الطريق الملغوم الى الحرب العالمية الثالثة 


الهجوم الامريكي الكبير والقوي الذي وقع ليلة الجمعة 3 / 1 / 2020م على مطار بغداد الدولي لحظة وصول الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني ، وتسبب بمقتله ومقتل عدد كبير من قادة الفيلق والحشد الشعبي العراقي بينهم ابو مهدي المهندس مساعد قائد القوات ، وايضا إثنين من قادة حزب الله من الصف الثاني الذين كانوا ضمن وفد تفاوضي مع الاطراف الاخرى المستهدفة بالهجوم ، لن يكون ما بعده كما كان ما قبله حسب كل المعطيات. 

امريكا عندما نفذت الهجوم الذي فاجئ كل العالم بمن فيهم أكثرية الأمريكيين والإيرانيين أنفسهم ، لان سليماني دخل العراق بشكل رسمي عبر المطار وظن ايران ان أمريكا لن تجرأ على اي عمل يهدد مصالحها، والتوازن العسكري كان لصالح عدم التصادم بين الطرفين ، قد لم تكن على قدر وافر من المعلومات الواردة اليها من القادة الميدانيين العسكريين الامريكيين في العراق والمنطقة الذين حذروا كثيرا من الحرب مع ايران ورفضوها ، او انها ارتكزت بشكل قوي على المعلومات المغلوطة او غير التقييمية بشكل دقيق الواردة من المعارضين الايرانيين وتحديدا من مجاهدي خلق الراغبين بالانتقام من نظام طالما خططوا لاقتلاعه ، أومن بعض دول الخليج الراغبة بقص اظافر ايران مهما كانت النتائج عدا نشوب حرب كاريثية تنتصر فيها ايران ، أومن دولة اسرائيل بشكل اساسي التي تنفخ نار الحرب ضد ايران المخيفة لها كحزب الله منذ سنوات وسنوات والتي تحتاج الى قوى غيرها لضرب ايران وحزب الله ، والذين همهم جميعا وبدرجة واحدة ولكن متفاوتة توجيه ضربة ما لإيران من علاجية الى مدمرة لإيران ولكن مدروسة ، للتخلص من تهديداتها عند البعض ، وللتخلص من وجودها نهائيا كنظام ودولة وفكر عند آخرين ، ولكل من هذه الاطراف اسبابه وخصوصياته ، او ان الرئيس الامريكي نفسه اعتمد على ذاته النرجسية ، المصاب بمرض المجد وحب النفط والمال والغاز باتخاذ قرار الهجوم ، دون دراسة تفضيلية للخيارات الأمريكية بشكل جيد ، او شطبت من حساباتها بان ردا ما ستقوم به ايران حسب المعطيات المقدمة لها من التضليل الاعلامي والاستخباري غير الذاتي ، او استبعدت قوته رغم حتميته ، لأنها اعلنت صراحة أن أمريكا ومصالحها بعد عملية قتل سليماني أصبحت أكثر أمنا. 

ايران قد تكون بعد مقتل سليماني وتحد كبريائها الوطني والقومي مجبرة او مكرهة للرد القوي ، او يكون قد اتاها الفرج من ترامب نفسه نتيجة لهذا الخطأ الاستراتيجي الامريكي الكبير للدخول بحرب مفتوحة مع امريكا وهو الأرجح ، حيث المتوقع ان يكون الرد ايرانيا قويا ومباشرا منها مباشرة على القواعد والمصالح الامريكية مباشرة ، يتلوه ربما تزامنا او لاحقا ردا كبيرا من كل المحور الايراني المستعد للمواجه للخلاص من التعب الامريكي المذل ، ومن النصب الاسرائيلي المزعج ، وذلك حال قيام امريكيا بالرد على الرد. 

ايران وحسب كل المعطيات المتوفرة حددت كخيارات للقصف عدد من القواعد الامريكية بالمنطقة يزيد عن ثلاثين موقعا داخل العراق وشرق الخليج وافغانستان ومن بينها عدد من البوارج وحاملات الطائرات الامريكية بالخليج ، وهو الرد المجنون الذي سيحتم ردا امريكيا موازيا أكثر حمقا من عملية قتلها سليماني ، حال سقوط قتلى امريكيين والمتوقع ان يكون عددهم كبيرا نظرا لقوة الضربة المتوقعة واماكنها ، وهو ما تحاول امريكا تجنبه ، وتعمل بكل طاقتها على ترجي ايران ان لا تفعلها بطرق غير مباشرة ، خوفا على مصالحها المهددة فعلا بعد مقتل سليماني ، وعلى حليفها الاستراتيجي الوحيد المخلصة له بالمنطقة دولة اسرائيل ، التي هي الوحيدة حال نشوب حرب مدمرة ستكون بالتأكيد من ستدفع الثمن الوجودي لها.
 
اما ان لم ترد ايران وهو بحكم المستحيل وفق كل المعطيات التحليلية وعمليات التقييم للآثار السلبية لسياسة الخنق الاقتصادي الأمريكية الواقع عليها ، فإنها ستخسر كل معاركها الداخلية مع المعارضة المدعومة غربيا وخليجيا الناقمة على النظام والراغبة بالحكم والخلاص ، ومع شعبها الراغب والمنادي بالانتقام ، والخارجية مع امريكا المجدولة جيدا خططها تجاه النظام وحلفائه ، ومع بعض الغرب الخليجيين الحالمين بيوم يصحون به باكرا لا يجدون ايران على الخارطة العالمية ، ومع سنة العراق الذين لا يخفون انتظارهم يوما ينتقمون به لمشاركة الشيعة بإسقاط نظام صدام حسين واعدامه بأيديهم ، إضافة لأفعال الحشد الشعبي برجالهم تحت تهمة ارهاب وارهابيين. 

أما أخطر ما قد تواجهه إيران إن لم ترد فإن عقد ما يسمى بحلف المقاومة سينفرط ، مما يعني انهاء او انتهاء وجود كل ما يسمى أذرعها المقاومة في المنطقة وبأولهم حزب الله الذي ايضا يعاني من خصوم داخليين في لبنان ومن أعداء خارجيين أقواهم امريكا واسرائيل ، لذا وحسب كل المعطيات سيكون الرد قويا وقاسيا يلحق الاذى بالقواعد والمصالح الامريكية في المنطقة لإجبار أمريكا على الرد ، لان الرد البسيط والمحدود كما تترجى امريكا وتتوسط له قطر وغيرها سيكون كعدمه ، ويصب بصالح امريكا وحلفائها ، وستخرج ايران من هذه المشكلة اكثر ضعفا ومنهزمة ، أو مهزومة للابد. 

Alqaisi_jothor2015@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات