بدأت المفاوضات .. فهل تنجح؟


المسافة بين رام الله والقدس قصيرة وقصيرة جدا في عرف المسافات والأبعاد ولكن البون شاسع وشاسع جدا في المواقف والرؤى والسياسة والاقتصاد والايدولوجيا وكل مفردات الحياة الإنسانية فهناك نتنياهو والليكود واليمين الإسرائيلي المتطرف حيث دولة الاحتلال وفي رام الله سلطة هزيلة وشعب متعب اعزل وضغط دولي لا حدود له.
نعم بدأت المفاوضات رغم تعثرها لأكثر من عقد ونصف جرى فيها الكثير من ضم الأراضي الفلسطينية وقضمها عبر إقامة عشرات المستوطنات الغير شرعية وغير قانونية وما زال التلويح بفتح باب الاستيطان على مصراعيه قائما رغم تدخل الراعي الأمريكي الذي لا يملك من وسائل الضغط على إسرائيل سوى النذر القليل.
نعم بدأت المفاوضات ولكنها ليست كما يجب أو كما يتمنى الطرف الفلسطيني والعربي رغم التفويض الذي أعطي من قبل مجلس الجامعة العربية ومباركتها لبدئها وهي تدرك في قراره ضميرها ونفسها أنها عبثية إلى حد ما وذلك لمعرفتها وخبرتها في إسرائيل وبيقينها أيضا إن إسرائيل لا ترغب في السلام بشكل جاد وحقيقي لأنها ترفض التسليم بمنطق العدل والحق وترفض التسليم بقرارات الشرعية الدولية ولديها تأويل لكل قرار وفلسفة عقيمة لتلك القرارات هذا بالإضافة إلى ما تمارسه من تضليل للرأي العام العالمي عبر عقود طويلة ترفض فيها الاعتراف بوجود شعب عربي فلسطيني على الأرض الفلسطينية إلا اللهم في بطون الكتب التاريخية.
لقد بدأت المفاوضات وبدا مبعوث الإدارة الأمريكية جورج ميتشل يحمل بعض التفاؤل ويتحدث لوسائل الإعلام بالكثير من الاقتضاب نعم لأنه يدرك ببساط إن علية أن لا يوغل في التفاؤل فالإسرائيليون سرعان ما يقلبون الطاولة ويديرون ظهر المجن للكثير من الاتفاقيات.
أما على الجانب الأخير فالرئيس محمود عباس يقع تحت ضغط دولي كبير وهذا واضح تماما لان حالة الضغط الفلسطيني والمتمثل في الانقسام الفلسطيني بالإضافة إلى الانقسام العربي يجعل الرئيس متعبا ولكن أتمنى أن لا تضعف عزيمته ويقينه بان الحقوق الفلسطينية والتاريخية ثابتة لأن الشعب موحدا خلفه في الداخل والخارج وان جماهير أمته ما زالت حية نابضة بالحياة وجاهزة للعطاء.
لقد آن الأوان كي تدرك إسرائيل والعالم أن فرص السلام قد تضيع هباء إذا لم تفكر في حلول عادلة تقبل بها الأجيال وتدافع عنها وان تدرك أيضا انه لا ولن تحتفظ إسرائيل في كل الأوراق والى ما لا نهاية وان الموقف العربي الفلسطيني والعالمي يمكن أن يتغير وهو في طريقة إلى التغير وعليها الاستفادة من الفرص المتاحة وقبل فوات الأوان...........

أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا *

malfaouri@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات