مستورة ياحكومة ولكن؟؟؟؟


الفئران هي التي هدمت سد مأرب العظيم , حفرت جحورها في جسد السد بغفلة عن حراسه , فراحت تنبش بين صخوره , ومع الوقت كبرت جحورها واتسعت و تخلخلت الصخور , وانهار السد وماتت الحياة في جنة عدن
أحلام المواطنين في بلدنا متواضعة , وطموحاتهم لا تصل إلى حد أن يكون دخل المواطنن الاردني الأعلى في المنطقة , كما تفاءل مسؤول حكومي . التفاؤل مطلوب . ولكن للتفاؤل أسساً وعناصر مادية يقوم عليها. حال أكثر المواطنين في بلدنا ليس كما ينبغي مادياً , المتطلبات كثيرة , والأسعار في ارتفاع لا يتوقف .. ! حقيقة .. قلّة من الناس تضخمت بطونهم , والباقون التصقت بطونهم بظهورهم ولكن هذا لا يعني أننا تحت خط الفقر كما يروج في الخارج
, في الاردن يقولون : مستورة هي مستورة والحمد لله . المواطن الاردني بحكم خصوصيته الوطنية هو في أوج ارتباطه بوطنه لقناعته أن عمان هي قلب العروبة النابض والاردن هي واحة الامن والامان ولكن هذا المواطن لا تغادره الأسئلة التي نشتم فيها كثيراً من الحرص على الوطن والولاء له ومن هذه الأسئلة :
ما الذي يمنعنا من تحقيق النجاح الاقتصادي كما نجحنا في المجال السياسي كما يزعم البعض ؟! المشكلة في الجرذان , جرذان في كل مكان ... جرذان تأكل الأخضر واليابس تحلّل ولا تحرم , وإذا ما ألقي القبض على جرذ , يخرج بقرار براءة , ويزايد بالشرف على الآخرين , ويعلن أنه ضحية مؤامرة .
. أنا شخصياً لا أشك مطلقاً بنوايا الحكومة , ولا أنكار نجاحاتها في جوانب عديدة وبإمكانيات كثير من أعضائها كما أعرفهم من خلال جلسات مجلسالنواب كوني اعمل مستشارا , والواقع أيضاً .. ولكن هل بالنوايا وحدها يصنع المستقبل !؟... يقول رجل حكيم في عاصمتنا العروبية : «جبال من النوايا لا تستطيع أن تستنبت شجرة ياسمين واحدة على بوابة منزل » سأكون في منتهى الصراحة
.. المواطنون يقلقهم ويؤلمهم انتشار الفساد , ويرون أن سالاردن لولا الفاسدون لكانت بألف خير , وهم جاهزون للصبر على الفقر والفاقة إن تطلب الأمر وطنياً ذلك , لكن أن يأكل الفاسدون خبز يومهم فهذا أمر يؤلمهم ويغضبهم . الخطير , أن يتحول الفساد إلى ثقافة , وإلى سلوك , كان الفاسد في بلادنا ذات يوم كالجمل الأجرب ينفر الناس منه , في أيامنا هذه صار الأجرب الوجيه والذكي وصاحب الكلمة المسموعة , ومن يتسابق الناس لكسب وده , والأخطر في ذلك , بات يعطي شهادة حسن سلوك في المواطنة . بصراحة .. حتى الكلام عن الفساد بات ينظر إليه كثيرون نشازاً بصراحة ..

ان أحلام المواطن في بلدنا ليست كبيرة , فهي متواضعة . بسيطة لا تتعدى الحلم بمدرسة , وبجامعة , وبمنزل متواضع , وبطبابة مجانية له ولأبنائه , وبفرصة عمل , ولا يشترط أن تكون فرصة العمل لدى الحكومة , و يقبلها في القطاع الخاص , ويحلم بابتسامة مسؤول نابعة من قلبه فيها الاحترام له عندما يراجعه في قضية , وأن تكون حقول الوطن خاوية من الجرذان .. ما تحقق على مدى عقود من إنجازات كان كبيراً ,
ولكن السؤال المهم والملح لماذا لا نحمي هذه المنجزات , لماذا لا نحمي النظام لماذا لا نحمي الحكومة والمواطن والمستقبل من هذه الجرذان من جرذان السرقة والنهب والتقصير والترهل والهروب من المسؤولية , ومن الهدر لكل شيء ؟ نحن قادرون على المحاسبة , وعلى تنظيف الوطن منهم , وهذا مطلب جماهيري واقتصادي وضرورة وطنية وقومية ؟!
إن ارتفاع الأسعار , وأجور الدروس الخصوصية , والمشافي الخاصة , وهنا يجب الإشارة إلى أن بعض أطباء المشافي العامة يدفعون المرضى للهروب إلى المشافي الخاصة بذريعة أنها الأفضل , وهذه الحالة راحت تنتشر في المدارس الرسمية , حيث يقوم مدرسون بدفع الطلبة للذهاب إلى المدارس الخاصة . السؤال الذي يردد دائماً : " من يستطيع أن يعيش من راتبه ؟! الإجابة محزنة . تقول حكاية : إن الفئران هي التي هدمت سد مأرب العظيم , حفرت جحورها في جسد السد بغفلة عن حراسه , فراحت تنبش بين صخوره , ومع الوقت كبرت جحورها واتسعت و تخلخلت الصخور , وانهار السد وماتت الحياة في جنة عدن



تعليقات القراء

أردوغااااان
أخي الكاتب:

تحيتي لك

مالي أراك تناقش أعتى القضايا بخجل و وجل؟؟!! الفساد مستشري في مجتمعاتنا، حتى أوشك أن يصح ظاهرة،، و الحكومة تقصقص أجنحة من لا يغرد معها،، و أين هي نجاحاتها في جوانب عدّة؟؟!! كل ما يطمح له المواطن الأردني هو معاقبة كل من أفسد في هذا البلد أو اختلس أو تلاعب بأمواله و ممتلكاته التي هي حقّ للجميع،، هل من العدل أن يضاف مبلغ معين على فاتورة الكهرباء أو الماء أو اختراع ضريبة جديدة لسد العجز في ميزانية الدولة، العجز الذي سببه مسؤول أساء التخطيط و التقدير أو اختلس أموال الدولة؟؟!! فما ذنب المواطن المسكين أن يتحمل نتيجة أخطاء المسؤولين و فسادهم،، و إن اعترض المواطن أو تذمر – لضيق ذات اليد – نتهمه بعدم الوطنية و قلة الانتماء.

أخي الكاتب:
حال المواطن الأردني – بفضل من الله – مستورة،، و نفسيته محطمة و مقهورة،، و أطفاله كل ما يتمنونه حالياً حبة بندورة،، و الله إنها سنون عجاف، كثر فيها الفقر و عظم فيها الظلم و البلاء.
نسأل الله العفو العافية و أن يصلح الحال و ينعم علينا برحمته و فضله.

احترامي و تقديري لك أخي الكاتب زياد.
08-10-2010 11:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات