الملك ويوم المتقاعدين والمحاربين القدامى


المؤسسة العسكرية أحب أركان الوطن للملك، ليس فقط لأنه ابن المؤسسة العسكرية تدرج برتبها حتى وصل لقائد للعمليات الخاصة، ولكن لأنه يرى بالعسكر معدن الأردن الاصيل، ومعاني النبل والشهامة والحزم والإيثار. لا يرتاح الملك ويمتلئ صدره بالسعادة كما يفعل عندما يشارك العسكر تدريباتهم ورغيفهم، يعشق الفتيك وعفوية العسكر ورجولتهم وصدق انتمائهم. لهذا، أمر الملك أن يخصص يوما للوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، عرفانا وإجلالا لهذه الفئة العظيمة من الأردنيين التي تضع روحها على كفها حفاظا على الأردن وأرضه من ان يدنسها الشر والعدوان، وذودا عن الأردنيين وأعراضهم وأملاكهم ومصالحهم. أراده يوما يختلف عن الاحتفال بعيد الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، يجسد المعاني الانسانية الذاتية للأردنيين العسكر، يوما يقف فيه الكافة انحناء وإجلالا للعسكر الأردنيين والمتقاعدين وما يمثلون من معاني الشرف والحزم والانتماء والانضباط ووجه الأردن الخيّر المعطاء. أراده يوما يلتف فيه الأردنيون حول الشعار، شعار “الجيش العربي”، بكل زخمه الرمزي يجسد قيم الأردنيين القومية والوطنية.

يحب الأردنيون الجيش والعسكر، يعتبرونهم ثابتا من ثوابت الوطن، لا يسمحون لأحد بمسه أو محاولة النيل من هيبته، يعلمون أن العسكر هم عزة الوطن يمثلون نبل خصاله. هم محط الإجماع الذي يسمو على كل الخلافات والتباينات، وعن حكمة ودراية فالعسكر بالدستور لا يصوتون بالانتخابات ولا يشاركون بها فهم فوقها يسمون على خلافاتها، وهم لكل الأردنيين بصرف النظر عن مشاربهم ومنابتهم. لقد كان الجيش مؤسسة الصهر الاجتماعي الأردني، جمع الأردنيين من كافة خلفياتهم ليكونوا ضمن مؤسسة الانضباط الاولى، فأصبح العسكر رمزا للوحدة الوطنية يمثلون التطبيق الحقيقي لقيمة المساواة امام القانون. لهذا تجد الطلبات لا تنقطع لإعادة التجنيد الاجباري للشباب، مع أن ذلك لا يضيف للقوة الاحترافية والقتالية للجيش وليس عمل الجيش تخشين الشباب وتعليمهم الانضباط، لكن كثيرين يرون في الجيش رمزية تمثل الوحدة الوطنية وتعليم قيمة الامتثال للقانون. في الجيش، ابن الشيخ وابن الغني متساويان مع ابن الراعي وابن الفقير، كلهم تحت مظلة الانضباط العسكري يتشاركون الرغيف وشرف الدفاع عن تراب الأردن الطاهر.

نسمع باستمرار القصص الشخصية التي يتلوها العسكر عن علاقتهم بالملك، وبدأنا نسمع مثلها لعلاقة العسكر بولي العهد ابن المؤسسة العسكرية برتبة ملازم أول، وقدر لي ان أكون من الذين شهدوا على هذه العلاقة مع الشهيد البطل راشد الزيود عندما تم تكريمه في حفل الاستقلال من خلال والده اللواء المتقاعد، وفي معرض صعوده لمنصة التكريم للسلام على الملك بعيد الاستقلال فإذا بشاشة العرض تطلعنا بصورة لأحد تدريبات الشهيد البطل مع جلالة الملك في لحظة تبادل للحديث بينهما أثناء التدريب. لم تنجُ عين واحدة لكل الحاضرين من الدموع أمام هذا المشهد الانساني الوطني المهيب لملك جندي مع باقي جنوده.

في يوم الوفاء للعسكر… ننحني … إجلالا وإكبارا لكل نقطة عرق سالت على جباهكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات