حشود تشيع جثمان الأسيرة المحررة فاطمة الحلبي


جراسا -

رحلت الأسيرة المحررة فاطمة الحلبي (72عاما) بعد تاريخ نضالي حافل بالعطاء والتضحيات؛ إذ مضت على درب والدها الشهيد، وقدّمت زوجها ونجلها شهيدين على طريق تحرير الوطن والمقدسات.

وتوفّيت الحلبي ظهر اليوم الاثنين بمدينة غزة بعد صراع طويل مع المرض، وشيّعتها جماهير حاشدة من جماهير شعبنا؛ انطلقت بعد صلاة العصر من مسجد العمري وسط مدينة غزة صوب المقبرة الشرقية.

ويصف محمود الحلبي شقيقته الراحلة فاطمة بـ "أيقونة النضال"، والتي عاشت حياتها مكافحة مناضلة في سبيل الله، وكانت من أوائل من قاموا بالعمل النضالي المقاوم في فلسطين.

والحاجة الحلبي حكمت بالسجن 35 عامًا لكنها قضت ثمانية أعوام ثم أبعدت لأكثر من دولة خارج فلسطين قبل عودتها إلى غزة عام 1994، وهي زوجة الشهيد القائد زياد الحسيني قائد قوات التحرير الشعبية.

ويقول الحلبي: "نفتخر اليوم باستشهاد الأسيرة المحررة فاطمة؛ فهي شهيدة وزوجة ووالدة وابنة الشهداء، هي ضحت وقاومت وأفنت حياتها في سبيل خدمة القضية الفلسطينية.. حياتها يعرفها القاصي والداني".

ومنذ نعومة أظفارها تعلّقت الحاجة الحلبي بالعمل الوطني المقاوم، ومضت على درب والدها الشهيد عمر الحلبي؛ "كفاها أنها قد عايشت العمل الوطني من بداية الفعل المقاوم في قطاع غزة بعد هزيمة 67 التي منيت بها الجيوش العربية". يضيف الحلبي.

وزوجها الشهيد زياد الحسيني تم استهدافه بعملية اغتيال مُدبّرة بيد أحد عملاء الاحتلال الإسرائيلي في بداية السبعينات.

ويقول مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل إن الأسيرة الراحلة فاطمة الحلبي هي "رقم صعب" في مجابهة الاحتلال الإسرائيلي وعنت مصلحة سجون الإسرائيلية.

ويؤكد "انها رقم صعب في تاريخ الثورة الفلسطينية عبر مسيرة كفاح طويل عانت خلاله الاعتقال والتعذيب".

ويصف قنديل الراحلة الحلبي "بالقامة الوطنية والتاريخية بكل المقاييس؛ إذ أنها ابنة شهيد ووالدة شهيد وزوجها شهيد، وعانت الأمرين بفعل الملاحقة الإسرائيلية".

ويضيف "رسالتنا ونحن نودع الأسيرة المحررة الحلبي أنها كانت رسالة الصمود وتحدي للاحتلال، وعلى شعبنا أن يواصل طريق الكفاح والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي".

واتفق معه الأسير المحرر أيمن الشراونة، مؤكدًا أنها قامة وطنية قدّمت الغالي والنفس دفاعًا عن أرضنا ومقدساتنا.

ويقول الشراونة "الحاجة أم بهاء الحلبي قضت معظم عمرها في سبيل الله دفاعا عن مقدساتنا وأراضينا؛ هي تاريخ حافل بالعطاء سيكتب بمدادٍ من ذهب عن هذه المرأة التي قدمت الأرواح والدماء".

وعُرف عن الراحلة الحلبي أنها تعرّضت طيلة 7 أيام في سجون الاحتلال للشبح وصنوف التعذيب، خلال فترة اعتقالها 8 سنوات؛ دون أن تعترف للاحتلال عن المقاومين.(صفا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات