معالي وزير التربية .. الإنتخابات تؤرق المدارس !!


أحدثكم يا سادة يا كرام بالبشرى التي جعلت من الطالب ينال وزميله علاء يتراكضون للحديث معي ، ليزفون لي خبر قدوم لجنة من المسؤولين الى مدرستهم الصغيرة ، ستقوم بإحداث التغيير والإصلاح فيها ، بعد أن سبق وتحدثت ألسنتهم بقلم الطالب ينال عن معاناتهم التي تلازمهم في الحصول على مقعد صحي في غرفتهم الصحية ، ناهيك عن المتلوثات الأخرى التي سبق وأن ذكرها ينال في المقالة السابقة لي تحت عنوان ( معالي وزير التربية .. اليك يشكو الطالب ينال سوء الحال ) .
لقد كانت الصدمة كبيرة عندما علم كليهما أن اللجنة القادمة لفحص الوضع الهيكلي الذي تعيشه المدرسة قد جاءت لأجل الإنتخابات فقط ، ولم تكن قد جاءت لمعاينة ما سرد من سلبيات في حديث المقالة السابقة ، وللأسف تطايرت أمالهم بإحداث التغيير وزالت فرحة ينال وعلاء بمدرسة أجمل على الصعيد الهيكلي على الأقل ، المحزن في الأمر يا سادة هو أن الطالب قد رأى بأم عينه معاينة اللجنة السابق ذكرها لواقع مدرستهم فقد حدثني علاء أن غرفته الصفية تخلو من الشباك وسألني ببراءة الطفل الشجاع .. من سيقيني من البرد القادم في الشتاء دون شباك يغلق في وجه الريح ؟ .
لا أدري ما الشعور الغريب الذي جعل من الزائرين للمدرسة ينظرون إليها من جانب واحد ، ألم يلفت نظرهم إلا المظهر الخارجي فقط لكونهم طالبوا بطلاء الوجه الخارجي للمدرسة فقط ، دون أي إكتراث بالطالب في غرفته الصفية المتآكلة ، وهذا بالطبع سيستنزف جزءاً من الميزانية المقررة للمدرسة التي كان من المفترض أن تذهب لإصلاح الأمور الأساسية أولاً من مقاعد وجدران وإضاءة وتبريد من حر الصيف الذي يلازمه الأعداد المكتظة من الطلبة في غرفة صفية صغيرة .
الواقع يقول أنهم براء من المشاهد السابقة ، ولكن وبحكم المسؤولية التي هم شركاء بها في هذا الوطن كان من المفترض عليهم أن لا يلتفتوا لمصلحة الإنتخابات وحسب ، مع العلم أنهم يمثلون محافظ المدينة وصاحب سلطة عليا فيها ، لكن التغيير ليس بأيديهم وما عليهم إلا إبداء النصيحة ، الأهم من كل ذلك أن تسير الانتخابات في مبنى المدرسة في عدد من الغرف الصفية المحدودة التي سينالها بعض الترقيعات التي ستزول بين ليلة وضحاها ، وتبقى الأخريات على حالها دون أي تغيير إلى أن يأتي النواب المنتخبين لإصلاح وإحداث التغيير !!
في بداية كل عام دراسي يتوجب على المعلمين مربي الصفوف تزويد إدارة المدرسة بالبيانات الشخصية لكل طالب ، وعلى إعتبار ان منظومة الإيديويف الحزينة هي جزء أساسي من هذه العملية التي تتطلب جهدا من أجل تزويد المنظومة بالمعلومات ، إلا أن المدارس التي ستستقبل الناخبين المصوتين لنواب الشعب أصحاب رؤوس الأموال ، قد شاءت الأقدار أن تبدأ بها عملية تغيير في أنظمة هذه الحواسيب بهدف الإستعانة بها في الإنتخابات القادمة ، وعلى كل معلم أن يسير بعمله رغم عدم وجود أجهزة الحاسوب داخل مدرسته !!!
معالي الدكتور .. ثق تماماً أن الجميع يرجو أن تسير الأنتخابات القادمة على أجمل وأبهى صورة وبغض النظر عن نتاجها السياسي الذي قد يتحفظ عليه البعض ، لأنها تمثل وجهاً حضارياً هاماً أمام الدول الأخرى ، ولكن الميدان التربوي ينقصه الكثير لتلبية كل المطلوب لإنجاحها وبالتالي الطالب له الحق قبل كل شيء في أن ينال حقه ، دون أن تبارك غرفته الصفية بصندوق للإقتراع ، فلا أعتقد يا معالي الوزير أن النائب القادم سيسعى لغير مصلحته الخاصة ، ولا أعتقد معاليك أنه سيسأل ينال وعلاء عن مطالبهم الصغيرة ، وسيعوضهم عن كل الأيام السابقة التي جلسوا بها على مقعد شبه محطم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات