أخت الوزير ..


لا تتوقف الحكومة بقصد أو بغير قصد عن تزويد خصومها ومناكفيها بما يدعم ما يكرروه صباح مساء عن غياب العدالة والإنصاف فيما تقوم به من إجراءات وقرارات، وقد فوجئت وربما كثيرون مثلي بما نشره موقع "حقك تعرف" دفاعاً عما تم تداوله بخصوص تعيين شقيقة أحد الوزراء في شركة مملوكة للحكومة براتب 3500 دينار، وقد ذكر الموقع أن هذه الإشاعة عارية عن الصحة لأن المذكورة لم يتم تعيينها في تلك الشركة وإنما تم نقلها من شركة حكومية تمت تصفيتها وأنه قد تم نقلها بنفس راتبها دون إية زيادة عليه، كما أن العملية برمتها قد تمت قبل أن يتبوأ معاليه كرسي الوزارة ....

في البداية أود أن أشيد بكفاءة وفطنة القائمين على موقع "حقك تعرف"، فمن خلال هذا التوضيح الساذج تم نشر هذه "الإشاعة" على أوسع نطاق على قاعدة "اللي ما دري يدري.." ، إضافة إلى أن التوضيح قد أكد بشكل صارخ على غياب العدالة لا بل المنطق في كثير مما تفعله الحكومة هذه الأيام، لا يهمنا في هذا المقام أن نعرف كيف تم تعيين المذكورة في ذلك الموقع وبهذا الراتب الذي يعادل راتب وزير عامل وفي وزارة سيادية إيضاً، إنما نتساءل لماذا تم الإبقاء على هذه الموظفة وعدد آخر من المحظوظين والمحظوظات بعد تصفية الشركة في حين تم الإستغناء عن بقية الموظفين، إلا إذا كان إذا كان لديها خبرات ومعارف فريدة من نوعها يجب أن لا يتم التفريط بها خدمة للوطن والأمة، ويبدو أن هذا غير وارد بتاتاً بدليل أن الموقع لم يذكر ذلك وبرر النقل بضرورة المحافظة على حقوقها التقاعدية كمشتركة في الصمان الاجتماعي، وقد كنا ستقبل بهذا التبرير ونتعاطف معها لو كان راتبها 350 دينار أو نحو ذلك، ثم ما هو ذنب الشركة التي انتقلت إليها أن تتحمل مثل هذا الراتب المرتفع في ظل حركة ركود عامة تجتاح كل القطاعات، لماذا يتم النقل أصلا فكفاءة مثل هذه تستطيع ان تجد لها مكاناً مناسباً في القطاع الخاص وبميزات وراتب أعلى...

يمضي موقع "حقك تعرف" في الدفاع عن الواقعة بالقول بأن النقل تم بدون إجراء أية زيادة على الراتب .... يا حرام هذا كثير ... كان يجب أن يتم زيادة راتبها بواقع (10%) على الأقل تعويضاً عن نقلها إلى بيئة عمل جديدة وموقع جديد قد تعاني الكثير حتى تنسجم وتتكيف معه، ويتوجه الموقع إلى المشككين مؤكداً أن خبرة المذكورة في مؤسسات الدولة والشركات الحكومية أكثر من (25) عاماً، متناسياً أن موظفاً بالدرجة الخاصة وبخدمة (40) سنة قد لا يتجاوز راتبه مع كافة العلاوات نصف راتبها بقليل، ويضيف الموقع مدافعاً لا بل مستغفلاً الجمهور بأن قرار النقل متخذ قبل أن يكون شقيقها وزيرا"، ونحن نعلم والكل يعلم أن معاليه في ذلك الوقت كان يشغل منصباً في رئاسة الوزراء لا يقل أهمية ولا صلاحية عن منصب وزير...

نشفق على الحكومة مما هي فيه ... ولكننا نحنق ونغضب أيضاً لتقاعسها عن إجراءات لا تكلف الكثير وتحقق لها المصداقية والقبول وتساعدها في تمرير الكثير من سياساتها وقراراتها...

ختاماً نحن معشر المصابين بمرض شدة التفاؤل والذين كادوا يفقدون البصر من شدة التحديق في الكأس لرؤية نصفه الممتلىء .... نقول كفى ....!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات