اعدام ابن الاكابر !!!


جراسا -

على باب عشماوي حكايات وقصص مثيرة دفعت بأصحابها الى ظلمة السجن‏..‏ بينهم قاتل مازال مشهد الدماء أمام عينيه‏.‏ وهناك من احترف النصب ويرى في سجنه المدرسة الحقيقية التي يتعلم فيها مهارات وخبــرات من سبقوه‏..‏ وآخرون دفعتهم ظروف قاسية للسقوط في براثن الإثم والجريمة‏..‏ بين هؤلاء وهؤلاء تأتي سطور وحكايات خلف القضبان نطرحها ونحللها حتى تكون نبراسا يهتدي به ضعاف النفوس ويتجنبوا السقوط في ظلمة المحبس لأنه في النهاية الجريمة لا تفيد‏!!‏

في الوقت الذي يحرص فيه كل أب على تربية ابنائه إلا أن الدلع المتزايد للأبناء تكون عواقبه دائما وخيمة حيث يترك الأب مسئولية تربية الأبناء على الأم بسبب انشغاله في عمله بينما الأم لاتتمكن من المتابعة وتكون النتيجة ان يصل الأمر بالأبناء الى مصادقة قرناء السوء الذين يدخلون به الى عالم الانحراف‏!‏

هذا بالفعل ماحدث مع أحمد فتحي الطالب المدلل الذي كان والده يشغل منصبا كبيرا وكانت والدته ربة منزل تنتمي الى اسرة ريفية محترمة حيث كانت توجد صلة قرابة بينها وبين زوجها حيث كانوا يعيشان في مركز ناصر محافظة بني سويف ولهم اقارب في قرية بني عدي التي تبعد قليلا عن المدينة ولكن الزيارات المتكررة للأبن الشاب الى أقاربه وابناء عمومته ـ على حد قوله ـ جعلته حاول التشبه بهم في أشياء كثيرة رغم أن شقيقه الاصغر متفوق دراسيا الا انه لم يتمكن من مواصلة تعليمه واكتفي بمؤهل متوسط فقط وكان كل أفراد الأسرة ينظرون اليه ويتطلعون أن يتمثل بوالده في نجاحاته‏..‏ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن‏..‏ وكانت والدة أحمد تطلب منه عدم التدخين بعد ان وصل به الحال الى تعاطي المخدرات خلسة دون علم والده ولكن دون جدوى وكان الأبن المدلل لايستمع لنصائح امه حتى تعرف على أحمد الفكهاني ـ الذي نشرنا قصته الأحد الماضي ـ وهو مسجل مخدرات وشروع في قتل والمحكوم عليه في نفس القضية بالاعدام أيضا‏..‏وذات يوم من عام‏2005‏ طلب منه مصاحبته في زيارة الى القاهرة للمشاركة في عرس لاحد أقاربه‏..‏فلم يقم التلميذ المدلل باخطار أحد من أسرته لانه كان في زيارة الي قرية بني عدي مسقط رأس والديه والتي يقطن بها صديقه الفكهاني‏..‏وما أن غابت الشمس حتي توجه الصديقان الى القاهرة‏..‏وبالتحديد في منطقة كوبري المرازيق حيث كانت الساعة قد وصلت إلي الثانية عشرة مساء نفس اليوم واثناء وجودهما بالمكان تصادف وجود أحد‏‏ الشباب الذي تبين فيما بعد انه مجند بقوات الأمن المركزي واستفسر الصديقان منه عن المواصلات التي يستقلانها حتى الوصول الى منشية ناصر‏..‏واستقل الثلاثة سيارة نقلتهم من غرب النيل الي شرق النيل اعلى كوبري المرازيق‏..‏ وأثناء السير قام أحمد باشعال سيجارة مخدرات‏..‏ مما أثار اعتراض المجند فطلب منه اطفاء السيجارة أو القاءها خارج السيارة فتشابكا بالأيدي الأمر الذي جعل السائق ينزلهما من السيارة حيث كانوا قد وصلوا الى البر الشرقي بعد كمين المرازيق حيث توهم السائق ان الثلاثة مع بعضهم‏..‏ولكن بعد نزولهم من السيارة نشبت المعركة بينهم مرة ثانية حيث لم يكن الصديقان في وعيهما بسبب تعاطيهما المخدرات وأمسكا بالمجند وتمكنا من سحبه الى أسفل الطريق حيث وصلا به الي داخل أحد المشاتل المجاورة للطريق‏..‏وقام الفكهاني بالامساك برقبة المجند من الخلف اثناء وقوفهما حيث لف ذراعه عليه وجلس به بقوة فكسر رقبته

حيث سقط جثة هامدة في الظلام الدامس وقاما بسرقة جهازه المحمول وحقيبته وتركاه وسط المشتل جثة هامدة واكملا رحلتهما للمشاركة في العرس حيث وصلا الساعة الثانية صباحا‏..‏وروى احمد الفكهاني ماحدث معهما لخالته التي كانت تقوم باحياء عرس ابنها‏..‏وبعد ان قدمت لهما العشاء نهرتهما وطلبت منهما عدم الحديث في هذا الأمر حيث لم يقولا لها ان المجني عليه لفظ انفاسه الأخيرة

وظل الصديقان يفكران في الأمر حتى طلوع شمس اليوم التالي‏..‏ واستقلا السيارات في طريق العودة إلى مركز ناصر ببني سويف‏,‏ فقام الفكهاني بإعطاء صديقه أحمد هاتف القتيل حتى يتصرف فيه ببيعه لأحد تجار الهواتف المحمولة بالمدينة‏..‏ وقاما باقتسام المبلغ معا‏...‏ ذهب كل منهما إلى منزل اسرته‏..‏ وقام الفكهاني بإبلاغ والده عن المشاجرة حيث لم يكن يعلم أن المجني عليه قد لفظ انفاسه الأخيرة وكان يظنان أنه اغمي عليه فقط‏..‏ حتى عثر صاحب المشتل في الصباح على جثة القتيل والذي تبين انه أحد أفراد قوات الأمن المركزي الذي كان في اجازته الاسبوعية خارجا من المعسكر متوجها إلى اسرته بعرب حلوان‏..‏ فتم ابلاغ اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة بالواقعة حيث أمر اللواء عبد الجواد أحمد عبد الجواد مدير مباحث العاصمة في ذلك الوقت وحكمدار أمن القاهرة الحالي بسرعة تكوين فريق بحث حيث تبين سرقة الهاتف المحمول من المجني عليه ومن خلال رقمه تم تتبع الجهاز عن طريق شركة المحمول‏..‏ وتوصل رجال مباحث القاهرة إلى تاجر الهواتف المحمولة ببني سويف الذي اعترف على الجانيين بأنهما هما اللذان قاما ببيعه له‏..‏ فتم إلقاء القبض على الفكهاني‏..‏ وبعد تضييق الخناق عليه اعترف على صديقه أحمد الطيار فكانت المفاجأة لأسرة التلميذ المدلل قاسية لاتهامه بالقتل والسرقة والاستدراج الذي وجهته النيابة لهما‏..‏ حيث قضت المحكمة باعدامهما شنقا‏..‏ وموافقة مفتي الجمهورية على اعدامهما في الجريمة التي ارتكباها بالمصادفة وتحت تأثير المخدرات

ومن أجل الوصول إلي الحقيقة في هذه الجريمة تم الاستئذان من اللواء حمدي عبد الكريم مساعد أول وزير الداخلية للاعلام والعلاقات بوزارة الداخلية حيث تم التنسيق بين اللواء عاطف شريف عبد السلام مساعد أول الوزير لقطاع السجون والعميد حاتم أبو زيد مدير الاعلام والعلاقات بقطاع السجون‏..‏ ويداخل مكتب المقدم أحمد باتع رئيس مباحث قطاع السجون وفي حضور العميد حمدي سليم مأمور سجن الاستئناف والعقيد نائب مأمور السجن قام النقيب أحمد فرج مسئول عنبر الاعدام بالحصول علي موافقة نزيل الاعدام لإجراء هذا الحوار تحت اشراف اللواء سامي الروبي مدير الادارة العامة لمباحث السجون والعقيد هشام كمال مفتش الاستئناف

وقال أحمد فتحي‏21‏ سنة إنه حصل علي دبلوم فني صناعي‏,‏ وانه من أسرة ميسورة الحال‏..‏ والده عقيد طيار ووالدته ربة منزل من أسرة عريقة‏..‏ ولكن اصدقاء السوء هم سبب دخوله هذه القضية لأنه لم يقم بالقتل بل صديقه أحمد الفكهاني هو الذي قام بقتل المجني عليه لأنه تشاجر معهما‏.‏

وأشار إلي انه لأول مرة يدخل قسم شرطة في جناية‏..‏ وان والده كان مشغولا دائما بعمله وهو ينتمي إلي أسرة ريفية في قرية بني عدي التابعة لمركز ناصر ببني سويف ـ وانه تعود علي مصادقة المسجلين من أقاربه في القرية حيث كان يعيش في المدينة ولكن كان يتردد عليهم في القرية اثناء وجود والده في عمله‏..‏ حتي فشل في مراحل التعليم وحصل علي دبلوم فقط‏..‏

وأضاف ان والده كان يقدم له النصائح هو ووالدته ولكن لم يكن يسمع لنصائحه حتي دفع الثمن في النهاية رغم أنه أكبر أخوته‏.‏

وقال انه تعلم التدخين في سن السادسة عشرة من عمره حتي وصل به الأمر إلي تعاطي البانجو حيث طلب منه صديقه أحمد الفكهاني الذهاب معه إلي عرس ابن خالته في منشية ناصر‏..‏ فذهب معه واثناء سيرهما بالطريق في منطقة الزقازيق تشاجرا مع المجني عليه وانتهت المشاجرة بمصرعه وحصلنا منه علي هاتفه المحمول والحقيبة وتركناه ثم واصلنا طريقنا إلي العرس وفي العودة بعنا الهاتف المحمول الخاص بالقتيل‏..‏

وفي اليوم التالي تم إلقاء القبض علي صديقه أحمد الفكهاني وعندما علم والده بأن المباحث تبحث عنه قام بتسليمه إلي قسم الشرطة‏..‏ لأنه لم يقم بقتل المجني عليه وان أحمد اعترف بالجريمة فوجهت لهما المباحث تهم الاستدراج للمجني عليه من الطريق إلي المشتل والقتل والسرقة‏..‏ فأمرت النيابة باستمرار حبسهما حتي قضت المحكمة باعدامهما‏.‏

وقال انهما تقدما بالنقض لأنهما لم يكونا يعرفان القتيل وان العملية بدأت بالمشاجرة داخل السيارة ولم يكونا في وعيهما اثناء الجريمة‏..‏ وان القتيل وجه له ضربة قوية مما دفعهما إلي ضربه بهذه الطريقة ولم يكونا يقصدان قتله أو سرقته‏..‏ وان عملية استدراجه إلي المشتل لم تكن مقصودة لأن الطريق مرتفعة والمشتل أسفل الطريق فانحدرنا به أثناء المشاجرة‏..‏

وأضاف انهما لم يعرفا انه لقي مصرعه إلا بعد إلقاء القبض عليهما‏.‏

وقال انه يطلب من والديه السماح علي ما سببه لهما من مشاكل‏.‏

وقال إنه‏:‏ يوجه رسالة إلي الشباب بالبعد عن أصدقاء السوء والمسجلين وتعاطي المخدرات والا يخالفوا والديهم‏.‏
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات