جراسا -

نضال سلامة - تكفلت جميع القوانين والعهود المعمول بها في كل الدنيا بحق الإنسان في الضرورات الأساسية ، من مسكن وصحة وتعليم وغذاء ، وهذا للإنسان الطبيعي ، الذي لا يعاني من أمراض ، ولا يطارده شبح الفاقة ، لكنها شددت أكثر على توفير ذلك لمن يحرمه المرض من العمل.

كلنا يوقن ويعلم أن الإبتلاء بمرض السرطان الخبيث ، قدر من الله تعالى ، ليس للإنسان يد به ، لكن حرمان من يصاب به من حق الإسكان ، والمماطلة بهذا الحق ، سيما أنه بات مهددا بالرمي على قارعة الطريق ومعه أطفاله ، فهذا ربما يرتقي لمستوى الإجرام بحق إنسان أردني ابتلي بهذا الداء ، وأكملت الفاقة معه هذا المشوار .

أحمد عدي ، ابتلي بهذا المرض ، وتم اكتشافه من قبل مستشفى الجامعة الأردنية ، التي حولته قبل عام الى مركز الحسين للسرطان ، وتبين أنه مصاب بمرض السرطان الخبيث في الكلية اليمنى ، وعلى إثره استئصلت منه ، ولكنه انتشر بجسده ، ووصل الى الرئة اليسار ، التي أيضا استئصل جزء منها ، وبات يعيش على جهاز تنفس صناعي مخصص لهذه الغاية.

أحمد ، شافاه الله وعافاه ، وجراء مرضه لا يستطيع العمل ، ويتقاضى راتبا من المعونة الوطنية قدره 182 دينارا ، يذهب منهم 120 دينارا إيجارا للمنزل الذي يقطن به في منطقة الصبيحي ، فكم يتبقى منه له ولأطفاله ، أو لسائر احتياجاته من مأكل ومشرب وأدوية ...

صاحبة المنزل الذي يقطن به وجهت له طلبا بإخلاء المنزل ، كما أوضح أحمد خلال اتصاله مع "جراسا" ، علما أنه تقدم بطلب الحصول على سكن الى وزارة التنمية الاجتماعية ، والتي تمنح المساكن للفقراء والمرضى وذوي الاحتياجات ، لكن الوزارة تماطله منذ سنة ونصف ، وهو الان بين ليلة وضحاها ربما يكون على قارعة الطريق ، بمرضه ، وعدته وعتاده وأسرته .

نضع هذه القضية أمام وزارة التنمية الإجتماعية ، والخيرين في وطننا ، مذكرين بأن " الإنسان أغلى ما نملك".

"جراسا" تحتفظ بالمعلومات الخاصة عن أحمد لمن يرغب بالمساعدة والتدخل من المعنيين.