48 حزب قائم 16 تحت التأسيس 


اصبح من المعروف والمتعارف عليه عند الاردنيين ان فئة ما تبدع وتستغل ذكائها ومالها وجهدها في افتتاح مصلحة ما لتلقط رزقها , وما ان تنجح في عملها وتصبح جيبها مليئة وتخشخش بالقروش حتى نجد ان ذلك بدأ يتلاشى نتيجة التقليد الذكي احيانا والاعمى احيانا اخرى من الآخرين الذين يفتحون او ينشئون نفس المشروع ثم بعد فترة تجلس الغالبية وتضع يدها على خدها تشكو الكساد والبطالة واحيانا الديون , كيف ؟! 

حتى نهاية السبعينات تقريبا كنا نشتري حاجاتنا المنزلية من متجر يسمى الدكانة فجأة احدهم طورها واذا بها سوبر ماركت خذ بعدها ( سوبرماركتات ) بعد ذلك فتح باب الخليج للعمل نصف البلد سافرت والنصف الثاني حزم امتعته , الاحداث التي سأذكرها قد لا تكون بالترتيب او التسلسل الزمني من الصعب تأريخها , احدهم استورد ماكنة لتصوير الورق في مكتبته حتى اللحامين احضروا ماكنة تصوير , سيارات التكسي حدث ولا حرج اخرها التطبيقات الذكية , الصيدليات فبين كل صيدلية واخرى هناك صيدلية , محلات بيع الخلويات فبين كل محل و .. هناك اثنين... , محلات خدمة الانترنت حتى دخل شارع جامعة اليرموك موسوعة جينتس في عدد المحلات , اكشاك وبسطات الخضار , المولات في اربد هناك 5 مولات في اقل من 2 كم طولي ما عدا المتناثرة هنا وهناك , مكاتب العقارات والاسكان ,سيارات المرسيدس ويجب ان تكون لف لزوم الجخة , ثم هربش المانيا من سيارات ( الكادت ) والآن ( الكيا ) هربش كوريا , محلات الشاورما والحلويات والآن اضف الينا الاخوة السوريين على نفس المنوال شاورما وحلويات , البورصة وما ادراك ما البورصة , الصحف اليومية كلما يختلف صحفي مع رئيس تحرير واذا به اصدر جريدة , ثم الاسبوعية ويجب ان تكون فضائحية والا لا سوق لها ثم خرج الجميع من السوق ,المواقع الالكترونية اكثر من مائة موقع تم ترخيصه ورقم كبير لا اذكره تحت الترخيص او قد تم شطبه وكلما دق الكوز بين شركاء الموقع حتى تجد في اليوم الثاني التهاني والتبريكات تنهال بافتتاح موقعا جديدا , بيع القهوة على الشوارع والارصفة , ثم ( الكافيهات ), الفضائيات والبرامج الحوارية وعلى طريقة برنامج الاتجاه المعاكس والتنافس في شتم الحكومات ... واحد تسلل وراح على الصين وجاب حاوية اكسسوارات لقطوه وين انت يا الصين صاروا الاردنية في الصين يقولوا لبعض بل ( بتشديد البا ) ما أكثر الصينيين بهالبلد .... ,الحقيقة هناك الكثير الذي لا اذكره او من الصعب حصره هنا , ما ذكرت يدخل في باب التجارة واستجلاب الرزق فلا حرج والبقاء للأقوى في السوق ....وبالمناسبة والجدير بالذكر ازدياد عدد المستوزرين وطلاب النيابة والوظائف العليا اصابتهم العدوى لما لها من امتيازات كبيرة حتى قلت هيبتها واصبح حيطها واطي .....ولا ازيد .. 

موضوعنا هنا الاحزاب التي اصبحت مهنة من لا مهنة له والأمر لا يختلف عن ما ذكرنا أعلاه ,فما أن تشكل حزب والثاني حتى توالدت الاحزاب ( حرب تلد أخرى ) وما ان أعلنت الحكومة عن دعم الاحزاب ماليا وعينك ما تشوف الا الاحزاب فقد انشطرت الاحزاب ولم تكتفي بالتوالد ولم يعد عداد سرعة الانشطار ان يتابع عدد الاحزاب المنشطرة ... , فقد صرح قبل يومين وزير التنمية السياسية ان لدينا 48 حزب مرخص و16 تحت التأسيس وانا أقول 48 حزب قائم وليس عامل لأننا لا نرى كمواطنين اي عمل او جهد او تغيير في الحياة السياسية عندهم ولم ينعكس ذلك على مفهوم المواطنين للعمل الحزبي والعمل السياسي وكما تبدو اشبه بدكاكين ولكن تسمى احزاب والمفارقة ان الدكاكين تنتج تربح وتخسر من جيب صاحبها لكن هنا الاحزاب تصرف من جيبة الحكومة التي هي بالأصل جيبة المواطنين ولا نرى قمحا ولا شعيرا فعند كل مناسبة ما يصدر بيان يشجب ويستنكر او يهنئ ثم سبات صيفي او شتوي حتى المناسبة القادمة باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي . بودنا لو نعرف عدد الفعاليات التي قامت بها الاحزاب وانعكست ايجابا على حياة المواطنين ....

الحاصل ان كل مجموعة من كبار المتقاعدين من الدولة تأخذها الحماسة في بعض السهرات الطيبة ويقرروا تشكيل حزب في ساعة تجلي , لماذا ؟ لأن المصاريف على الحكومة بس ابعث فواتير والقاعدة تقول اللي بلاش كثر منه ويدفع المواطن ضرائب ( لبرستيج ) هؤلاء النخبة , والمواطن كما هو معروف ملطشه للتجار والحكومات وجيبته فاتحه مثل وكاله من غير بواب لكل من هب ودب , والجماعة يعتقدوا ان لهم حزبا سوف يكتسح البلد بالانتخابات القادمة بعد قراءة البيان التأسيسي والتقاط الصور واظهار اصحابها وفيها اسماء وازنة ويعتقدوا انه مجرد نشر صورهم واسمائهم في المؤتمر الصحفي مع الاحترام للجميع ان الحزب قد نجح , هنا لا أقلل من قيمة احد او اقلل احترامه فقط اذكر الاحداث ومجراها وعند الانتخابات النيابية النتيجة لم ينجح احد وعند تشكيل الحكومات لا ينجح احد الا من دعي له في ليلة قدر من قبل والديه .... 

اسمحوا لي ان أقول الى كل الاحزاب والحزبيين ومن ارادوا الوصول الى السلطة عن طريق الاحزاب لا بد لكم من اصوات الناخبين سكان القرى في الشمال والجنوب والتي ذكرها الكاتب معالي محمد داودية في مقاله بجريدة الدستور يوم الأحد 24 |11 عليكم زيارتها والجلوس مع اهلها وتتعرفوا عليهم وعلى مشاكلهم ومعاناتهم حتى تتاح لكم الفرصة للنجاح وبعكس ذلك فلا لا , المواطن بحاجة الى اناس يشبهونهم منهم وفيهم وكما قال البعض , ان تشكيل الاحزاب في عمان العاصمة مع الاحترام وافتتاح المقرات واصدار البيانات كما ذكرت لا تطعم خبزا عند المواطنين , فالمواطنين بحاجة الى برامج واقعية وخطط قابلة للتحقيق تنتج خبزا وصحة وتعليم مجاني او رخيصا في متناول اليد ومتناول دخل المواطن , فاذا تعذر ذلك نرجوكم اعضاء الاحزاب ثم نرجوكم اغلاق مقراتكم وتسليم مفاتيحها وايقاف ارسال الفواتير فالمواطن لم يعد يحتمل مزيدا من المصاريف وعلى الحكومة وضع سقف لعدد الاحزاب وتمويلها فمن اراد الشيخة والوجاهة فليمد يده الى جيبه لا الى جيب المواطن مع التمنيات للجميع بالتوفيق في النيابة والوزارة ولكن ليس على حساب جيب المواطن ونكون شاكرين للجميع حكومة واحزابا ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات