أوزبريرفر: أوروبا ضعيفة وتلعب دور المراقب الساخط في شؤون العالم


جراسا -

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” افتتاحية عن حالة أوروبا ووضعها على المسرح الدولي، أشارت فيها إلى أن المفوضية الجديدة فشلت في تفعيل الأهداف الطموحة في وقت تسيطر القوى التدميرية على العالم.

وقالت الصحيفة إن عام 2020 شهد بداية صعبة للاتحاد الأوروبي والمفوضة الأوروبية التي تسلمت منصبها الشهر الماضي. وورثت أورسولا فون دير لينين منصبها من المفوضة السابقة جين كلود يونكر وهي مليئة بالطموحات، فهي تعتقد أن على أوروبا تسلم القيادة في القضايا “الجيوسياسية” ذات العلاقة بالشؤون الدولية، بشكل يعكس وضعية القارة ككتلة تجارية كبرى، إلا أن تحويل الأقوال إلى أفعال يبدو أنه مشكلة.

وأخبرت فون دي لين مسؤول السياسات الخارجية جوزيف بوريل قائلة: “تحتاج أوروبا لأن يكون لها دور إستراتيجي أكبر وأن تكون حازمة وموحدة في مواقفها الخارجية”. وقالت: “علينا استخدام قوتنا التجارية والدبلوماسية لدعم الاستقرار والازدهار في العالم، ولنكون قادرين على تصدير قيمنا ومعاييرنا”.

وتعلق الصحيفة أنه من المبكر الحديث عن تحقيق الطموحات، ولكن الحديث عن متاعب ومصاعب وزير الخارجية الإسباني السابق البالغ من العمر 72 عاما والمكلف بملف الشؤون الخارجية بالمفوضية هي طريقة لوصفها بطريقة لينة.

ففي الأسبوع الماضي تلقى الاتحاد الأوروبي الإهانة بعد الإهانة بشكل جعل دوله غير مهمة وأفرادها مثل صانعي المطر. فعندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، تجاهل بشكل كامل كل أوروبا.

وألغى قرار ترامب الفردي وغير القانوني الإنجاز الأهم الذي حققه سلفي بوريل، وفردريكا موغيرني، وكاثي أشتون، وهي الاتفاقية النووية التي وقعت عام 2015 للحد من نشاطات إيران النووية والتي تعيش على جهاز الإنعاش بسبب العقوبات الأمريكية. وأضافت أمريكا الملح على الجرح وأهانت أوروبا أكثر عندما قالت إن المجموعة “إي 3” المكونة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا عليها مواجهة إيران والطلب منها الالتزام بالبنود فردت هذه غاضبة.

والنقطة هي أن أوروبا حاولت التحايل على نظام العقوبات القاسي الذي مارسته أمريكا ضد طهران، وتبنت سياسة مع طهران تقوم على استخدام عملة غير الدولار في التجارة المتعلقة بالطعام والدواء خشية إثارة غضب الولايات المتحدة. إلا أن البنوك الأوروبية رفضت الاستثمار في إيران لنفس السبب.

وأكثر إحراجا ما كشف عن تهديد ترامب بفرض 25% تعرفة ضريبية على السيارات المستوردة من أوروبا إلا في حالة استجابت أوروبا وفعلت آلية الخلاف مع طهران بشأن الاتفاقية النووية. وهو تحرك أمريكي شبهه مسؤول بـ”الابتزاز”. وقالت “مجموعة الثلاث” الأوروبية إنها كانت ستقوم بتفعيل الخلاف بدون تهديد. وهذا مثال مثير للقلق عن محاولة أمريكا توجيه السياسة الخارجية الأوروبية ونجاحها في المحاولة، وكشف عن حالة الضعف البائسة التي تعاني منها أوروبا.

وبدا الضعف الأوروبي في الطريقة التي ردت فيها أوروبا على النزاع الليبي، خاصة أن دول أوروبا لديها مصلحة حيوية في ليبيا، من ناحية تدفق المهاجرين منها. وقامت بمحاولة من خلال مؤتمر برلين الذي يعقد يوم الأحد بمشاركة أطراف النزاع والدول التي تتدخل فيه. ولكن دول الاتحاد منقسمة على نفسها من ناحية دعمها لطرفي النزاع. فالاتحاد غاضب من المعاهدة التي وقعتها الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس مع تركيا بشأن ترسيم المياه المتنافس عليها في البحر المتوسط؛ فمن ناحية تحاول كل من اليونان وقبرص التقرب من خليفة حفتر، أمير الحرب الليبي الذي عقد محادثات في أثينا. وبدت فرنسا داعمة لحفتر فيما مالت إيطاليا للطرف الآخر.

وترى الصحيفة أن أدنى حد من التوقعات هو نجاح مؤتمر برلين في التوصل لاتفاقية وقف إطلاق النار. ولكن بوريل شجب قرار تركيا إرسال مقاتلين لدعم حكومة الوفاق وقال بأنه “خطير جدا” بالإضافة للدور الروسي وعدد من الدول العربية التي همشت دور الاتحاد الأوروبي.

وفي كل القضايا من سوريا إلى أوكرانيا وفلسطين (التي تجاهل ترامب فيها سياسة أوروبا) فالاتحاد الأوروبي يتحرك بطريقة أقل من وزنه. وفي الوقت الذي تقوم فيه أمريكا وروسيا والصين بممارسة سياسة دولية تدميرية، تراقب أوروبا وتعبر عن سخطها، وفي وقت لا تساعد فيه بريطانيا التي تنحرف بطريقة غير مسؤولة نحو الجانب الآخر من الأطلنطي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات