نيويورك تايمز: ترامب لم يتعلم الدرس الصحيح من المواجهة مع إيران


جراسا -

تحت عنوان “ترامب لديه فكرة غريبة وعجيبة عن النصر”، حاول المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف تقديم حصيلة لجهود الرئيس الأمريكي ضد إيران. ففي الوقت الحالي يبدو أن ترامب منع اندلاع حرب شاملة بين الولايات المتحدة وإيران لكن الأزمة لم تنته، ولا يزال العالم خطيرا وأخطر من الأسبوع الماضي.

وتظهر طريقة ترامب في التعامل مع الأزمة أنه لم يتعلم الدرس الصحيح من المواجهة مع إيران. فلا يزال أنصاره يتبجحون من أن هجمات إيران الصاروخية لم تخلف وراءها أيا من الضحايا– مع أن إيران قد تكون قصدت عدم إصابة الهدف- بطريقة تذكر بالغطرسة التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ففي ذلك اليوم كما اليوم، هناك مخاوف من التضخيم في المعلومات الاستخبارية، حيث يشعر القادة بأنهم قادرون على استخدام الأداة العسكرية لحل المشاكل.

وفي الوقت الذي اتهم فيه ترامب سلفه باراك أوباما عام 2012 بأنه سيبدأ حربا مع إيران لكي يعاد انتخابه، بدأ نفسه بحملة دعاية على فيسبوك يتفاخر فيها بقتله الجنرال قاسم سليماني ويزعم أن هذه العملية هي جزء من وعده بالحفاظ على سلامة وأمن أمريكا. مع أن الحقائق تقول العكس:

– تحللت إيران من قيود الاتفاقية النووية وهي على بعد خمسة أشهر من امتلاك صواريخ نووية كافية.

– وهناك إمكانية لدفع الجنود الأمريكيين إلى الخروج من العراق بشكل يسمح لسليماني بتحقيق هدفه وهو في قبره.

– سيكون من الصعب دعم القوات الأمريكية في سوريا بدون وجود عسكري في العراق وإلا تم سحبهم جميعا مما سيمنح إيران نصرا استراتيجيا ثانيا.

– تم تعليق الحملة ضد تنظيم “الدولة”، بشكل يمنح الإرهابيين فرصة لإعادة تجميع أنفسهم.

– أنقذ ترامب الحكومة الإيرانية التي واجهت تظاهرات في الداخل والعراق، فقد خرج كل الإيرانيين واتحدوا خلف العلم وتحول خطابهم من التنمر على نظامهم للتنمر ضد أمريكا.

– بدلا من جلاء الأمريكية من الشرق الأوسط، أرسل ترامب قوات جديدة وبثمن باهظ. وفي الوقت الذي لا توجد فيه الأموال الكافية لدعم رياض الأطفال، تقوم الإدارة بالإنفاق وبسخاء على عمليات الانتشار.

– عادت كوريا الشمالية وحصلت على ورقة نفوذ لأنها تعرف أن ترامب لا شهية له في التعامل مع أزمتين دوليتين وفي وقت واحد. وربما استوعب الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ- أون الدرس بعدم التخلي عن سلاحه النووي.

ويعلق كريستوف أن هناك المزيد من الانتصارات القادمة بسبب ترامب، مشيرا لما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن الغارات الصاروخية هي الرد الإيراني النهائي، لكن ظريف معتدل وعادة ما يتفوق عليه المتشددون و”أعرف هذا لأن السلطات الأمنية احتجزتني عام 2004 حتى بعد مصادقة ظريف على منحي التأشيرة في محاولة لإحراجه وعزله”.

ويعتقد الكاتب أن إيران ستضرب وبقوة شديدة وبطريقة تترك لها حدا من الإنكار. وربما اتخذ الرد شكل شاحنة معبأة بالمتفجرات ضد بعثة دبلوماسية أمريكية أو ضرب ممتلكات تعود لترامب نفسه. وربما اتخذ الرد شكل هجمات صاروخية ضد مواقع عسكرية أمريكية من جماعات موالية لطهران. وقد تنفذ هجوما إلكترونيا على محطة تكرير للنفط أو طاقة كهربائية، فلدى إيران في النهاية خيارات وعلينا ألا نتعجل بالاحتفال.

وما يدعو للخوف أن كلا الطرفين أظهر ميلا للحرب ولسوء التقدير. فقد أساء ترامب التقدير عندما لم يرد على سلسلة من الهجمات والاستفزازات الإيرانية التي بدأت في أيار/ مايو، بشكل خسر القدرة على الردع. ثم تعجل بالرد في 29 كانون الأول/ ديسمبر في غارة قتلت العشرات وبعد ذلك بقتل سليماني، وتجاهل المخاطر التي ستؤدي إليها أفعاله على الجنود الأمريكيين في العراق. أما إيران فأحسن دليل على سوء تقدير سليماني هو أنه: ميت.

وأضاف الكاتب: “لعل أسوأ خطأ في السياسة الخارجية ارتكبته أمريكا طوال حياتي هي أنها لم تفهم قوة القومية، من فيتنام إلى أفغانستان، العراق وإلى أمريكا اللاتينية. وهو خطأ غريب من بلد نشأ لأن الملك جورج الثالث فشل باستيعاب القومية. واليوم نحاول تضخيم إيران الدينية ونفشل في فهم المشاعر القومية”.

وختم كريستوف بالقول: “وجدت هذا في زياراتي لإيران وعندما لا نخرب الأمور فإن الإيرانيين هم أكثر الشعوب المؤيدة لأمريكا بالمنطقة قاطبة. ففي ذلك اليوم الذي احتجزت فيه تم فحص حقائبي بالأشعة وبدقة، وشخر أحد رجال الأمن قائلا: الصحافيون الأمريكيون سيئون. فيما قال عامل آلة الأشعة الذي لم يكن يعرف ما يجري: الأمريكيون جيدون”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات