق
وبارك الله فيك على وصف جروحنا وقضايانا
15-10-2010 11:44 AM
جميل غسان
والله يا فضيلة الشيخ أمجد احنا بحاجة إلى أمثالك يقول الحق
وبارك الله فيك على وصف جروحنا وقضايانا
15-10-2010 11:45 AM
ماهر الجزازي
اين تعليقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل أكله الذئب الذي قتل يوسف؟؟؟؟؟
هل ذاب من شدة حر الحريات؟؟؟؟
أم ان سقف الحريات ليس عاليا لنشره؟؟؟؟
أم أن هناك تداخل بالمصالح والمقاسات؟؟؟؟

ارجو الرد
21-10-2010 05:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات