قمة سرت وسيرك تقاذف الكرات الملتهبه


على ضوء ما يجري في كواليس مؤتمر سرت في ليبيا وعلى خلفية الجدل الدائر حاليا حول آفاق عملية السلام وتمسك اسرائيل باستمرار الاستيطان في الاراضي الفلسطينيه المحتله وتمسك الدول العربيه بمبادرة السلام العربيه بدون طرح او توفر اي بديل في حالة فشل المفاوضات ، وتمسك العرب باهداب الخيار الامريكي الذي يبدو انه غير فاعل في احداث اي خرق في مجال التسويه السلميه، وعدم قدرة ادارة اوباما وبعد مرور حواي عامين على انتخابه على ممارسة اي ضغط جدي على اسرائيل للموافقه على الانسحاب من الاراضي الفلسطينيه المحتله او تطبيق قرارات الشرعيه الدوليه والتي لا تقدم للفلسطينيين الا الحد الادنى من حقوقهم، وكذالك تمسك قيادة السلطه الفلسطينيه بايقاف الاستيطان كحد ادنى لاستمرار المفاوضات مع اسرائيل، ولو ان هذه المفاوضات لا افق واضح للان لها ، ومطالبتها الدول العربيه بدعم موقفها هذا فى مواجهة ضغوط امريكيه على الدول العربيه لاجبار القياده الفلسطينيه للاستمرار بالمفاوضات ولو من اجل المفاوضات . ان كافة الاطراف المشاركه في العمليه السلميه في از مه .فالسطه الفلسطينيه في ازمه فهي لا تستطيع الاستمرار في المفاوضات في حين تستمر اسرائيل في الاستيطان ،لانها تظهر وكأنها تقدم الغطاء الشرعي للاستيطان دون ان تحصل على شيئ .وبخاصه ان للفلسطينيين تجربه استمرت لحواي 17 سنه من المفاوضات العبثيه ، في حين ان اسرائيل تقضم الارض الفلسطينيه قطعة اثر قطعه .واسرائيل في ازمه فهي لاتريد اعطاء الفلسطينيين دولتهم وتريد ان تظهر امام العالم انها تبحث عن السلام وهي تعتقد ان هذا الامر يمكن ان يمرر من خلال ااستمرار حالة التفاوض مع الفلسطنيين مع العمل على تغيير الوقائع على الارض .والدول العربيه في ازمه من حيث انها لاتستطيع الضغط العملي على اسرائيل بعد ان اعلنت ان خيار السلام هو الخيار الوحيد لديها ولم تضع بديلا في حال فشله للان .كما انها من جانب آخر تريد ان تظهر امام شعوبها وامام الفلسطينيين انها تدعم الفلسطينيين وقضيتهم وانها لم تتخلى عنهم .واما من وراء الكواليس فهي تبلغ الفلسطينيين ان استمرار المفاوضات مع اسرائيل او قطعها هو شأن فلسطيني بعد ان اعيدت القضيه الفلسطينيه الى منظمة التحرير الفلسطينيه والسلطه الوطنيه الفلسطينيه بناء على طلبهم ، كما ان اتفاقيات اوسلو التي اسست بموجبها السلطه الفلسطينيه جاءت بمبادره فلسطينيه منفرده وفاجأت الجميع في حينه .والاداره الامريكيه في ازمه من حيث ان الرئيس الامريكي في مطلع انتخابه قدم وعودات بانه سيعمل على تحقيق حل عادل للقضيه الفلسطينيه ولكن مع الزمن تبين ان حدود قدرة الادا ره الامريكيه في الضغط على اسرائيل لاجبارها على السير باتجاه السلام هي محدوده .وان قدرات اسرائيل واللوبي اليهودي في امريكا في نقض القرار الامريكي او تغييره لصالحها غير محدوده . ان القضيه الفلسطينيه حاليا اشبه ما تكون بالكره الملتهبه وان كافة الاطراف في هذه اللعبه ما ان تمسك بالكره الملتهبه حتي تقذفها باتجاه الطرف الاخر ، فالدول العربيه تقذف هذه الكره الى عباس وعباس قبل ان تحترق يديه يعود فيقضفها الى الدول العربيه .والدول العربيه تحاول يائسه ان تقذفها الى الاداره الامريكيه والتي تعيدها على الفور الى العرب مطالبة اياهم ان يتقاسموا لهيبها مع الفلسطينيين .ولكن لا احد للان يجرؤ ان يقذف هذه الكره الملتهبه الى الاسرائيليين ، فمع اسقاط السلطه الفلسطينيه لخيار المقاومه عليها ان تصبر على اللهيب الى ان ياتي فرج يبدو انه لا ياتي ، والدوال العربيه عليها ان تتحمل جمر القضيه ما دام انها اسقطت كافة خياراتها الا خيار السلام الذي ثبت انه سراب في فلاه .
امام هذه الحاله ما هي الخيارات المتاحه للسلطه الفلسطينيه بعامه ومحمود عباس بخاصه للضغط عل كافة الاطراف لاجبار اسرائيل ان تقدم شئيا يمكن تسويقه للفلسطينيين لاستمرار المفاوضات. ان اول هذه الخيارات ان يهددعباس بتقديم استقالته ، وعلى الجميع ان يبحثوا عن بديل له .وهو يعرف ان هذا البديل يحتاج الى دعم وتلميع لتسويقه ، وعلى اسرائيل ان تقدم لهاذا البديل شيئا ليقبل المجازفه ، وهنا نعود مرة اخري الى بداية القصه عندما قدمت اسرائيل وامريكا محمود عباس كرجل مرحله وبديلا لعرفات ، بذريعة ان عرفات لم يعد شريكا مقبولا.واعتقد ان الاطراف ستجد صعوبه كبيره في العثور على هذا البديل ولو ان التلميحات تشير الى سلام فياض . .واما الخيار الاخر والذي يعد الطلقه الاخيره بيد السلطه الوطنيه الفلسطينيه هو حل السلطه والغاء اتفاقيات اوسلو وما ترتب عليها ، والعوده الى ما قبل اوسلو ، اي الى حالة الاحتلال ، ومطالبة المجتمع الدولي ان يعمل ما يستطيع لرفع حالة الاحتلال او الاعلان عن قيام دوله ثنائية القوميه في فلسطين بحكم الامر الواقع .لانه في النهايه لابد من حل للستة ملايين فلسطيني الموجودين حاليا على ارض فلسطين .واعتقد ان هذه اخطر ورقه بيد الفلسطينيين ، والتي كما يبدو ستكون ملاذهم الاخير .واعتقد ان عدم التلويح بهذه الورقه للان ناتج عن ضغوط امريكيه على الفلسطينيين لحماية اسرائيل من نفسها وكذالك لوجود طبقه من النخب الفلسطينيه منتفعه من وضعية السلطه حاليا وامتياواتها ولا تريد ان تفقد هذه الامتيازات ولو على حساب الشعب الفلسطيني كما ان هذا الشكل من الدوله سيقدم حلا تلقائيا لقضية اللاجئين الفلسطينيين وامكانية عودتهم الى ارض فلسطين التاريخيه . وأخيرا .ان وضعية اسرائيل في الضفه الغربيه ، كوضعية القرد الذي ادخل يده فيالجره طمعا بالحصول على الموز وهو غير قادر على اخراج يده من الجره مملؤه بالموز ، ومن ناحية اخري فهو لا يرغب التخلي عن الموز بسبب الطمع وهنا مقتله ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات