قمة سرت " والتشويش الأردني " .. !!


إن انقطاع البث الفضائي المباشر لأعمال القمة العربية التي افتتحت جلساتها يوم السبت الماضي في الجماهيرية الليبية العظمى في مدينة سرت ، يذكرنا بالمشكلة الدائرة في هذه الأيام بين الأردن وقناة الجزيرة حول التشويش الذي طرأ على فضائيات الجزيرة الرياضية في كأس العالم .. ولا ندري هل من الممكن أن يتبادر إلى الأذهان لدى البعض الاستفسار عن سبب هذا الانقطاع في كلتا الحالتين ..؟ ومن قد يكون المستفيد من هذا التشويش على هذه القمة ..؟؟ وهل المقصود من التشويش تحديداً هو خطاب السيد عباس الذي ما لبث أن يبدأ كلمته بحضور قادة الدول العربية الحاضرين في قمة سرت ، لينقطع البث دون عودة ..؟؟ أم أن الأمر لم يتعدى كونه خلل فني لا أكثر طرأ على البث الفضائي ..؟؟!!
كل الإحتمالات واردة في عالم التكنولوجيا ، وإن لم يكن هذا التشويش فنياً ، فهناك جهة معينة لها غاية من عدم بث بعض كلمات القادة عبر الفضائيات ، وباعتقادي أن القضايا المدرجة على جدول أعمال القمة العربية الطارئة لا تعد ولا تحصى ، وجعبة الرئيس الفلسطيني " أبو مازن " حبلى بالكثير من الهموم والتصريحات الخاصة بالوضع المأساوي الذي يعيشه الأهل في فلسطين وقطاع غزة ، رغم أن القمة لم تخرج في ختام جلساتها بأية توصيات تجاه القضية الفلسطينة ، ناهيك عن الانتهاكات المتتالية على المسجد الأقصى وبيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، وعلى أهلنا المرابطين هناك ، والمفاوظات الأخيرة لعملية السلام وما تمخض عنها ، وأسباب توقفها ، وتلويح أبو مازن في الاستقالة من منصبه في حال أنه لم يتوصل إلى حل نهائي وعادل مع اسرائيل التي أصرت بدورها على الإستمرار في عملية الاستيطان ، ضاربة كل القرارات الدولية وعملية السلام برمتها بعرض الحائط بدعم أمريكي دون منازع ..!!
أليست هذه الأفعال الاجرامية التي تقوم بها اسرائيل وبصورة يومية أكبر دليل على أنها المستفيد الوحيد من تغييب الاعلام عن فضائعها الاجرامية التي لم تتوقف ..؟؟ وأن يدها أبداً لن تكون نظيفة من عملية التشويش على الفضائيات ، فلها سوابق كثيرة في الجاسوسية ، ومواكبتها لكل أنواع التكنولوجيا المتقدمة تنم عن هذا ، والأردن ومصر ليستا ببعيدات عن مرماها ، وإن ثبت أن التشويش على فضائية الجزيرة الرياضية مصدره الأردن بالأكيد سيكون لها يد فيه عبر جواسيسها وعملائها وامكانية دخولهم الأراضي الأردنية " عبر معاهدة السلام " بأجهزة وامكانيات متقدمة ، وكذلك مصر هي الأقرب إلى ليبيا ، ولإسرائيل القدرة أيضاً على دخول الأراضي المصرية بكل يسر وسهولة كذلك " عبر معاهدة كامب ديفيد " ، ما يمكنها عبر جواسيسها وعملائها من التشويش على كلمات الزعماء العرب في القمة العربية عن قرب ، وتحديداً كلمة الزعيم الفلسطيني ، وأن هذا التشويش على كلمات القادة العرب سيكون درءاً لها مما قد يثيره الرئيس الفلسطيني " أبو مازن " عبر خطابه على الفضائيات من انتهاكات وفضائع اجرامية يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ، رغم أن افعالها وفضائعها حاضرة في أذهان العالم بصورة دائمة . معتقدةً أن كلمة الرئيس " أبو مازن " عبر الاعلام الدولي والعالمي " الفضائيات " سيكون لها انعكاسات ايجابية لصالح القضية الفلسطينية ، وأخرى سلبية على اسرائيل في حال كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن نواياهم النتنة واّللا مبالاة والعراقيل التي يرصونها دائماً في طريق عملية السلام ، حتى بات الاستمرار فيها ميؤوساً منه . ومصلحة اسرائيل من التشويش أيضاً هو التخوف من كشف حقائق قد لاتعلمها هيّ ، وهو أمر مستبعد ، وتحسباً من أن يستعطف الرئيس " ابو مازن " عبر خطابه في القمة العربية الرأي العام العالمي ضدها ، وقلب رؤية العالم الغربي ومؤسسات حقوق الانسان عليها ، وبيان نواياها السوداء تجاه عملية السلام وقيام الدولة الفلسطينية ، والتعامل الدموي والاجرامي الذي وصل حدّ الإبادة البشرية بحق شعب فلسطين ..!!
أما الفائدة المرجوة لإسرائيل في عملية " التشويش على " قناة الجزيرة " له جانبان مهمان دأبوا الصهاينة لتحقيقها .. الأول : أخذ مفهوم انتزاع الحصرية من الجزيرة بصورة غير مباشرة ، وهذا ماحصل حينما تم التشويش على قناة الجزيرة الرياضية وتحولت أغلب الأقراص واللواقط نحو الفضائيات الاسرائيلية من أجل متابعة مباريات كأس العالم بصورة منتظمة وغير مدفوعة الأجر من قبل المشاهد ... أما الجانب الثاني : إشارة مقصودة لقناة الجزيرة من أجل أن تعلم بقدرة اسرائيل على حجب برامجها الاخبارية والثقافية عن العالم وتكبيد فضائيتها خسائر مالية قد تخلخل توازنها المالي ، واضعاف حميمية الشارع العربي لها ، وبيان عدم مصداقيتها بين الشعوب العربية ..!!
أما أن يكون الأردن متهماً من قبل قناة الجزيرة بهذا التشويش ، فهذا يدل على وجود عدم توازن اداري وفني داخل قناة الجزيرة ، واتخاذها مصدراً غربياً وقد يكون صهيونياً دون دراسة أو تحقق ، وتستند عليه ثم تأتي وتتهم الأردن بهذا التشويش ، والتلاطم في أخبارها وكيل الاتهامات دون براهين دامغة ، هو دليل أكيد على عدم توازنها الاداري والفني .. !!
وبرأيي الجازم هنا أن الأردن برئ برائة سيدنا يوسف عليه السلام من التي راودته عن نفسه ، من التشويش الفضائي بكلتا الحالتين ، وذلك لعدم وجود سبب أو منفعة قد يحصل عليها الأردن أو يستفيد منها اثر هذا التشويش .. وبما أن المهتمين بكأس العالم في الأردن والعالم العربي كانت قد توفرت إليهم مشاهدة مباريات كأس العالم مجاناً وبدون عناء عبر المحطات الفضائية الاسرائيلة ، وهو المهم لهذه الجماهير ، فتكون حينها عملية فك التشفير أو التشويش على فضائية الجزيرة لن تأتي بالفائدة المرجوة منها ..!! لذلك هناك مستفيد واحد يعلمه القاصي والداني من أمتنا العربية ، لكننا لسنا على استعداد أن نكيل له الاتهامات حتى لو توفرت كل ألادلة الدامغة على فعلته ، بل نحن قادرون على كيلها لأنفسنا ، و معاداة بعضنا بعضاً حتى لو لم يكن هناك دليل أو سند يستدعي ذلك ..!!
akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات