نحتاجُ لمطبخٍ اجتماعي لا سياسي .. !!


قد يكون للتحركات السياسية التي تطبخ في صالونات الأحزاب ، دوراً هاماً في تنامي الحراك السياسي داخل الدول ، والذي من الممكن أن يعمل على تنمية دول بذاتها ، واحتمالية احتراق هذا " الطبخ " واردة أيضاً ، رغم المهارة التي امتاز بها " طباخيها " وممارستهم الطويلة في تجهيز المقادير التي اعتادت عليها " سُفرتهم الواجبة التحضير " في لقائاتهم النقاشية أو التصالحية ..!!
قد تكون أفكار هذه الأحزاب السياسية فيها نوع من التباين ، ولكن في أغلبها تنطوي تحت مفهوم " الفكر السياسي " ذات المفاهيم والمعتقدات التي أكل الدهرعليها وشرب ، أو " الفكر الجهوي " الذي لا يعرف من المفاهيم سوى واحدة هيّ " الوجاهة " والمباهاة بين الناس ، حيث أن أغلب راغبي الأحزاب السياسية من " الوصوليين " أو ذوي " الملائة المالية " ، لا يعنيهم سوى الوصول أو البحث عن منصبٍ جهوي أو رسمي في الدولة قد يتبوأوه من خلال انظمامهم لهذا الحزب أو ذاك ..!!
أعلم أن هذا قد يثير حفيظة البعض ممن ينتمون لهذه الأحزاب ، ولكن ، هناك أحزاب متعددة ونشطة على ساحتنا الأردنية ، ولكنها ورغم كل هذا التعدد النشط ، ورغم التقارب الفكري فيما بينها وتمرس منتسبيها في استخدام أدوات الطبخ السياسي ، إلاّ أنها لا زالت عاجزة أو " غير مكترثة " إلى التعرف على أدوات الطبخ " الاجتماعي " ، الذي يعنى بهموم المواطن ويعالج الضغوطات التي تقع على كاهلة نتيجة الكثير من المتغيرات ، ولا يجد من يدافع عنه أو يخفف عنه وطأة التراكمات المالية والمعيشية التي أصبحت لا تطاق ، وغير قادرٍ على الوفاء بها ..!!
والملاحظ أن نشاط غالبية هذه الأحزاب أو أعضائها لا نراه أو نلمسه إلاّ في أوقاتٍ يكونون فيها بأشد الحاجة إلى الظهور والتواجد بين المواطنين ، والانتخابات النيابية مثالاً حيّاً على ذلك الآن ، فتبادل الزيارات والاجتماعات والخدمات أصبحت على أوّجها ، تجدهم أصحاب " نكتةٍ وبسمة " ويسمعون من المواطن بأذانٍ صاغية وعينٌ ثاقبة لما وراء اللسان ، وبأساليب عِلمِ نفسٍ اصبحوا قادرين عليها ، يعلمون من خلالها مدى جديّة النقاش مع الناخب من عدمها ، ويأخذونها على محمل من الجد وتقييمها ، لتقديم ما يحتاجه من أجل " اصوات انتخابية " تنفعهم فيما هم بحاجة له ومقدمين عليه ..!!
أيستحق " فعل الخير " للمواطن كل هذه " الدهاليز " ،؟ وحينما يصبح المرشحون نواباً و " تكثر مشاغلهم " يصدّون أبوابهم في وجه ناخبيهم ،؟ ويغيبون عن الأنظار ،؟ وتغلق هواتفهم أو يستبدولونها كلما شاعت بين الناس ليأتوا بغيرها ،؟ وتناسوا " المرشحين " جوّلاتهم المكوكية بين الحواري والقرى والأرياف ، والوعود التي قدموها لأهليها من أجل " صوتٍ " قد يكون هو الذي أوصلهم لسدة البرلمان ..؟؟!!
لقد وصل الوضع الاقتصادي المتردي في مجتمعنا مرحلة الغليان ، تائهاً بين ضروريات الحياة وكمالياتها ، وأصبح أكثر تعقيداً على ذوو الدخل المحدود ، وأشد ألماً وبؤساً على ذوو الدخل المعدوم ، وكلاهما أصبح " كالغريق الذي يتعلق بقشة " ، فكلما جائهم أحد " المرشحين " ويستأثر حاجتهم بالوعود التي لها أول وليس لها آخر ، يتعلقون به خوفاً من الغرق ، وتجد علامات التهليل والترحيب تظهر على جباههم ، ويكبر فيهم الأمل بالإنفراج لوضعهم الذي سئموا العيش فيه ، وما أن يكبر الأمل وينتهي بانتهاء مرحلة الانتخابات والوعود التي لم تكن سوى أضغاث أحلام عاشوها لبرهةٍ من وقتهم المهدور .. ليعودوا إلى سباتهم من جديد ، علّ الفرج يرحمهم به الله من عنده ، لأنه سبحانه القادر على كل شئ . !!
لقد سَئِمَتْ هذه الفئة من الناس ونحن وإياهم على قلبٍ سواء ، كل الأحزاب ، بكل مسمياتها ، وأهدافها التي لا تعنينا أو تعتني بنا ، وسنبحث عن حزبٍ أجندته ليس بها سوى حالنا نحن ، وذات هدفٍ واحد يحاكي آلامنا وينشد عن مكمنها فينا ، ويسعى إلى ترياقها بكل أمانة واخلاص .. وينال شرف لقبها " بحزب الفقر والجوع " الإجتماعي لا السياسي ..!!

akoursalem@yahoo.com




تعليقات القراء

ابو انس الخالدي
أخ منك يا العكور بتضرب على الوتر الحساس دايما ، زهقنا طنطنات هالمسؤولين ،شو عملولنا صارت كيلو البندورة نيره ونص ما حدا عامل اشي وبقولوا دودة مخربيتها ، طيب عمرها البندورة ما وصل سعرها حتى وقت الشدة ، لكن في حيتان بدهم يستغوا ثمرة مزارعهم وملينوا بيوم وليلة لكن بقول الله لا يوفقهم حرمونا صحن السلطة .
29-09-2010 08:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات