إلى كل مسؤول .. احذر الطبقة العازلة والبطانة الفاسدة


يعلم الجميع انه حينما يكسل المسؤول عن التفكير الدقيق يقبل كل وشاية فيكون المخلصين من أعوانه الهدف والضحايا وكلما كثرت الشخصيات الضعيفة في سدة الوظائف شاعت الدسائس وتفشت النميمة.

وسوف يصلح حال الوطن والناس لو نجحت الحكومات والدولة في تفكيك شبكة البطانة الفاسدة لكل رئيس حكومة ووزير ومحافظ ورئيس بلدية ومدير يتربع على عرش الوظيفة العامة أولائك العوالق الذين يشكلون طبقة عازلة تمنع وصول صوت المظلوم والمخنوق من شكوى الألم والاستغاثة وتحجب الحرارة والضوء عن أماكن الخلل والإهمال والاستغلال في العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية والدوائر العامة.

هم أصحاب القرار والمسيطرون على الإحداث يكذبون على المسؤول ويقلبون الحقائق يتسلحون بقوة الباطل وقول الزور ويحبسون تظلمات وأوجاع الناس في إدراجهم المغلقة إلى نسيان طويل.

وهم المتسلقون على الجراحات والعذابات اليومية للمراجعين البائسين الذين لا يجدون منهم غير نظرات الازدراء ولا يسمعون إلا كلمات التحقير والصدود والجحود وهم بهلوانات بلا مواهب ترقص على خشبة الاستعراض الوظيفي إرضاء لولي النعمة صاحب العطايا يحققون شهرتهم بالتملق والذل والهوان والأساليب الرخيصة وغير الشريفة ويثبتون كراسيهم بالباطل والوشايات وتحطيم الشرفاء يصلون إلى قلب المسؤول بسرعة البرق والريح عبر مجموعة الخدمات الجانبية والهدايا الشخصية والزيارات العائلية وسبل الرياء الفاحش والمديح الضخم والثناء المهول.

أساليبهم دنيئة وضمائرهم ميتة ودواخلهم عفنة يلتصقون بمكاسبهم ومصالحهم كعلقة تمتص دم جيفة والوطن عندهم وسيلة لغاية حقيرة والمواطنة ذريعة لشهوة عابرة والمصلحة العامة شعارهم ووظيفتهم ومركز استثمارهم وفرصتهم ومعركتهم لتحقيق المغانم وتوزيعها على المحاسيب والأزلام والأقارب وزيادة الأملاك والأرصدة للأبناء والزوجات، يصفقون لكل قادم وجديد ويلقون أحذيتهم خلف كل راحل ويلصقون به التهم والأباطيل والراويات الشائنة.

هم الذين يسدون بظلام قلوبهم وأنانيتهم الطريق أمام أصحاب الكفاءات والمؤهلين ويحاربون الشرفاء العاملين والمخلصين يكتبون التقارير السرية بمداد الكفر وحروف الزندقة وكلمات النجاسة بحق أقرانهم المبدعين ويشعلون هواتفهم بحرارة ضمائرهم المسكونة بالكراهية والأحقاد ليحاصروا أهل العزم والهمة.

يحبسون المسؤول في دائرة مغلقة وركن ضيق ويزرعون في وعيه الشكوك والتخوف وعدم الثقة بالآخرين ليكونوا عينه التي لا ترى الحق وسوطه الذي يجلد كل ناقد أو منتقد لسطوتهم ونفوذهم بعدما أصبحوا يد المسؤول التي تبطش بالعزل والنقل والتهميش والتجميد لكل منافس وصاحب حق.

إنهم طفيليات بشرية تنموا في بيئة المسؤول الجاهل والفاسد الذي يفتح إذنيه ويغلق ععقله ويعطل تفكيره وهم كثيرون في هذا الزمان المتعفن بأشباه الرجال وأنصاف البشر.

كيف لا وهم الذين يفتحون للمساكين أصحاب الحاجة والبلاء نوافذ المصائب والأزمات ويغلقون عليهم أبواب الأمل والحياة كروشهم بكل ما حرم الله منتفخة وأوداجهم عريضة بالسطوة والسرقة والظلم " هم شلة المسؤول وعصابته " قلوبهم معتمة يضعون العقبات أمام قطار الإصلاح والتحديث والتقدم لتبقى مصالحهم منتجة وابتزازهم مستمر للعباد والبلاد.

ونحن نعلم جيدا ليس السارق من يسرق المال فقط وليس الزاني من يطأ امرأة غير حلاله هؤلاء سارقون تحت حماية أسيادهم وزناة بمباركة ولي أمرهم يزيفون الوعي والواقع ويكرهون الانجازات وهم عملة صعبة في جيب المسؤول لقد نشروا سمومهم في جميع الاتجاهات ونصبوا شباكهم في كل طريق لكل مخلص ومتفان ومجتهد لا يملك مقومات النفاق والنميمة والرياء والكذب وتعظيم مواقف البطولة والشجاعة الفريدة لرئيسه حتى لو قتل ذبابة وهو يرتجف.

الوظيفة العامة عندنا هرم مقلوب في أغلب المراحل القاعدة النفعية في الأعلى والقمة المنتجة في الأسفل وأصحاب الرأي والمشورة والخبرة والكفاءة العلمية والعملية والمكانة الإدارية يعيشون على فتات ما يتركه المتسلقين والمنافقين.

الكثير من الموظفين بحكم مكائدهم أضحوا غرباء عن مواقعهم في دوائرهم محاربون وغير مرغوب فيهم وهم يرقبون رؤسائهم تتمزق أشداقهم إعجابا بسخافات وتفاهت زمرتهم ولو جاءهم غير ( ملة الرياء والنفاق ) بالحق المبين والصدق الأكيد لرفضوه وتجهمت وجوههم واصفرت.

هذه الطبقة العازلة والبطانة الفاسدة قد تجدها جماعات أو أفراد وقد تتجسد في شخص واحد مقرب من قلب رئيسه بيده مفاتيح الجنة وصكوك الغفران يرمي الآخرين إلى جهنم والسعير ورئيسه يراقب الحال وإذنه لا تسمع وعينه تغض الطرف.

أخيرا هنالك حكمة تقول:

إذا وجدت بطانة فاسدة في أي وزارة أو دائرة أو بلدية أو مؤسسة عامة أو خاصة تتحكم في مقاليد الأمور دون حسيب ولا رقيب فتأكد أن خلفها رئيس وزراء أو وزير أو رئيسا أو مديرا يطأطئ رأسه كونه منتفعا أو شريكا في هذه الجريمة فتأمل يرعاك الله هل بهذا نتقدم ونرتقي والرويبضة يقود المسيرة؟؟.

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات