على من ( ندخل ) بالمفهوم البدوي للمصطلح ، وبمن نستصرخ ونستنجد ونعقد شماغه ؟ وبلحية من نقبض ؟ أرشدونا، أرشدكم الله إلى كل خير ، كيف لهذه المحافظة محافظة الكرك أن تتخلص مما هي فيه من دمار وخراب وغبار وضجيج واكتظاظ وزحام حد الاختناق من جراء أعمال حفريات طرق المدينة لإعادة تعبيدها بصورة سياحية ( في المشمش )؟ ! ! وكلما فتحنا أفواهنا لنعبر عن بلوانا قيل لنا اصبروا ، ذهب الكثير وبقي القليل ، و والله لقد بقي الكثير من الصبر والمعاناة وموسم الشتاء على الأبواب .
كل ما يتقنه المتعهدون هو إجراء عمليات شق بطن الطرق ، دون وجود خطة واضحة ، وأنا هنا أشكك في هذه (الهبة) على الطرق في المملكة ( جسر يختصر منعطفا واحدا في مدخلها يكلف 13 مليونا !!)، ودعك مما يقال عن منح خارجية لدعم هذه المشاريع ، فماذا يعني أن حالة البلد كلها واقفة ساكنة، والنشاط الاقتصادي شبه متوقف ابتداء بقطاع النقل بأنواعه ، ومرورا بحركة البنوك والتجارة والبيع والشراء، وليس انتهاء بأعمال البناء والتعيين والقطاع الزراعي ،والوحيدون الذين يعملون ليلا ونهارا هم متعهدو الطرق والصرف الصحي ؟!
لا يمكنك دخول مدينة الكرك ، لأن دخولها أشبه بركوب جسر الجبل الروسي في مدينة الملاهي ،أوهي أشبه بكرتونة البيض ،وما إن تستسلم لطلعة المستشفى حتى تتنسم رائحة الطبشور المنبعث من مناشير الحجر على الأرصفة دون توقف ، وتلقي عليهم تحية الصباح بندى الغبار المتطاير ،وترى أنياب الغولة الحادة المغروزة في أحشاء الطرق المتصدعة ، تصرخ بالمارة، والعجب العجاب الذي يجعل زائرها يصاب بالإحباط أن بعض الشوارع التي أنجزت وعبدت ضيقة بعرض حزام بنطال جينز أحد المراهقين ، في حين أنك تستطيع أن تلعب ( قولين ) دون مشقة على أرصفتها العريضة جدا .وهي من حظ العمال الوافدين الذين يستغرقون في النوم عليها دون أن يقلقهم أحد !
من هندس وخطط هذه الشوارع التي لو أصيبت إحدى السيارات بجلطة حادة وهي تدخن في نصف الشارع لن تستطيع كل سيارات الدفاع المدني ولا ( ونشات أبو العزم )أن تسحب السيارة المعطلة بسبب تصميم الشوارع على هذه الطريقة المتخلفة ، لذلك نطالب بالحفر من جديد وتوسعة متون الشوارع وتضييق الحواشي لتستوعب سيارتين معا، وإلغاء التصميم الحالي لأنه تصميم هندسي متخلف ،لا يناسب سيارات المواطنين المتهالكة التي تتوقف دون سبب في أية لحظة وبدون مقدمات ، لكبر سنها .
في لقاء إذاعي مع محافظ الكرك النشيط انتقد صراحة هذه الشركات مهددا إياهم بإيقافهم عن العمل فيما لو لم ينجزوا أعمالهم في الوقت المطلوب ، وأقول نيابة عنهم إن هذه المشاريع لن تنجز، وإن أنجزت لن تكون على المستوى المطلوب ،كعادتنا مع كل العطاءات الحكومي التي مشكلتها الوحيدة هي في ال (FINISHING ( ثم في عدم وجود عقوبات صارمة في حالة الإخلال ،أو عدم مطابقة المواصفات المطلوبة .
أما مشكلة مشروع الصرف الصحي في المحافظة فهو مشروع لن يكتمل ، فهاهي حفاراتهم وجرا فاتهم وخوازيقهم قد شقت بطون الطرق التي أضعنا مياه وجوهنا ونحن نطالب البلديات بتعبيدها ،وبعد أن تم لنا ما تمنينا دمروا كل شيء، وها هي صيحاتهم ومناشداتهم في وسائل الإعلام تستصرخ المسئولين لمتابعة هذه الكذبة الكبرى ( الصرف الصحي )الذي وهبونا إياه لسواد عيوننا ، ودون مطالبة منا به ثم لا أعتقد أن مشكلة الصرف الصحي في هذه البلدات من أولوياتها
هل تريدوننا أن نصدق بأن حفرية في وسط شارع في تلك القرى سيعاد إصلاحه كما كان ؟!!لا والله بل إن كان ولا بد فالترقيع لا غير .مع إصراري على أن المشروع سيتوقف بسبب قلة المخصصات التي يقولون إنها مرصودة للمشروع كالعادة دائما في العطاءات الحكومية !!
نحن أبناء هذه المحافظة نلتمس من الحكومة الموقرة أن تقف على ما أنجز من هذا المشروع وتتأكد بنفسها من أن هناك إهمالا واضحا وإخلالا في بعض بنود العطاء بعد أن تركوا أنابيب المياه والحفر الامتصاصية مكشوفة ، وتركوا أكواما من الأتربة الناعمة في الشوارع ،وكل همهم الآن أن ينتهوا من أعمال الحفر بصورة فوضوية غير مدروسة ، دون أن يتقدموا خطوة واحدة في تعبيد الشوارع المنكوبة قبل حلول فصل الشتاء .و(هاي لحيتي )إذا نفذ شيء في السنوات الخمس القادمة ، لهذه الأسباب يمكننا أن نقول بصوت عال :
يامتعهدي الصرف الصحي، أما آن لكم أن تنصرفوا !!