معالي وزير التربية .. إليك يشكو الطالب ينال سوء الحال


استوقفتني عدة مشاهد خاطبني بها بعض الزملاء وهي تتعلق بالمقالات السابقة التي كانت تبرز بعض السلبيات التي تحيط بوزارة التربية والتعليم ، و قدموا إلي النصيحة بوقف الكتابة في هذا الأمر لأنهم يرون في إمكانية التغيير ضرباً من المستحيلات ، لذلك لا نفع من النقد والمطالبة ، ورغم عدم إقتناعي بهذه الفكرة ، إلا أنني حاولت ان أتلقف لقلمي في هذا الأسبوع إجازة من النقد الموجه ، لأترك المجال لأحد الطلبة في مدارسنا للحديث عن رأيه بالتعليم وجودته ورؤيته للميدان التربوي ، مع العلم أن هذا الطالب متفوق جداً ويكاد يكون مستقبلاً من ذوي المراكز المتقدمة إن بقي على ما هو به من ذكاء وفطنة ، إلا أن الخشية تغمرني وغيري أن يفقد هذا الطالب ثقته بالعلم وادواته في ظل رفضه للحال التربوي الذي هو عليه في المدرسة ، وأؤكد لكم أن كلمات هذا الطالب لم تملى عليه من أحد بل كانت نابعة من ذاته وواقعه الذي يعيشه ، وأترك لكم الأن حديث الطالب ينال المحضي الذي عنونه تحت مسمى ( جولة في مدرستي ) وبلغته الخاصة التي خضعت للتعديل الإملائي فقط .


أنا ينال وأنا في الصف السادس (أ) في مدرسة أسد بن الفرات الفترة الثانية و كل ما أتمناه يا سادتي أن تكون مدرستي بالفعل بيتي الثاني و أن أحصل على تعليمي بشكل يؤهلني و يجعلني قادراً على مواجهة الغد بقوة و أمل.
يا سادتي... سآخذ كم الآن في جولة في مدرستي و سأبدأ بأساتذتي الأفاضل الذين يقدمون كل ما يستطيعون للطلاب رغم ما يعانون من ظروف قاهرة مؤلمة فهل يعقل أن تكون مدرستي بلا غرفة للمعلمين يســـتطيعون فيها أن يرتاحوا و يعيدوا شحن أنفسهم لمتابعة أعمالهم ، فما هو موجود في مدرستي يمكن أن يسمى أي شيء غير غرفة معلمين ... وضعها غير جميل و ننطلق يا سادتي إلى المكتبة ....
عذراً يا سادتي فلا يوجد مكتبة في مدرستي ... ربما تسألون أيعقل أن تكون مدرسة بلا مكتبة؟ هذه هي مدرستي. و لننطلق يا سادتي إلى المختبر معذرةً هو موجود لكن بابه مغلق باستمرار لم ندخله ولو مرة واحدة أتمنى يا سادتي أن أدخل المختبر...
و إليكم يا سادتي غرفنا الصفية ، هي صغيرة .. لا يهم .. وغير مدهونة .. لا يهم .. لا إضاءة .. لا يهم .. و لوح ترى فيه كل أنواع و أشكال الحفر و التضاريس .. لا يهم .. لكن أيعقل يا سادتي أن تكون غرفتي الصفية بلا دروج نظيفة آمنة يمكن للإنسان أن يجلس عليها، وأيضا عن عدم وجود طاولة أو حتى كرسي لمعلمي الفاضل .
وأما ما يسمى بدورة المياه فأنا لا أعرفها و لا أجرؤ على الاقتراب منها لأنني سمعت من إخواني الطلبة أنها قذرة جداً و ذات أبواب مهلهلة لا فائدة منها و هي بلا مياه ...
و بذكر المياه فان خزانات مياه المدرسة قد عفى عليها الزمن وأصبحت غير صالحة للاستهلاك البشري ... و هذه ساحة مدرستي ، هي صغيرة و ذات حفر، ولا أشجار فيها ، وليس فيها مكان نختبئ فيه من حر شمس أو قطرة مطر ورغم ذلك أنا سعيد بها و ألعب فيها مع أصدقائي و نلهوا و نمرح و هي متنفسنا. و في نهاية جولتنا و أنا أودعكم سادتي المحترمين أرجوا أن لا تنزعجوا من منظر الحاوية الملاصق لسور مدرستي و ألا تشمئزّوا من هذه الرائحة ، فهل يعقل يا سادتي ونحن في عام 2010 أن يستدل على المدرسة بأنها قرب الحاوية ...!! معذرة يا سادتي ، فانا لا أقصد الاساءة و لكنني أتساءل بكل الطفولة التي نختزنها نحن الطلبة ، ألا يمكن أن يوجد مكان آخر لهذه الحاوية بعيد عنا و عن أساتذتنا و عن مدرستنا و عن دراستنا و عن ألعابنا و عن مستقبلنا ...!!! أشكرك معالي الوزير إن قرأت رسالتي ... وعذراً إن أغاضت غيرك ... ولكنها الحقيقة .

ينال المحضي



تعليقات القراء

نزيه الحامد
بدأ عام دراسي جديد على وقع تحديات متعددة وهاهي التنهدات والحسرة بين صفوف الكثير من افراد المجتمع او حتى التربويين تتزايد فبعد أن كان وطننا الحبيب في مقدمة الدول التي تتباهى في مخرجات التعليم صارت بعض الدول لاتحب أن تكتسب خبرة من رعايانا لضعف المخرجات فأين تقف وزارة التربية من مجموعة التحديات التالية وما هو دورها في معالجتها:

1- اكتظاظ اعداد الطلاب في الصف الواحد حيث تتجاوز اعداد بعض الشعب خمسين طالبا وهو نذير خطر يدركه أي تربوي وما أدري لماذا نبقى نفتخر بالتخلص من دوام مدارس الفترتين إذا كانت مأساة أعداد الطلاب في الصف الواحد تصل لهذا الحد .

2- تداول التعليم بشكل رتيب فمثلا قضية الوسائل التعليمية في الصف شبه ندرة واللوح التقليدي مازال مع طباشيره يمكث في الصف فلم لانغير لوح الصف بألواح الكترونية أو حتى ألواح لايكتب عليها إلا بالخطاط بدلا من الطباشير وهذا فقط مثال .

3- الاهتمام بالمعلم بكل مامن شأنه أن يرفع معنوياته فما أدري لماذا تخلو غرف كثير من المدارس من كراسي ليجلس عليها المعلم أو حتى طاولة ليرتاح عليها أو حتى عدم توفير ادارات كثير من المدارس القرطاسية للمعلم التي يحتاجها حتى يعلم فترى إدارة المدرسة تلقي دفتر التحضير على المعلم وعليه هو أن يقوم بكل أعماله دون مساعدة عينية من إدارة المدرسة .

4- تحويل المعلم إلى كاتب فمثلا نحن نتبنى فلسفة المدرسة البنائية في التعليم ونقيد المعلم بدفتر للتحضير ومن لايحضر لايدرس هكذا يقال والواقع خلاف ذلك اذ ان دفتر التحضير عائق في تقدم مسيرة كل معلم يسير مع فلسفة المدرسة البنائية.

5- تقييد المعلم داخل المدرسة بعدم الانصراف حتى لو أنهى حصصه وهو يشكل خلافا شبه دائم بين المعلم والادارة في المدرسة فلم لانعامل المعلم كدكتور الجامعة ينهي حصته فيغادر.

6- عدم التوازن قي التعامل بين طالب ومعلم فهل يعقل أن يأخذ المعلم مربي الأجيال كل العقوبات المقررة من وزارة التربية دون أن يراجع ذلك أحد في حين أن الطالب في المدرسة لا توقع عليه أي عقوبة حتى لو فعل أفعالا شيطانية وعند وقوع العقوبة عليه تجد من يتواسط ليخفف العقوبة عنه من التربية أكثر من المجتمع المحلي يعني معادلة غير متوازنة بتاتا
آمل أن يتفهم وزيرنا بعض مطالبي وكل تربوي يتفهم هذه المطالب ويعي ماأٌقول يدرك غيرتي على وطننا الاردن .
26-09-2010 09:32 PM
عادي حبيبي
مدرسة هبة الله مدرسة خاصة للصف السادس قاااااااااااااال شو خاصة معلماتها دبلوم بدون خبرة وحمامها مفتوح في الهواء الطلق للبنات والشباب ولا يوجد نظافة والعقارب تسرح وتمرح وايام البرد الطالب بيعمل على حاله من البرد خوفا من الخروج للحمام في الجو البارد والمشكلة رسوم المدرسة غالية جدا ....... ما في مدارس محترمة وبعد الخبرة المدارس الحكومية افضل من الخاصة .
27-09-2010 02:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات