(حكومتنا ) !!!!!!


كنت اعتقد بان وضع اي كلمه في سياق الحديث بين قوسين تعني بأن تلك الكلمة خارج المألوف ، وخارج النص ،..... وخارج حتى نطاق الكلام .

وبأستطلاعي لأخبارنا اليومية ، استطيع الجزم بأن المواطن الاردني داخل قوسين في سياق الحديث الحكومي ، حتى بدأت التفكير بالمقلوب فكيف تضع حكومتنا ستة ملاييين مواطن ، بهمومهم ، ومشاكلهم ، واحلامهم ، ورواتبهم ، وحجم ديونهم ، وحتى ارقام هواتفهم ، محشورين داخل قوسين .

فلم نكن نصطبح يوماً على خبراً اسوأ من سرقة نشال لحقيبة سيدة في وسط البلد ، وان زاد الخبر سوءأ اصبح مشاده كلاميه ، بين صاحب مطعم فلافل وزبون على عجله من امره ، واذا اصبح ذلك الصباح اسود ، كان الخبر سائق سياره متهور يدهس شخص ويلوذ بالفرار .

واليوم اصبح فضولنا بعد قراءة الخبر العادي وهو القتل ، ان نعرف فن تلك الجريمة ، منذ ان اعتادت جوارحنا القسوة من الايام ومن الاحداث ، فالاخبار صارت قتل بالجمله وبابشع الطرق ، احالات لمحكمة امن الدوله لإطفال من متعاطي المخدرات ، احراق اكشاك شرطه ، اعتداء على رجل امن ، (تطبيش) سيارة نجده .........دفع اتاوات ، اغلاق شوارع من ثله خارجه على القانون .

فاين حكومتنا من تغليظ العقوبات ، واتخاذ الاجراءات الاحترازيه الصارمه للحيلوله دون وقوع الكوارث اليوميه المتجدده المتطوره ، فحاجتنا للشعور بالامن الشخصي ملحه .

سيزداد الوضع سوءأ ، ستخلو الاسواق من المتسوقين ، والاطفال سيهجرون الشوارع والملاعب ، وحتى المدارس ستهجر ، و رجل الامن سيقف حائر ، فهناك جلسات محاكم واستهلاك للوقت وللورق ، ثم اسقاط حق شخصي خوفاً من التوابع ، سيتدفق جيش كامل من الخارجين على القانون لتهدر مقدرات البلد ولتنغص نعمة الامن التي نعيش .

ففي ظل تسارع الحياة ، واختلاف الاعمال ومصادر الدخل ، واختلاف واختلال منظومة الامن الاجتماعي ، كما تغير ضمائر و طبائع البشر، وفي ظل انخفاض القيمه الشرائيه للدينار مع قلة توفره بين ايدي الكثير ، الامر الذي اسهم بتغير في السلوك الاجتماعي لكل شرائح المجتمع ، فكثير من التصرفات التي كانت تعني العيب بعينه وتعبر عن قلة الادب ، اصبحت الان طرح للون جديد من الوان الموضه ، لتعطي للتمدن رونق وللتحضر صورة مشوهة لجنين قد نستأصله قبل الولاده ، عل تلك التشوهات لاتنتشر بجيل كامل يحتضر على ادراج المدنية والعولمة.

حديثي ليس بتخلف او عدم تحضر بقدر ما يوضح مفهومنا الخاطئ لفهم المدنيه والتحضر، وترجمة تعابير السلوك الاجتماعي السوي ، وما تحتاجه المرحلة من تطوير للقوانين والانظمة لتواكب فن الاجرام الذي اصبحنا نعيش ونحيا.

فانسانيتنا تلاشت فلم نعد نشفق على الضعيف ، ولا نساعد المحتاج ، واصبحنا نستمتع بتشكيل الشخصيات الكرتونيه من الخارجين على القانون ، ومروجي المخدرات ، ومن المتطاولين على القوانين ورجال الامن وكرامة البشر ، ليشار لهم بنظرات العيون.

اما آن لحكومتنا ان تفرض هيبنها على هذه الفئه الخارجه على القانون ، لنعود لقيمنا التي تركنا، فنسهم اقلها ببناء جيل من الشباب غير الجيل الذي نتحسر عليه مع طالع شمس كل صباح ، جيل يراهن على حياته وامله وامنه حتى بحبه للوطن .

فمن هنا يجب ان نضع حكومتنا بين قوسين ببرامجها و وسلوكياتها وبمدونات السلوك وحتى بقسوتها علينا ، فهي لم تعالج فقرنا ، ولم تعالج سلم رواتبنا ، ولم تعالج امننا الشخصي قبل الاجتماعي رغم تفاقم ازمة الامن . .

الا يجوز لنا وضعها بين قوسين ونضع تحتها عشرون خط وخلف القوسين الكثير الكثير من علامات الاستفهام .

هل من الممكن يوما ان تبتعد هي عن كونها جملة معترضة ونحن عن كوننا زمرة معترضة.................................. وانا منها .

maenalfarhan@yahoo.com



تعليقات القراء

ام محمد
هل من الممكن ادراج هاتفك هنا مع الشكر
09-10-2010 02:38 AM
فادي اشبيل
ابدعت يا ابو فرحان حطيت ايدك على وجع كل الاردنين بس بين قوسين حكومتنا مش هون غايب فيلة
09-10-2010 04:05 PM
فادي اشبيل
ابدعت يا ابو فرحان حطيت ايدك على وجع كل الاردنين بس بين قوسين حكومتنا مش هون غايب فيلة
09-10-2010 04:05 PM
علاوي
والله انك صادق واحنا صرنا حقل تجارب لضرائب الحكومه
10-10-2010 04:04 PM
علاوي
والله انك صادق واحنا صرنا حقل تجارب لضرائب الحكومه
10-10-2010 04:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات