احياء رسالة عمان


بالتزامن مع الإعلان عن قيام دائرة المخابرات الأردنية العامة بإحباط مخطط ارهابي جديد لخلية إرهابية داعشية، أحيت وزارة الأوقاف رسالة عمان بعد ان كانت في طريقها الى الاندثار ، تلك الرسالة التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني العام 2004، واستبقت العالم بفكر ثاقب في التحذير من تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية قبل ظهورها. .

وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة افتتح أمس أعمال الدورة العلمية الدولية 41 لشرح مضامين الرسالة بمشاركة ممثلين من 22 دولة من مختلف دول العالم، مؤكدا أن الرسالة حذرت مما سيقع بعد ذلك من فتن، قبل أن تقع وقبل ان يقع بها العلماء والعوام، مشيرا إلى أن الأردن أخذ على عاتقه الدفاع عن الإسلام وبيان الصورة الصحيحة للإسلام..

جاءت مخرجات الرسالة زاخرة مقارنة بكثافة المدخلات وتعقيداتها ،وكانت بمجملها حكيمة ومتزنة عبرت عن اختيار البديل الآمن من بين زخم البدائل الفكرية المتلاطمة الأخرى، ورغم أن العالم لم يغتسل من درن الإرهاب إلا أن المخرجات قوبلت باهتمام عالمي كبير بغض النظر محاولات التنظيمات اليائسة للنهوض والتوسع من جديد.

ورغم ان الجرح في كف العالمين العربي والإسلامي بالدرجة الأولى الا ان الرسالة قدمت حل شمولي للمعاناة من الإرهاب، وثمة رغبة اردنية حقيقية للتخلص من الأرق والصداع العالمي الذي يستهدف كل حين شل تفاصيل الحياة.

بكل اسف كدنا ننسى مضامين الرسالة لولا مؤتمر الامس نتيجة الفتور الذي أصاب المؤسسات المعنية ،ولذلك كانت النتائج متواضعة ولم تلب الحد الأدنى من الطموحات والتوقعات التي كنا نأمل تحقيقها .

لقد كشف الإعلان عن الخلية الإرهابية الجديدة واستهدافها مبنى مخابرات معان، الى جانب استهداف دوريات تابعة للأمن العام وقوات الدرك ،عن صحوة خلايا نائمة ،الامر الذي يستوجب تفعيل الرسالة، وتجذيرها لتنعكس على فهم وادراك تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تتسق مع الفطرة ،وتقويم السلوك والامساك ببوصلة المصلحة الوطنية ،لتعم مفاهيم الاعتدال كل فئات المجتمع ،وتزيل حالة تحريض البسطاء للخوض مع الخائضين، والقذف بهم في مهب ريح التطرف والانحراف ،والتصدي لظاهرة المحاولات الانقلابية في القيم الأخلاقية التي انتجت الخلية الارهابية الجديدة ،او تشويه مفاهيم الإصلاح والتغيير التي تحركها أيادي أعداء يعملون في الظلام.

استقراء تاريخ الإرهاب يشير الى ان خلية معان ليست خلية منفردة وربما تكون واحدة من التهديدات التي يشكلها الإرهاب على الأردن حاليا .فوفقا لبعض الدراسات السابقة الصادرة عن دائرة الأبحاث في الكونغرس الأميركي، يقدر عدد المقاتلين الأردنيين الذين انضموا لتنظيم "داعش" في كل من سوريا، والعراق، وليبيا، وبعض المواقع الأخرى، منذ عام 2011 بنحو أربعة آلاف مقاتل. ويمثل-احتمال- عودة هؤلاء أو بعضهم مشكلة كبيرة بالنسبة للأردن..

ومع هذا نجد وبكل اسف ان الإستراتيجية الوطنية لمواجهة التطرف العنيف" عام 2014. قد تم وأدها مبكرا والتي تم نشر تفاصليها في الصحف المحلية الأردنية عام 2016م وقامت الحكومة بتشكيل لجنة قامت بوضع إطار مرجعي يتكون من ثلاثة محاور رئيسية هي المحور الثقافي الديني والمحور الديمقراطي ومحور حقوق الانسان..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات