الا البندورة يا رئيس الوزراء فنحن لا نستطيع مقاطعتها ..


في عهد دولة معروف البخيت مقالا أناشد به حماية البندورة وطالبت مستغيثاً الحكومة بمقال " إلا البندورة يا رئيس الوزراء" بصفتها احتياط هام واستراتيجي لبطون الفقراء ومنقذ لأفواههم وعدنا الكرة في عهد نادر الذهبي، و ها نحن في عهد الفراعي الثالث نعيش نفس الازمة ...
ففي الأسابيع الأخير وبعد خروجنا من أزمة الخيار ارتفعت أسعار البندورة ..وبصراحة هذه لم تكن على البال ولا على الخاطر أن يأتي الرفع من صحن السلطة فقد استعدينا لرفع الكهرباء والنفط وحتى وسادة النوم توقعنا رفعنا حتى تكسر رقابنا ولكن أن يصل للبندورة والله حرام فماذا سنأكل يا رئيس الوزراء وأرجوك لا تقول لي مثلما قالت ماري انطوانيت اذهبوا وكلوا فاح لبناني .
لم نعد نطمع بالمنسف ولا في الممقلوبة ولا في أي أكلة وطنية أو تراثية نريد قلاية البندورة فقط، تخيل التواضع دولة الرئيس.... فببعد أن وصل سعر كيلو البندورة إلى سعر خيالي ،لا يوصف ! و زاد عن من الدينار وأنا هنا أتحدث عن ثمن الكيلو وليس" البكسة" ، ولم أعتقد يوما أن البندورة قد تخون الفقراء وتتخلى عنهم ، وإذا أصبح كيلو اللحم صعب المنال وتقطيع دجاجة داخل المطبخ لعرضها على طنجرة المقلوبة لا يتحقق سوى يوم الجمعة ، فماذا سيأكل المواطن باقي الأسبوع ،فيبدو أن وجبة " مشي حالك" صارت أيضا مكلفة جداً ، فوجبة مكونة من علبة طن مع كيلو خيار أبهظ ثمنا من طبخة كاملة.
والمضحك أن ثمن كيلوا التفاح يماثل نظيره من البندورة أي أن سلطة الفواكه صارت مثل سلطة المقلوبة سعراً. واذا كان الجيل الشاب قد يستعين بصلة البندورة "مية البندورة" مثلا للمعكرونة ولكن هل ينفع هذا لصحن سلطة ..
البندورة يا حكومتي هي الخط الأحمر الذي لن نتحمل تجاوز سعرها، ارفعوا سعر ما تشاءون أجعلوا من سعر الموز الصومالي عشرة دنانير والتفاح الأمريكي عشرين، والبرتقال الفرنسي خمسين، والكاشو والفستق الحلبي مائة دينار ، ولكن البندورة لا.. فهي آخر معاقل الخضار التي يأوي إليها الفقراء الذين يُحملون على سيارة الإسعاف عندما يُشاهدون ثمن كيلوا اللحم البلدي ، خذوا كل أنواع اللحوم واطبخوا منها "ستيك أو شاورما هامبرجر و صاروخ زنجر وكل هذه الاسماء التي نقراها في إعلانات مطاعم عمان الغربية التي تاتينا عبر جيدة الغد، تفننوا في أسماء ساندويتشات اللحم التي لا أعرف منها سوى اسمها . أنتم أحراراً فالفقراء تنازلوا لكم عن كل ما يسبب الكولسترول ولن يكلفوكم أي عملية تسبب قسطرة ، هاهم يستمعون لنصائحكم الصحية ،ولكن اتركوا لهم البندورة .
البندورة هي لون سيارة الإطفاء وثياب أهل السجون المنساقون إلى الإعدام إنها حقاً الخط الأحمر الذي يجعل من الأم تشاهد حمودة يأكل حبة فلافل جافة من دون حلقة بندورة لتمكنه من أن "يمزطها بسهولة" ماذا سيأكل الفقراء أو وزير الزراعة ؟. إن حرمتهم الكهرباء هل تصدريها لزيادة ربح أصحاب المزارع أهم من تصديرها لبطوننا ولا أريد أن اخبر المواطنين من هم كبار تجار مزارع البندورة.
البندورة للفقراء ليست للصلصة وليست للصوص أي ليست ترفا يجعل من دجاجة قادمة من محل "أبو المعاطي " مروراً بالتتبيلة حتى خروجها من الفرن حسب مواصفات المرحوم تشكن تكا .صدقوني لم نستعملها ويما حلقات لتجميل جاجة او لحمة مشوي فنحن "نزلطها زلط"..
البندورة هي البديل عن الشاي- بعد غلاء الغاز والسكر- لساندويش الفلافل، إنها العامل المساعد لصحن الحمص الذي يُقسم ألف يمين أن لا يغادر وجبة الإفطار عد الطفرانيين.
الفقراء ينوعون على وجبات الطعام مثلكم يا معاليك وسعادتك ولكن تشكيلة الفقراء وقعت على شراكة استراتيجية مع البندورة أي اليوم الأول قلاية بندورة -كانت قبل عشر سنوات تحوي على لحمة مفرومة - وفي اليوم الثاني يطبخونها مع البيض واليوم الثالث بندورة مع بصل .... وهكذا تستمر القصة مع البندورة حتى يسحب الله أرواحهم الحمراء –من البندورة طبعا –.حتى البطاطا صارت أغلى من فاكهة "الكييوي " فماذا يأكلون سردين؟ فهو بحاجة للبندورة! بيض مقلي؟ بحاجة أيضا لبندورة !قلاية بندورة ايضا بحاجة لبندورة لو كانت تظهى بزيت وحده لطهيناها .فأرجوكم نحن لسنا معنيون حاليا في النقط الأردني مثلما معنيين باحتياط البندورة في غورنا الحبيب ، فهل يعقل أن نظل على الخبز "الحاف" ونوم اللحاف ؟ تدخل يا رئيس الوزراء فنحن لا نستطيع مقاطعة البندورة ..
Omar_shaheen78@yahoo.com



تعليقات القراء

محمد الخوالده - العقبه
يسلم ثمك على هذه المقالة وانا اعتبرها برقية عزاء لكل واحد فينا فقد حبة البندورة من مأدبته التي كانت لا تراوح مكانها وكانت تسد رمقه وجوعه بعد ان فقد انواع كثيرة من الخضار ولكن المواطن ماذا سيقول الى ابنائه عندما يسألونه عن لون حبة (البندورة ) بعد ان فقدوها لمدة شهر لغاية الان والحبل على الجرار 000 ارحمونا يامن تملكون قوت يوما واياكم والبندورة فوالله هناك الكثير ممن يعتاش عليها ولا يوجد غيرها ارحمونا 000000
29-09-2010 12:21 PM
Please tell us
"ولا أريد أن اخبر المواطنين من هم كبار تجار مزارع البندورة"
29-09-2010 01:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات