هذا وقد إعتلى الشيب


اليوم وقد إعتلى الشيب رأسي وإحتلت نفسي الهموم وغادرت الإبتسامة البريئة شفتاي وبدأت التجديف بقارب عفا عليه الزمن وأصبح ما كان يسعدني قديما تحزنني ذكراه وتدمي قلبي .. حتى أصبحت أتمنى لو أني فاقد الذاكرة أو أن نهايتي تتعجل فأكون نسيا منسيا.

لقد كنت أحمل من الطاقة ما تعجز عنه الآلات طاقة مليئة بالأمل والتفاؤل طاقة نضبت وجفف منابعها الخذلان، فالنفس كسرت من أناس خذلوها بالتآمر ونصب الأفخاخ لمن أحبهم وجعل من نفسه جسرآ ليعبروا شط أمانهم.

اليوم أخضع لسطوة الذكريات طوعا أقف متذكرا. وفي حالة من اللاوعي الحقيقي ابدأ وكما جرت العادة أجلس ثملا وقد أنهكني الكأس العشرين محدثآ نفسي بأحدث أسراري أحدثها عن ما يزعجني وعن مخاوفي من المستقبل. عن الأولاد. عن المغامرات. أحدثها عن جنوني. وعن جموحي. وعن طموحي. أحدثها مندفعا كما هي عادتي مقبلا على الحياة بأبسط الإمكانيات لا مكان للغنى والفقر في حياتي. ولا قيمة للساعات وحتى الأيام عندي إلا بقدر ما أعيش من سعادة.

اليوم أقف أمام نفسي ثملا ومنهكا لأختم الرواية بمن أحببت. وبمن وثقت. وبمن خذلت. وبمن سمح. وبمن جرح. اليوم أقف أمام نفسي ولا مكان للتجمل أو الكذب أو مجرد إخفاء المعلومه فانا في حضرة نفسي والكل يعلم وبعد كل التجارب القاسية وقد تخلى الأقرب. وسقطت الأقنعه ومن وعد أخلف. ومن حدث كذب. ومن خاصم فجر. ومن وفى خان. وقد هزمتني الحقيقة. وتمكن مني الواقع. وسطا علي الخوف والضعف والإحباط.. فلم يبقى أي جموح. وتبخرت أمال الطموح وما تبقى كلمات يهجس بها مجنون. كلمات بلا معنى. كلمات منافية لمنطق ماحدث وما سيحدث. مع هذه التجارب سقطت كل الرموز والقامات وسقط كل ماتعلمناه من أبجديات الصدق والوفاء.

ولعلي أتذكر إيماني أن التجربة التي لا تقتلك تقويك. غير صحيح إن تلك التجربة التي لا تقتلك تضعفك وتجعل منك هزيلا. مهزوما. ممزق المشاعر.

اليوم إني أرى أوضح وأفكر أعمق أدركت أنه في هذا العالم لا مكان فيه لمن يصدق الصديق ويحمي غيبة الرفيق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات