جُذوة المجلس السادس عشر أقَدتْ


ايام تفصلنا عن موعد اللقاء مع الوطن, لن أكتب عن ما يسمى بالاستحقاق الدستوري فقد سبقني كثيرين وكتبوا.. ولن اكتب عن نائب وطن فهذا التعبير أُجترَّ وقيل فيه اكثر مما يقال..ولن اكتب عن نزاهة وشفافية الانتخابات فهنالك كثيرين ايضا قد أعدوا العدّه ولديهم اجندتهم الخاصه مع من يزعجهم نجاحنا..

ولن اكتب ايضا عن الاجماع العشائري هنا او هناك ,فالعشيره لبنه من لبنات الوطن .. نفخر اذا ما مارست الديمقراطيه في اختيار من يمثلهم..لكنني اكتب في الوطن ..الذي نعشق ترابه..والذي ما توانينا يوما في ان نفتديه شيباً وشباناً بالمهج والارواح..

خدمة الوطن واجبه على كل من يعتاش من خيراته ويشرب الماء الزلال من ينابيعه ويتفيئ ظلال اشجاره..الوطن اكبر من ان يكون خارطه على الورق..

او كلمه نزيّن بها صفحات الكتب المدرسيه.. او بيرق على اسطح الدوائر الرسميه..او راتباً نترقبه بعد العشرين من كل شهر..

الوطن يعيش فينا ونعيش فيه.. نتحسس نبضه كل صباح.. يسير في عروقنا..

نستقبل محياه في اناشيد طلبة المدارس.. نقرأ اخباره من على جباه العُمّال الذاهبين الى عملهم مع كل اطلالة شمس..نشم رائحته في عرق الفلاحين

المُنغرسون في ترابه ..تطاول هاماتهم جبال الشراة.. وعجلون..

الوطن اكبر من ان يكون شعاراً نتسلح فيه على اليافطات الانتخابيه..

فمحاربة الفقر يجب ان يكون برنامجا لا شعاراً.. ومكافحة البطالة.. في توفير الفرص والاستثمار في شبابه..لا كلمة حق يراد بها باطل..واجتثاث الفساد لا يكون بشراء الذمم ..واستغلال حاجة الفقراء.. واصحاب النفوس المريضه..لنصل الى مبتغانا تحت القبه بسيارة فارهه..

الوطن يا ساده هو الخيمه التي تجمعنا.. كلنا اعمدة لها .. قلوبنا صافيه.. ضمائرنا حيّه.. بأيدينا نعمّق اساسها.. نذود عن حماه... وبالروح نفتديه..

لكن وحتى لا يفوتني قول ..فأكثر من ثلثي الناخبين هم من الشباب.. وأكثر من خمسه وعشرون في المائه هم ممن سيصوتوا لأول مره..

ماذا اعد المرشحين لهم من خطط تستوعب طموحهم.. ومجالات رحبه تستهويهم بعيدا عن ما يجتّروه صباح مساء على الفضائيات من برامج هابطه.. لقتل الوقت.. هل سيطالبون لهم بتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي لتوفر لهم الضمان الوظيفي.. او ما يسد احتياجاتهم فحسب...

ام سيطالبون الجامعات بالصرف اكثر على البحث العلمي منه على انتخابات مجالس الطلبه ..لدعم المبدعين منهم..لا ان يكون الهدف اقصاء الأخر..وتوفير الكتاب الجامعي باسعار معقوله بدلا من ان يلجأ الطلبه الى تصوير الكتب..

كيف سيخاطبونهم.. فلغة الشباب عصيّه على جيلنا.. واهتماماتهم بعيدة عن اهتماماتنا..وطموحهم اكبر بكثير من طموح نوابنا في الوصول لتحت القُبّه..طموحهم بيت آمن وفرصة عمل تؤمن لهم العيش الكريم .. افيدونا يا ساده ليستفيد الوطن من هذه الطاقات المُعطّله...

ماذا لدى المرشحين من برامج في مجال البيئه.. والتثقيف الصحي.. والامان الوظيفي.. وتطوير القطاع العام.. ودمج القطاع الخاص في الهم الوطني.. وماذا لديهم في كيفية استغلال الموارد الوطنيه.. واستغلال الغور في الزراعة واستبدال الايدي العامله الاجنبيه بايدي محليه مُدرّبه.. ووضع حد لمشكلة الارتفاع في الاسعار.. وما هي بدائلهم اذا ما ارتفع سعر البترول عالميا وأثره على ثمن رغيف الخبز البلدي لا المُحسّن ..والمديونيه.. وعجز الموازنات المتعاقبه..وارتفاع الواردات.. وضعف الصادرات الوطنيه..

ماذا أعد الساده المرشحين لأطفال المدارس النائيه او ما تسمى بالأقل حظاً..

ولذويهم..ولأطفال الاشارات الضوئيه..و..و...البرلمان يا ساده هو ذلك البناء العتيق في منطقة العبدلي الذي يحكي حكاية شعب ..بطموح الوطن..كل يوم نستطيع المرور به جميعا.. لكن من يدخله ملقى على عاتقه همّ الوطن والمواطن.. هو تكليف من ابناء الوطن لنوابه لا تشريفاً لهم..هم مسؤولون امام الشعب الآن وأمام الله غداً.. ليحمي الله هذا الوطن .. وطن عز وأمن وأمان ... ومعه وبه انا ماضون...فالتشهد يا شجر الزيتون.. وليشهد ايضا زهر الد حنون ......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات