"صفقة القرن" الحلم المؤجل


صفقة القرن هي صورة مكررة لأحلام لم تتحقق أو تحول بعضها إلى أحلام تنتظر من يحققها، فالصفقة مشروع مكرر وصورة طبق الأصل عن مشاريع استعمارية سابقة من شأنها استمرار التحكم والسيطرة على المنطقة ومستقبلها، هذه المنطقة التي ما زالت تحت انظار الطامعين والطامحين، فبعد العد التنازلي للإعلان عنها بشكل رسمي هل يا ترى سنرى الشارع العربي ينتفض ويتظاهر رافضا لها كما حصل على سبيل المثال في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي عندما انتفض رافضا للانضمام لحلف بغداد 1955م والدعوة له حيث اسقطت بسببه حكومات وحلت برلمانات ..؟

صفقة القرن هي صيغة ومفهوم جديد للسلام في المنطقة، والغريب في هذا المفهوم أنه لا يعترف بالحقوق الثابتة بأي شكل من الاشكال لا بل يتجاوزها، لكن من المؤسف والمخجل جدا أن تتم تصفية قضية عادلة كالقضية الشعب الفلسطيني بطريقة أقرب ما تكون إلى لعبة قمار حيث تقدم الأموال الطائلة على جوانب طاولة اللاعبين وتصرف الشيكات لضمان استمرار الخاسرين في اللعب على حساب الشرف والكرامة.

من جانب آخر يأتي توقيت صفقة القرن بمثابة إعلان لوفاة ما يسمى بــ "حل الدولتين"، ويظهر ذلك علنا من خلال وقوف الإدارة الأمريكية في صف اليمين الإسرائيلي، الذي يسعى جاهدا لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، والبحث لهم عن وطن بديل حتى ولو كان على سطح المريخ.

الحقيقة التي لا غرابة فيها أن صفقة القرن هي عبارة عن حلم مؤجل يحمله الصهاينة من أمد طويل بدعم غربي لا محدود، ومعهم صهاينة العرب المطبعين والقابلين للتطبيع، ممن يرون بحق إسرائيل الطبيعي في العيش بسلام، ولكنهم للأسف يتجاهلون الواقع ويتخطونه ببلادة شديدة وكأن هذا الواقع بما فيه من منغصات لهم لا وزن له على الأرض وخارج حساباتهم.

في ابجديات السياسة عليك أولا أن لا تستخدم مصطلحات خصمك، لكن لا بد من الاستشهاد بمقولة "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل عندما قالت ذات يوم: "بأن كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون" وفي ذلك استدلال ورجاء منها على تغييب الحق العربي الفلسطيني، وتمكين الصهاينة من احتلال أرض فلسطين كاملة ولو بعد حين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات