يا رب ، لا تهجر سما لبنان ..


إضاءة ثانية للمشهد في لبنان ،

لنفهم ما يجري اليوم في لبنان ، لا بد من الالتفات الى الفوضى التي تعم العالم ، من اقصاه الى اقصاه . ومن ثم التبصر في ما يجري في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ، وما قد جرى في ليبيا والسودان والصومال ، و ما زال في جعبة حواة الاقليم ، وشيطانهم الاكبر من خطط لباقي المَواطِنِ العربية .

كيانات سياسية كأعجاز نَخْلٍ ، تتولد بعمليات قيصرية ، تتشظى في أرحامها هياكل بشرية هشة . الحاكم فيها مصالح فردية متوحشة ، تضبطها معايير الربح والخسارة . لا مكان فيها لخلق او مشاعر .

أمْعِنوا النظر فيمن يتصدرون الصفوف الأُوَل ، في الكثير من مناحي هذه الكيانات ، ودهاليز تلك الهياكل . ستتلوث ابصاركم واسماعكم ، بعينات بشعة من : القتلة واللصوص ، والمرتشين ، والفاسدين المُفْسِدين ، والمافيات التي تتاجر بكل ما هب ودب من ممنوعات.

عمِلَ دهاقنةُ النظام العالمي الجديد ، ومهندسو فوضاه " الخلاقة " ، دون كلل ، حتى أوصلونا الى مستنقع النفعية المتوحشة ، لقتل وهدم كل شيء ، عبر فصل منظومات الاخلاق السماوية والقيم الانسانية الوضعية المكملة لها ، عن سياسة المصالح الفردية .

لاستكمال بناء هذا النظام المتغول ، المحكوم بقوة المال والاعلام ، لا بد من هدم النظام القديم ، وبُناهُ الاجتماعية والثقافية . ولا يوجد مكان في العالم ، مُهيؤ للهدم اكثر من الوطن العربي .

وعندما سُألَ الشيطان الاكبر الذي يلعب عالمكشوف بلا ورقة توت حتى ، عن حصة العرب من " بركات هذا النظام " ، الذي تأسس منذ اكثر من مئتي عام ، قال : في ظل النظام العالمي الجديد ، سيُقتل الكثير من العرب ، وتُهدم بلادهم ، وتُحتل اراضيهم ، وتُصادر ثرواتهم وتُسرق اموالهم . وإن اعترض احد باسم النظام والقوانين ، سنقول له : إن ما نفعله بالعرب ، هو اقل بكثير مما فعله ويفعله العرب بانفسهم . فهم خونة كاذبون وأغبياء .

جُلُّ العرب خونة : فهم من قتلوا ابن بنت رسولهم . وقتلوا زوج بناته ، وقتلوا خلفائهم وصحابتهم والكثير من ابطالهم . ومن خان مرة كما تعلمون ، يخون كل الناس ، من حقنا ان لا نأمنهم ، وخاصة اذا كان الخائن مثلهم ، كاذبا وغبيا أيضا .

الكثير من العرب كاذبون : يُشيعون بأن امريكا تدفع مليارات الدولارات لعدوهم اسرائيل ، وهم يعلمون ان هذا الإدعاء كذبة كبرى مفضوحة . فان الذي يدفع لاسرائيل مليارات الدولارات هم عرب . يعطون المال لنا ، ونحن بدورنا نعطيه لعدوهم .

معظم العرب اغبياء ايضا : يتقاتلون طائفيا ومذهبيا وعرقيا ، يتقاتلون على كل شيء ، حتى على اغنية او لعبة كرة قدم ، او طبخة او لون غطاء رؤوسهم ، مع انهم أمة واحدة . ان ما صرفته منصات الرمل والقلق والملح والكاز ، بحروبها العبثية على اليمن ، يعادل تقريبا ما صرفته امريكا بحرب عاصفة الصحراء . يدفعون مليون دولار ثمنا لصاروخ يدمر مدرسة او منزلا في اليمن ، لا يتجاوز ثمنه بضع الاف من الدولارات .

ماذا حقق هذا العدوان المجرم في المحصلة ؟ باتوا بحاجة اكبر لحمايتنا مباشرة .

وهنا يسأل الشيطان الاكبر متهكما شامتا : اين شعوبهم واين نخبهم . ومن ثم يسارع للقول : لا اريد ان اعرف . الأهم انني اعرف بان مصانع السلاح في بلادي ، تعمل بكامل طاقتها . لا يعنيني من يموت هنا او هناك ، ومَنْ يَقتُلُ مَنْ في تلك المنطقة .

منطق كل ما سبق يبرر لنا القول ، بعدم الحاجة لوجود سفهاء العرب ، بل الابقاء على من يدفع اكثر وعلى من يشتري حمايتنا وترويجنا له وتلميعه .

في ظل نظامنا العالمي الجديد نحن الاقوى في هذا العصر . ولكي نبقى الاقوى ، علينا بلا عواطف وبلا أسف لعذابات احد ، أن نضعف الجميع . عليكم أن تتوقعوا قتلى بلا عدد ، وهدم وتدمير كل ما قد تطاله ايدينا من قواكم المادية وغير المادية ، وما بينها . من قوة .

حذار ، القادم خطرجدا ، لبنان على شفير فوضى " غير خلاقة " ، والحرب الاهلية تطل من الشقوق . إنهم يكررون نفس السيناريو الغبي ، الذي فشلوا في تطبيقه في سوريانا العظيمة . ثقتنا بالقوى الحية لامة العرب في لبنان ، ستفشل بالتأكيد كل عبث للشيطان الاكبر وتوابعه وكلابه . وإنا غدا لناظره قريب .

يا رب لا تهجر سما لبنان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات