متى ياخذ الشباب دورهم؟


يمثل الشباب مستقبل الوطن وأمله المرتجى، والدم الحار الذي يتدفق في عروقه، فالشباب يملأ نفوسهم الأمل في المشاركة في بناء وطن عزيز منيع، يفتح أمامهم الآفاق واسعة للإبداع ويكفل لهم المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص والحياة الكريمة، إن طبيعة تعامل المجتمعات مع جيل الشباب تتراوح ما بين مغلقة حذرة أو منفتحة نشطة، لذلك فإنهم عندما يشقون طريقهم للمستقبل فأما أن يغرفون من بحر أو يحفرون في الصخر، كما أن مدى تغلغل وتدفق الدم الجديد إلى منظومة الدولة بعامة سيعتمد وإلى حد كبير على درجة النفاذية التي يتيحها الحرس القديم للجيل الجديد للانطلاق في خدمة وطنهم، وحسب منطق المعادلة التي تقول ان معدل ما ينفذ من الشباب إلى جسم الدولة بقطاعاتها المختلفة يعادل ما يخرج منها مضافا إليه نسبة النمو في تلك المنظومات والقطاعات، ومن هنا فانه يوجد واجب كبير على الحرس القديم والذين يتشبثون بالمراكز المتقدمة بأسنانهم وأظافرهم وحتى الرمق الأخير، أن ينسجموا مع منطق العصر والتطور وان يفتحوا الآفاق للأجيال الجديدة لتشق طريقها لخدمة الوطن واكتساب الخبرات الضرورية لمهام مقبلة إليهم لا محالة، لان إغلاق مسارب الأمل والعمل قد تدفع تحت وطأة الإحباط والتهميش العديد للسير في مسارب ضارة.
إن من أهم سمات هذه الطاقات الواعدة المبدعة والتي حافظت على نقائها بعيدا عن دهاليز السياسة وأحابيلها، انه لهم وجه واحد لا تخفيه الأقنعة ولا تزينه آخر مبتكرات معامل التجميل السياسية وصالوناتها، كما أنهم لا يلجأون عند التعبير عن مواقفهم وأفكارهم إلى الجمل المطاطية المعسولة والفارغة من اي مضمون ويتجهون نحو الهدف دون مواربة أو نفاق، وعلى ذلك فالألوان لديهم واضحة وليست رمادية بعكس العديد من شيوخ السياسة وممتهنيها الذين يمزجون الألوان ويخلطونها خلطا عجيبا بحيث تصبح الكلمات بلون الماء وشكل الإسفنج، لا تقنع العقل ولا تروي العطشان ولا تصيب الهدف.
إن هذه العلاقة من الفهم والإدراك هي التي تخلق ما يمكن أن نسميه الفجوة ما بين الأجيال أو الانقطاع ما بين الماضي والمستقبل، وان أول متطلبات ردم هذه الفجوة أن يبادر الحرس القديم لتدارك الترهل وتجسير الفجوة، بمنح مزيد من الأمل والثقة لقيادات المستقبل، وإلا فان الفجوة ستبقى قائمة وستؤدي إلى حالة من التوتر والصراع والعلاقة غير السوية ما بين رواد الماضي ورائدي المستقبل. ان المجتمع الاردني في معظمه مجتمع شبابي، وعلى ذلك فان قضايا الشباب ومشاكلهم وأسلوب تفكيرهم تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام والبحث المعمق، إذا اردنا ان نقف على
اعتاب المستقبل بكل ثقة وامل، فالبطالة ورديفها الفقر والمستقبل المجهول وتعاطي المخدرات والميل نحو التمرد على كل شيء هي انعكاس طبيعي للمشاكل التي تواجه اجيال الشباب وهذه تتكرس وتتفاقم كلما ازدادت الفجوة ما بين جيل الحرس القديم الذين ينعمون بالامن الوظيفي والاقتصادي وما بين جيل الشباب الذي يزداد شعوره بالاغتراب في وطنه يوما بعد يوم، وهذا الشعور سيتكرس اذا لم ترتفع القيادات الى مستوى طموحات وتوجيهات القائد بالاهتمام بالشباب واعطائهم الدور الذي يليق بهم ، فالدول التي تخطط للغد ينبغي عليها ان تعطي الشباب الاوليه الاولى لاعدادهم للمستقبل الذي ينتظرهم فالمستقبل آت لامحاله وهو لا ينتظر المتقاعسين والمترددين. فالشباب هم عدة المستقبل وهم في مقدمة مواردنا التي يجب علينا ان نرعاها افضل رعاية ونستثمرها الاستثمار الامثل لخير الوطن حاضرا ومستقبلا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات