عالم معتل بالكورونا


جاء (كورونا) صدمة او صفعة أو عصا في دولاب العالم لتنهار الخطط الاقتصادية والسياسية تباعا وتجعلنا نتمنى التوقف في أي مكان على المجرى النازل للخلف بنصل حاد فيما يحتل جوارحنا الخوف ويقمع صراخنا المكبوت خجلنا من العجز أمام اصغر مخلوق سميناه كورونا وربما سمى نفسه بشيء اخر.

كم نحن ضعفاء وجبناء ... فلقد إمتهنا حجر عقولنا سابقا وتركنا اجسادنا تقفز عن جثث الضحايا لكي تتمتع بضعف الاخرين ، والان نسقط امام انفسنا أولا... وأمام أصغر المخلوقات واتفهها ...

فلا الطائرات المسيرة ولا النووي ولا المراقد استطاعت ان تقف امام هذا اللاشيء وتثبت أحقيتنا بسجود المخلوقات لنا بحضرة الخالق عند النشوء ... فالأمر اصبح مشكوك فيه باطنيا رغم وجوب الايمان به ، والمفارقة هنا ان هناك من يدعي انها مؤامرة من صانعوا السياسة الغربية او من صانعوا الادوية واللقاحات والمؤامرات الاقتصادية... وهناك من يدعي انها عقاب من الله لنا.

(والحق اقول لكم ) اننا نعيش كما خططنا بعقولنا الباطنية (مجتمعين بفوضوية عالية) ان نعيش خلال تراكم الساعات وتلاشيها تباعا... حيث تغلب الأشرار فيها على الأخيار بافكارهم وتمنياتهم وأفعالهم ، فخرجت بعد أن ضاقت بها أوكار الشر قاذوراتهم وعلى شكل فايروسات وصفقات القرن والموسم ومشاريع التسمين والتسميم، فالقوة الباطنية والطاقة الكامنة لأرواح الشعوب تصنع المعجزات حال سيطرة البشر عليها وبالمقابل تصنع اكبر المصائب حين يترك لشياطين الأنس العنان لركوبها تحت اي سبب ... وما هذه الفيروسات سوى صنيعة افكار سوداء كامنة في نفوس بشرية شوفينية لم يتجاوز احساس قلوبها عظم صدورها.

وجردة للخلف نجد اننا نستحق كورونا وبورونا وسورونا ايضا ... فالجثث التي تتساقط تحت وطأة الفيروس لا تعادل واحد بالمائة من ضحايا ارهاب الأنظمة ( الثورية واللا ثورية ) والأيدولوجيات المصنوعة على مقاس السادة اصحاب الكراسي والبرتوكولات الخمسية والخمسينية والمئوية ... فمشاريع تغول رؤوس الأموال وجماعات الضغط السياسية والطائفية على البشرية صنعتها وشجعتها ايضا براءة وبساطة الكيانات البشرية المسالمة التي حاولت أن تنبت رغم ان الزوان يحيط ويختلط بها فماتت روحها وبقي زوانها.

وحتما لا حل قادم حتى الان امام مصدات ميراث الخطايا التي عاش بها معظمنا دون ذنب وعلى الهامش ... فالايام القادمة تنذرنا باننا على موعد مع كورونا مطور ومتحور وأشد فتكا وانتشارا ، طالما شياطين الأنس تسرق من جيب المساكين ثمن حليب ابنائهم وطالما هناك من يطعم الناس للناس وهم جوعى ايضا... والعقاب هنا بشريا فالله غني عن عقابنا... بل بحكمته ترك برنامجا تشغيليا فينا يعمل تلقائيا حين تختلط دموع المقهورين مع ضحكات الطغاة (يخربون بيتوتهم بايديهم..)

انها دورة حياة جديدة قادمة بأطر مستحدثة لتشكل لقطة جديدة أخرى للعالم قد تخلوا من المساكين والضعفاء القدامى الذين اخذوا نصيبهم من الاستسلام ليصنع لنا الميراث اللئيم الذي لن يفارقنا ما دمنا لم نفارقه مساكين جدد يجرب عليهم السادة والساسة اختبارات القدرة... وما (كورونا) إلا طفيلي تعلق بذيل شياطين الارض ومضاده الوحيد هو الأخلاق بانواعها التي فقدناها بين ركام الرغبات المطحونة والكرامات المهدورة على عتبات اللئام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات