متى يسطع حضور الحكومة و متى يفل و يختفي ‎


سؤلان مهمان ومصيريان تصفعنا اجوبتهما كل يوم وكل لحظة ، و تتوقف على اجوبتهما الكثير من امور حياتنا بمختلف مساراتها و حيثياتها و قطاعاتها ، نبحث عن اجوبتهم في اغلب خطواتنا و اعمالنا ، كيف لا و نحن شعب ترتبط اغلب خيوط حياته بيد حكومته في ضل الغياب الواضح لأي ادوار للجمعيات و الهيئات و القطاعات الخاصه في دعم المواطن و انشاء المشاريع التنموية و سد الفراغ الناتج عن غياب الحكومة في كثير من المجالات.

ولنبداء بالسؤال الاسهل :

متى افتقد و يفتقد الأردنيون لنور حكومتهم ؟

و في خضم كل هذه الاحداث و الإشكاليات في اغلب القطاعات تنهمر الأجوبة بسهولة و يسر منقطع النضير و تندفع الاجابات بقوة، فيبرز صوت العطشى و الظمأى ليطفو على سطح الماء ليجيب بصوت مليء بالغضب و الغصة متهما وزارة المياه بالفشل و التقصير في ري عطشهم و منحهم ابسط اسباب الحياة بعد ان زلزلوا امنهم المائي و اجبروهم على التسول و استجداء حق مكتسب ضمنته كل بلدان العالم المتحضر لحيواناتها قبل مواطنيها فبحثوا مطولا عن وزارة سقطت عند اول مواجهة، و اكتشفوا انها و موظفيها ينعمون في سبات عميق ، فغابت عن الساحة ولم يجدها العطش الا بعد حين ،بعد ان أعتمدوا على انفسهم و نعوا وزارتهم و خططها الوهمية و استعدادتها الورقية ..

ولم يكن الحراثين و المزارعين بأفضل حال بعد ان فتكت الأوبئة والحشرات بحقولهم ومصادر رزقهم ،فنبشوا التراب و حفروا الصخر باحثين عن وزارتهم علها تسعفهم و تجبر بخاطرهم و تخفف حملهم فلم يجدوا الا ديدان و حفار استبد بهم و اخرج لسانه قائلا اذهبوا و ابحثوا عن موتاكم في القبور و ليس هنا، ولم تكتفي هذه الوزارة بالغياب وترك الشعب و شأنه بل سمحت للحيتان بتصدير البندوره بعد ان وصل سعرها لارقام فلكية لتثبت للمواطنين و المزارعين بأن موتها ارحم من وجودها العبثي .

اما السياحة الداخلية فلا بواكي لها ولا صوت لها اللهم من غناء باهت خافت لا يكاد يسمعه احد يستجدي الأردنيين زيارة بلدهم و الاستجمام بها و استبدال سياحتهم الخارجية الرخيصة الجميلة المتنوعة والمدججة بالخدمات و المرافق و الاستعدادات السياحية على اعلى طراز بسياحة داخلية تفتقد اغلب مواقعها لابسط الخدمات وابسط المحفزات الا أذا اردت ان تأخذ قرضا او تبيع جزاء من ذهب زوجتك لتستطيع قضاء ليلة في فنادق العقبة او البحر الميت ، ففقد المواطن ثقته بالسياحة الداخلية و اقتنع بأن وزاره السياحة وزارة صورية ليس لها لا حول ولا قوة و غير قادرة على مجارات جيراننا من الدول العربية التي ننضر لبعضها على انها متأخرة و غير متطورة , و نرجوا من وزيرتها الشابة ان لا تستخف بعقول الأردنيين و ان تخرج لمعاينة هذه المناطق قبل دعوة الشعب لزيارتها.

لقد تركت وزاره الصناعة و التجارة مواطنيها فريسة سهله لوحوش ألتجاره ، فنهشوا اجسادهم المتعبه و أثقلوهم بأسعار و غلاء لا يطاق دون ان تحاول فعل شيئ اكثر من محاولات خجولة ليس لها تأثير، و اثبتت بانها عاجزة و غير قادرة على حماية حتى اعلاف المواشي فكيف بطعام الانسان و ان قمرها البهي قد اعلن كسوفه ، متضامنا مع نجم جمعية حماية المستهلك الآفل ، هذه المؤسسة الخاملة التي تعاني من شلل كامل و غير قادرة على توجيه المستهلكين ونيل ثقتهم و تجاوبهم ، فوجد المستهلك نفسه وحيدا في صراع غير متكافئ مع أناس كانت جيوب الناس ملاذهم الدائم . ‎ ‎

ولن نعفي وزاره الاعلام و ابواقها من التقصير في النفخ و الدفاع عن البلد من الهجمات الخارجية ولعلنا لم نتعافى بعد من هجمة الجزيرة الشرسة علينا حيث وقفت و صمتت ابواقها التي طالما جلجلت في مهاجمه الصحافة الالكترونية و الاصوات المعارضة ، و كم نتمنى لو يطبق وزير اعلامنا ما شاهده وعاصره اثناء عملة سفيرا في اسرائيل من انفتاح و شفافية و تناغم بين اعلامهم و وزارتهم ، و أكاد اجزم لو ان ربع من تقلدوا مناصب و مثلوا الاردن في الخارج من سفراء و غيرهم قد نقلوا جزاء من تلك الحضارات معهم و طبقوا تلك الاستفادات في عملهم هنا لما كان وضعنا المزري بهذا الشكل.

و لنعرج قليلا على دائرة مكافحة الفساد العمياء التي لا ترى ولا تسمع و لا تنطق الا بعيون و أذان و لسان الحكومة و بما يتلى عليها ، فليس لها من أسمها شي سوى كلمة دائرة ، فهم يسبحون بشكل دائري حول كرات الفساد الكبيرة دون ان يتجرؤا على الإشارة إليها او الاقتراب ، فهي غائبة بأرادتها و يصعب على العين المجردة رؤية اقمارها .

لن أتوقف عند وزارة التربية فالضرب في الميت حرام ، و كذلك وبعض الوزارات المنسية التي لا نسمع بأسماء وزرائها الا وقت التشكيل ، فهي تكملة عدد و انجازاتها لا تسمن و لا تغني من جوع و أقمارها تسبح في فلك بعيدا كل البعد عن همومنا و قضايانا.

وزارات متهاوية متهالكة تحبوا كالأطفال غير قادرة على فعل شيء و لا تملك أية حلول او طرق استثنائية او مبتكرة غير اللجوء لجيوب المواطنين و التفنن في اختراع الضرائب لخفض العجز ودفع الرواتب ، و هي طريقة تقليدية و سنة أردنية طبقتها الحكومات المندثرة و تستطيع اي حكومة من المبتدئين تطبيقها ، لأنها ليست بحاجه لذكاء او خبره او جهد ‏.

أكاد أجزم بأنه لو كانت أوضاع حكومتنا غير ذلك , لتجرأ وزرائها على الخروج من معزلهم و تغنوا بأنجازاتهم و ابداعاتهم و قد امضوا قرابة السنة ‏ يترنحون مكانهم ، و الشي بالشي يذكر فقد خرج علينا مدير مكتب رئيس الوزراء يذكرنا بأنجازات الحكومة و بأننا أنكرنا هذه الانجازات و لسوف يأتي يوم نترحم فيه و نرفع قبعاتنا و نحني هاماتنا لهذه الانجازات التي ظلمت حسب قولة ،وابشره بأن هذا اليوم لن يأتي و سوف تذهبون كمن سبقوكم الى دفاتر النسيان و سيتذكركم اولادكم و ازواجكم فقط ، ليس لأننا شعب ناكرا للجميل فنحن شعب ما يزال يغني لحابس و يقرأ الفاتحه على قبر وصفي و يمجد هزاع و نذكر بالخير عبد الرحيم ملحس،و أن كان عندك شيئ من هذه الانجازات غير انجازات وزارات التعليم و ألزراعه و المياه و الاعلام فلتخرج و تفحمنا و تغلق افواهنا بها

اما سؤالي الأخر
متى يسطع نور حكومتنا ؟؟

فجوابه مقتضب و مختصر
فهم يتواجدون حيث لا يكون لوجودهم اي فائدة للمواطن ، في مؤتمرات الأضواء، مآدب الطعام ، حفلات الاسترضاء ،أمام كاميرات الإشهار، ولاننسى شواطئ البحار و التويتر .‏

فهنا يظهرون و نسمع بهم و بكلماتهم الرنانة ولا اعرف كيف يقبل وزير على نفسه ان يمضي سنة في وزارته ولا يكاد اغلب الشعب يعرفه ، فيأتي و يغادر نكره شخصا و انجاز ا.

فأي واقع مرير و وضع مخجل و حالة مزرية نعيش ، وأي مستقبل مظلم ننتظر في انتظار مجلس قروي منتظر و مفصل لأناس عاهدوا انفسهم على ان لا يقدموا شيء للوطن ،اناس خرجوا من الشباك و سيعودوا من الباب بفضل اموالهم و قانون الصوت المؤتمر.



تعليقات القراء

د رامي مساند
والله يا سيد اكثم حاب اضيف انو حتى باقي الوزارات غايبة و ما الها داعي
من القلة و اللة

ابدعت كالعادة ايها الكاتب الجريء 3
11-10-2010 04:00 PM
مهندس عامر الراشدي
وازارات فارغة ليس لها حول و لا قوة ميتة
واللة ان اغلب الشعب لا يعرف اسماء وزرائة

كل الدعم للسيد اكثم
11-10-2010 04:39 PM
م محسن الجغبير
وزارات خائرة

كلامك ذهب ايها الجريء صاحب الكلمة القوية و القلم الناري

متى سترحل هذه الحكومة و يختار الشعب اناس جيدون
11-10-2010 04:54 PM
سمير نصر-امريكا
صدقت يا اخي
انا عانيت في اخر زياره لي للاردن من فوضى الوزارات _و كنت انوي تأسيس مشروع_و واجهتني بيرقراطية عالية و فوضى وفأثرت العوده
سلم قلمك ايها البارع و كثر من امثالك
12-10-2010 02:49 AM
د-سلوى
فلتنحني الهامات و ترفع القبعات لك يا صاحب المقالات الثمينة و النابضه بعشق الوطن و كره الفساد و المفسدين
انت و امثالك تشعلون منابر الحرية و توقدون بكلماتكم نيران الديمقراطية
لك مني الف شكر و تحية
12-10-2010 02:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات